• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فاصل بالأسود الغامق

هدى المفرجي / الثلاثاء 29 ايلول 2020 / ثقافة / 1834
شارك الموضوع :

اطرح سؤالك واترك أيام العزاء تجيبك فالحسين مدرسة بثت كل العلم بأيام معدودات فاقت معلوماتها ما درسناه لسنوات

كسحنة كالحة تصرخ في بوق صدئ يصدر من خلف قيد يرزح في القدم حينما أسدل الليل سترته القاتمة معلناً حزنه المتجدد كل عام ورسم خط السواد على حيطان البياض التي ابتلعت هيجائه وأحرقت رمضاؤه هنا من أرض كرب وبلاء..

بحزن يتوشح الأسود بدرجاته الغامقة بعدما تغير لون الحال وخف الصدى الذي كان يصدع كل عام فتبدل وتنكر وانتقل من حال إلى حال بحزن بالغ معتم مبهم في الصدور فهجعت الروح من سكونها وسكبت عبرات واجبة في شرع المحبة التي قطعنا عهودها منذ القدم وتوارثها الأبناء كعرق يسير في الدم..

فما أشد وطأة الدنيا حينما تدبر على الانسان بمعروفها فتذكره بين حين وآخر بدقة خفيفة على باب الروح أن الدنيا زائلة فانية بعد حين ولكنما الأشد حينما يرى مرارة ونهاية سيادة الباطل ونكران الحق إلى أي منقلب كانت وما أخذ من كان فيها من ذل وهوان في الباطل وعبودية الدنيا.

قال الإمام الحسين (ع) في مسيره إلى كربلاء: ((إِنَّ هذِهِ الدُّنْيا قَدْ تَغيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ، وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الوَبِيلِ. أَلا تَرَوْنَ أَنَّ الحَقَّ لا يُعْمَلُ بِهِ، وَأَنَّ البَاطِلَ لا يُتَنَاهَى عَنْهُ، لِيَرْغَبْ المُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللهِ مَحِقًّا، فَإِنِّي لا أَرَى المَوْتَ إِلا سَعَادَةً وَلا الحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلا بَرَمًا. إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيا وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَائِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ)) – ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص245.

إن أسوء ما في الأمر حينما ينقلب الدين إلى لغو على الألسنة، وعبودية لحطام الدنيا، فيُستخدم شماعة وآلة لدر المصالح غير المحقة. ولا فرق في هذا بين من يرتدي لباس الإيمان ويحوّل الدين إلى ناقة حلوب ومركب إلى جلب المصالح، وبين من هو على الكرسي ويستخدم الدين مبررا وغطاءً لسياساته غير الصحيحة وغير القويمة، كما كان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

إن في الدين والتزامه مصلحة حقة وأكيدة للإنسان، ومن السوء أن تكون علاقة الإنسان بالدين علاقة مصلحية، كأن يجعل من الدين مركبا إلى المصالح الباطلة، مادية أو معنوية، أو فخا لاصطيادها، أو كأن يجعل عبادته لله وخضوعه له على حرف (أي على طرف) كما عبر عن ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ)). (سورة الحج-الآية).

فكيف وإن لعب أصحاب الأوجه الكثيرة وهم متجردين من كل ما أتاهم به الله من رحمة على أوتار سرب عاطفي بحت القسم الأكبر منه لم يدرك سوى كماليات الأشياء وظاهرها فكان التيه فينا بين صبغتين أدركهما كل من مر على مسامات المنطق واللامنطق فما كانت تجدي الألوان نفعا إلا إن أتاها سواد أو فرض ما كان من الأبيض نفسه عليها ولكن النفس تهوى الانعكاس وكل مامنعت عنه زادت تحديا ورغبة في الطرح بأحشائه باحثة عن شيء يثير فيها مكامن السؤال والاعتراك فبحِثت وراء الرمادي ظناً منها أنها ستثبت نظرية ما استطاع الأسبقون اثباتها فارتدت صبغة الاسلام تارة وصبغة مذهبية تارة أخرى وتخبطت بين اثبات واخفاء.

بين شريعة ودونها من خوف يتملكها لشيء غير مدركين أساسه وكأنما النساء قد ارضعته كما الحنين للوالدين هكذا سار في الأحشاء بصورة غير منمقة ولا سطور شعرية شيء شعبي هب في الصدور وأذبل العيون كبرنا عليه وسار في دم صغارنا فنجدهم قبلنا يبحثون عن سر مااستطعنا حله حتى الآن سر ثورة الحسين عليه السلام يستعد الجميع متسابقين لإحياء ذكراها فقط دون إدراك فحواها فكيف لو تشبعوا في أهدافها وارتووا من كان ضمآن من مكامن عبرها فتجلت أسمى صور العطاء والمحبة على هيئة المحبين بفطرة نقية شفافة كنقاء الماء.

وعلى غير المعتاد من الطرح هذا العام قم بنسج خلية صغيرة واحفظها في عقلك الباطن مصحوبة بتساؤل واترك هذه الأيام العظيمة تجيبك عنه كانك في جوف مسلسل لامفر منه ومر عليك هذا الفاصل بالأسود الغامق.

اطرح سؤالك واترك أيام العزاء تجيبك فالحسين مدرسة بثت كل العلم بأيام معدودات فاقت معلوماتها ما درسناه لسنوات والمقصود منها أن نستلهم درساً من دروس ثورته عليه السلام، ونستنشق نسيماً عذباً من رياحينه العطرة، ونستنير في دروب الحياة بشعلةٍ وهّاجةٍ من مشاعله الخالدة، ألا وهو الحب والعشق الحسيني.

وهذا وإن كان بحراً عميقاً يستحيل سبر غوره وعبوره، ولكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، وستبقى كربلاء المُعلّى قرآن المحبين، وتبقى عاشوراء الحسين آيات ومصابيح الهدى وطريق وسفينة النجاة، وتبقى ملحمة الطف نبراس الحب الإلهي الذي يتجلّى في حبّ رسول الله وأهل بيت عترته الطاهرين.

الانسان
الحياة
الامام الحسين
الفكر
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عقل المستقبل

    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي

    انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    الأسر القوية.. ماهيتها وأهميتها

    ألوف الجزيئات البلاستيكية.. رئتاك تستنشقان الخطر!

    آخر القراءات

    ملامح من شخصية الإمام الكاظم (عليه السلام)

    النشر : الأحد 23 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يغيّر قانون الجاذبية طريقة حياتك؟

    النشر : الأربعاء 29 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    أهمية السمعة

    النشر : الأربعاء 15 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    أهمية تطوير الذات في بناء الشخصية

    النشر : السبت 28 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    كيفية التخلص من مشكلة الشرود الذهني

    النشر : الأحد 25 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    كيف يمكن رفع مستوى الإستحقاق الذاتي؟

    النشر : الثلاثاء 20 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 863 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 550 مشاهدات

    أطفالنا والزراعة.. تأثير البستنة في تنشئة الأطفال

    • 391 مشاهدات

    الخيانة في الولاء للخونة: قراءة في حديث الإمام الجواد

    • 366 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 365 مشاهدات

    الفشل... بداية النجاح الذي لم يكن ليولد لولاه

    • 341 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3841 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 955 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 863 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 758 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 550 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 539 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عقل المستقبل
    • منذ 2 ساعة
    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي
    • منذ 2 ساعة
    انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب
    • منذ 2 ساعة
    حب الصيف واجب وطني وإيماني
    • السبت 31 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة