• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فيض من كاظم الغيظ

هدى المفرجي / الأحد 26 كانون الثاني 2025 / اسلاميات / 752
شارك الموضوع :

تشخص أبصارنا لحبل وصال يلين القلب ويدب الأمل داخلنا ويترجم صفات الباري فيهدي بأمره

من محور الاطمئنان ومنبع الجنان جعلهم أئمة يهدون بأمره وأوحى إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فكانوا له عابدين زاهدين ساجدين وأي سجود ذاك الذي يطول فيقول صاحبه "عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك" ومثله لا ذنوب عنده فكيف ونحن الذين أصبحنا من كثر الذنوب نستحي السجود لطرق العبثية التي مازلنا سالكين فيها.

فتشخص أبصارنا لحبل وصال يلين القلب ويدب الأمل داخلنا ويترجم صفات الباري فيهدي بأمره منتشلاً أتباعه بحبٍ ماطر اللهفة وكأنه ضباباً ملمساً أحادي الحضور عظيم الذكرى جامح للمشاعر يغدو بين سكوننا الموحش ماسحاً بحنان مطلق على قلوبنا فنطمئن لفكرة وجوده فهو أحد الشموس الالهية وسليل الدوحة المحمدية الامام موسى بن جعفر (عليه السلام).

نحو صاحب السجدة الطويلة

في لحظات ملؤها الخشوع والمشاعر الفياضة، يقف المؤمنون كل عام ليحيوا ذكرى استشهاد صاحب السجدة الطويلة وإمام الأخيار موسى بن جعفر (عليه السلام)، مترجمين هذا الحب سيراً على الأقدام أو وصالاً روحياً من حيث هم ليعيدوا حزن هذا الوقع الجلل في حياة المسلمين، حيث إنطلق المعزون من ديارهم قاصدين دار الحبيب الشهيد فما إن يصلوا جسر الرصافة تتجمع العبرات بأعينهم ويدب الصخب بذاك المكان فتمنح السماء رزقها والنوارس تلتقط منه بياض أحلامها، ويقف الجميع ناظرين إلى حيث اتجاه كعبة الضعفاء مستقوين به على دنياهم الغرور، هذا الذي زرع داخلهم حبه، المعذب في قعر السجون كاظم الغيظ ونافذ البصيرة الذي قلع سجون الظلم لتتحول إلى ساحة الاجتهاد والجهاد والمعرفة والتنافس الفكري، ودوحة علم ترشد فتهدي فتقوم كل اعوجاج لتجتمع القلوب حولها طالبين وصال الباري عز وجل بواسطة محور الاطمئنان والنجاة من كواسر الوحوش في الدنيا وضماناً لمعراج السماء والفوز برضى الله.

وما هذا الوصال سوى نهجاً أقامه الامام موسى الكاظم في زمانه فكل من أحبه نسي الدنيا ولجأ لمجلسه ونحن ورثنا هذا الحب نبعاً صافياً لاشائبة فيه، ومازلنا نتزود إلى يومنا هذا من علمه وفقهه الذي كان المهدد الأول لتسقط صروح الطغاة آن ذاك بما يملكه من شرعية وقداسة ومدرسة عقائدية واعية في نفوس أبناء الأمة الاسلامية على مرّ التاريخ.

وهذا ما يجعلنا ندرك أسباب السلاطين والحكام المتجبرون تحريف مساراته القويمة لفائدة مآربهم الدنيوية بيد أنهم كانوا على الدوام يواجهون الإمام موسى الكاظم فتسقط حججهم ويُكسر جبروتهم مما جعلهم يقومون بأقسى أشكال العسف والاضطهاد على الإمام الكاظم وزجه في قعر السجون المظلمة بسبب تمسكه بالثوابت الالهية والسُنة النبوية المطهرة، إلى أن لقي وجه ربّه شهيدا مسموما بأمر من طاغية عصره الذي ظن أن بزوال الامام الكاظم زالت مخاوفه وسينسي الناس اياه فزاد بظلمه وكان كما قال الشاعر :

قطع الرشيد عليه فرض صلاته

قسراً وأظهر كامن الأحقاد

 حتّى إليه دسّ سمّاً قاتلاً

 فأصاب أقصى منية ومراد

معتقداً أن بمجرد انقطاعه عن أبصار الناس وأرواحهم سينتهي هذا المنهج الذي رسمه الامام من الاستقامة والمقاومة للظلم وطلب الاصلاح والحث على المساعدة بين الجميع ولقد تجلت هذه الحقيقة الساطعة في مسيرته ووصاياه وتوجيهاته القيمة لمواليه وأصحابه، حيث كان يحثهم دوماً على التواضع وعدم التفاضل والتمايز فيما بينهم، وإذا أصاب أحد منهم منصباً أو جاهاً أو مالاً أو علماً فعليه أن يسخره في خدمة الآخرين لا أن يتعالى عليهم لئلا يكون الذي أصابه وبالاً عليه ولعل خير شاهد على ذلك ما حدث لأحد مواليه وهو علي بن يقطين الذي كان يعمل وزيراً للسلطة العباسية الغاشمة آنذاك، حيث علمه كيف يُسخر منصبه لخدمة الناس والشيعة الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، وكيف أنه (عليه السلام) أدبّه لكي لا يتكبر على أحد منهم لذلك كان استشهاده (عليه السلام) هو بداية القوة الفعلية لدى شيعته فكان مرقد حبيب الشيعة كما قال الشاعر:

فارقتْ روحُهُ الحياةَ شهيداً

فغدا قبرُهُ مَعيناً زُلالا

ينهلُ الظامئونَ مِنهُ ارتواءً

ويطُوفون بالضريحِ ابتهالا

فكان هذا ديدنا لمحبي آل بيت النبي وكل عام تمور الحشود حول المقام ساعيةً منادية سلاماً ياكاظم الغيض سلاماً من شيعة جدك حبا واجلالاً ياعظيما لوى الخطُوبَ عِناناً فأنتَ بالصبر قد سموتَ جلالا وكنت خير عابد وساجد سَيدي أيها العظيمُ مقاماً دُمتَ عوناً للطالبينَ وملجأً نوالاً تغدو الهموم في مقامك صغاراً هينة لينة بفضل دعائك لله بأن يغفر لنا وينظر بعين الرؤوف لشيعة احتضنت مقام أئمة اختارهم هدىً للناس وحُجة عليهم.

الامام موسى الكاظم
الشيعة
التاريخ
الحزن
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    التحول الرقمي في التعليم: فرصة أم أزمة؟

    دراسة: عشاق القهوة في مزاج أفضل بعد فنجانهم الأول في الصباح

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    آخر القراءات

    المنقذ من الثالوث القاتل

    النشر : الأثنين 15 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الاستدراك.. آفة القول الجميل

    النشر : الأحد 04 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الوشم عند النساء.. بين أولويات الجمال والتغافل عن الخطر

    النشر : الأحد 30 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    خير الأصحاب

    النشر : الخميس 30 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الحوار الأسري وأهميته بين أفراد العائلة

    النشر : السبت 05 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    أنت بذرة صالحة أم فاسدة ؟

    النشر : الخميس 23 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 801 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 404 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 391 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 365 مشاهدات

    التفكير غير المنضبط

    • 361 مشاهدات

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    • 359 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1412 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1356 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1233 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1158 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1082 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1076 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة
    • الخميس 21 آب 2025
    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ
    • الخميس 21 آب 2025
    التحول الرقمي في التعليم: فرصة أم أزمة؟
    • الخميس 21 آب 2025
    دراسة: عشاق القهوة في مزاج أفضل بعد فنجانهم الأول في الصباح
    • الخميس 21 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة