المخاوف تعيق تقدمنا.. عندما نتصور وجود خطرٌ أو نتوقع وجود تهديدٌ ما سواء أكان ناشئٌ من شيء ملموس كخطرٌ على الجسم أو مجرد تخمينات معنويا في أغلب الأحيان نلجأ للهرب أو التنازل.
وعليه فمن المحتمل عندما نحلم ونتخيل أحلامنا ونعيشها ونسعد بتخيلها وتأخذنا إلى عالم نحن ملهوفين للغوص فيه والإحساس بكل لحظاته، في تلك الحالة نصنع عالما بحسب ما نريده ونتمناه فنستلذ ويطيب لنا العيش داخل هذا الحلم، لكن بعدها نستيقظ من حلم اليقظة ونسأل أنفسنا هل فعلا نستطيع أن نفعلها ونحققه؟. وفي الغالب الذي يحصل أننا ننصدم بحواجز تجعله حلما يأتي ويهرول سريعا أو ندفعه خارج منطقة تركيزنا وأحيانا لا نجرؤ حتى في سؤال أنفسنا.
أكثر المصدات والركلات التي تواجه أحلامنا هي المخاوف. مثلا، (الخوف من مواجهة الفشل وعدم الحصول عليه أو الرفض أو الاستهزاء من قبل المحيطين أو عدم وجود المساعد والمساند)، كلها مخاوف تثبط العزيمة ويبقى حلما يراودنا بين الحين والآخر دون أن نمسك به ونحييه بداخلنا، ونعمل على بناء ركيزة وأساس أو نعمل على جعله ذا اسم وهوية وملامح واضحة.
لا شيء مستحيل يقولها دون تمعن الأغلب منا أو إيمان به فهناك حلم يراودنا منذ زمن ونتردد حتى في البوح به ولو لأنفسنا على أنه استحقاق.
متى نتجرأ على تحقيق الحلم؟
نتجرأ ونعمل به ونتسلح من أجل المضي قدما على تحقيقه ونضع كافة الاحتمالات ونعمل على تحشيد قوتنا وعقلنا لتحقيقه في حالات كثيرة منها:
ـ حين نعلم عندما نتحقق ويثبت أنه استحقاقنا.
ـ حين نتيقن تماما أن هذا ما نحتاجه ويجعلنا في رضا وتوازن، وشرف المحاولة يفتح سبل الوصول بمسارات مختلفة.
ـ حين نتيقن تماما بقول الله عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة البقرة:186]، فندعوه ونضع حلمنا بين يديه ونعمل كل ما نستطيع عمله.
ـ حين نتيقن أن الخوف من عدم الحصول عليه يجعلنا نفقد حماسة اجتيازه فـ(ندع المقادير تجري في أعنتها).
ـ حين نتيقن تماما أن ما تخيلناه هو حلم ويمكن أن يتحقق لأننا وضعناه كأهم ملف في عقلنا وأصبح هدفٌ ويستحق منا الصمود والصبر والمواجهة.
ـ حين نتيقن تماما أن لا قيمة في الحياة إذا لم نحقق أحلامنا.
ـ حين نتيقن تماماً ان المخاوف التي زُرعت أو من قام بزراعتها في داخلنا نستطيع
أن نسحقها.
ـ حين نتيقن أن الصبر مع فكرة نركز عليها وهدف واضح يختلف عن الصبر ونحن خائفون ويائسون فالصبر يأتي مع الأمل والعمل يسمى الصبر الجميل.
فإذا أردنا أن نشعر بالنجاح علينا التخلي عن أكبر عائق يوجد في حياة البشر وهو التركيز على المخاوف أكثر من التركيز على الأهداف.
اضافةتعليق
التعليقات