مع ارتفاع الصوت المنادي بالدفاع عن حقوق المرأة والدعوة إلى تحررها من القيود المنسوبة إلى الإسلام في ظل تحريك عجلة الاعلام بشكل عام لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت رفيقا دائما للفرد داخل وخارج البيوت والعمل على اثارة بعض المواضيع الحساسة تحت مزاعم حرية المرأة مما زرع في ذهن بعض النساء حقيقة البحث عن الحرية المسلوبة، فبدأت تبث هذه الأفكار المسمومة بطرق متعددة أودت بأفكار بعض من بناتنا وأدت بهن للانجرار وراء أوهام التحرر المزعوم.
إحدى تلك السبل هي استخدام بعض الروايات الضعيفة جدا المروية في متون القلة من الكتب والمصادر المتداولة في أوساط مجتمعاتنا تلك التي تنسب إلى الأئمة الأطهار (عليهم السلام) إلا أنها لا سند لها في المصادر المعتبرة، والأمر هنا متروك للمطلع على تلك الروايات بعد أن يعرضها على العقل والمنطق فهل يمكن أن ترد هكذا امور على السنة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فيها اساءة إلى هذا التكوين العجيب الذي هو عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس تضخ المجتمع الانساني بالقوة والديمومة الأبدية، لم ولن ترد أي كلمة عن المعصوم يقصد فيها اساءة للمرأة كعنوان عام إلا أنه ربما ترد على حادثة محددة فيها امرأة معينة قد انحرفت عن جادة الصواب وهنا يرى المعصوم أنه من الواجب تنبيه الامة على هكذا حالات لئلا تؤدي إلى تعميمها على النساء بشكل عام مع ذلك فقد تم تداول بعض الروايات ضعيفة السند بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي وترددها على ألسنة الناشطات والناشطين المطالبين بتحرير المرأة من قيودها المزعومة تلك.
إن للمرأة دور مهم في كل مفصل من مفاصل الحياة منذ خلق نبينا آدم وزوجه حواء (عليهما السلام) وصولا إلى السيدة الزهراء (عليها السلام) التي رسخت الأنموذج الأمثل للمرأة الصالحة في مختلف ميادين الحياة وفي السلم والحرب ودورها الأبرز هو مساندتها لزوجها في السراء والضراء، وقد شهد التأريخ نساء كانت لهن من الحكمة والمنطق الذي يجارين به الرجال في الفكر، وقد وصلت إلينا روايات حاولت تحجيم دور المرأة في المجتمع الإسلامي إلا أن ما وصلنا من أحاديث ومرويات موثوقة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة عليهم السلام يبرز دورها بشكل جلي وكيف أنها كانت القاعدة الرصينة لبناء المجتمع وتكوين الإنسان وأنها المحور الأساس لوجود أولئك الذين كانت لهم بصمة واضحة في تاريخ البشرية.
إلا أن حملات التسقيط ومحاولة تشويه صورة المرأة اليوم في مجتمعاتنا الاسلامية من قبل حركات معادية للمبادئ الاسلام الحقيقية إنما جميعها امتداد لمنهج ليس بجديد العهد بل امتداد الى قرون ماضية، حتى وصل الحال اليوم إلى إثارة الجدل حول سلوكيات توجد في مجتمعاتنا الشرقية والتي هي من مخلفات الجاهلية التي لازالت عالقة في أذهاننا ونسبها إلى الإسلام بطريقة أو بأخرى ليتسنى لهم التسلل بأريحية لأفكار بناتنا اللاتي لم اغوين بهذه الصورة المزيفة للحرية فخسرن أنفسهن ثقافياً وعقائديا ضد هذه الهجمات الفكرية الخطيرة.
ولكي لا نعطي المجال لهذه الحركات بالتنامي، علينا تسليط الضوء على المسألة وبيان اللغط الذي يشكل على أساسه الأعداء لمكانة المرأة في ديننا من خلال عرض البحوث والدراسات التي تفند صحة ما يرد حول المرأة، من نصوص قرآنية ذكرت المرأة والتي قد يستخدمها المغرضون لتشويه صورة ومكانة المرأة الحقيقية التي أكرمها ديننا الحنيف.
اضافةتعليق
التعليقات