• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قراءة نقدية في قصة: قنديل واحد لا يكفي

جنان الهلالي / الأربعاء 15 نيسان 2020 / ثقافة / 3951
شارك الموضوع :

صورت لنا الكاتبة في هذه القصة أن العبادة والاعتكاف ليست هي الطريق المعبد الوحيد للوصول مع المنتظرين

كفراشة ليلية تألقت وسط الليل المدلّهم، جلست في زاوية قصيّة من فناء الدار بعد أن أنهت طقوسها اليومية في تنظيف عتبة البيت.

بداية مشوقة للقصة القصيرة للكاتبة رقية تاج ضمن مجموعة قصصية اختارت لها عنواناً جميلاً ويتناغم مع أسماء كل قصص المجموعة: (عندما يكتمل القمر) التي صدرت لها مؤخراً عن دار  الجوادين في لبنان.

(قنديل واحد لايكفي) عنوان لنص جميل لشجرة وارفة الظلال، فمن خلال فهمك للنص فهماً دقيقاً يجعلك تخرجُ أفكاراً، وتبرز ماكمن فيه من قضايا سلوكية، وأخلاقية، عاطفية، اجتماعية تحاكي معاناة المنتظرين لأهل البيت من المنشأ الأول للأسرة، وكيف تكون الأم حلقة الوصل بين أسرتها والامام المهدي.

بعبارات شديدة الإيجاز لكنها تحمل من غنى الدلالة وقوة المعنى ما ينطق صراحة بنضج القصة واستواءها فنيا وبتنوع واتساع ثقافة صاحبها، واعتمدت الكلمة الدالة الموحية، فهي تحدثت بلسان الراوي في تجسيد حكاية بطلة القصة الأم وكيف استيقظت من غفلتها ببعض كلمات قد تكون  عفوية من ابنها (محمد)، فهنا انتقلت الكاتبة إلى الصراع مع الذات والشعور بالضيق مما قالهُ الابن، لقلة ادراكه ومعلوماته عن الإمام المنتظر، وبينت سبب ابتعاد أغلب الأبناء عن أمورهم العبادية لإنشغالهم بواسائل الاتصالات أو التلفاز.

كان وصفها لحالة الأم وصفا دقيقا حيث قالت: كان كلامه بمثابة صغعة أيقظتها من نوم عميق، ثم تسلسلت بالمشاعر وأوضحت كيف بررت الأم سبب عدم ايمان ولدها بعودة الإمام المنتظر؛ إنها الأفكار المسمومة والمنحرفة التي تدخل إلى اللاوعي بهذه الطريقة غير المباشرة، عن طريق القصص والروايات والأفلام والمسرحيات!.

صورت لنا الكاتبة في هذه القصة أن العبادة والاعتكاف ليست هي الطريق المعبد الوحيد للوصول مع المنتظرين، بل هنالك جهاد آخر للنفس، وقد يكون أكثر مشقة وهو انتشال الجيل الجديد من هفوات التضليل والشك في ظهور الإمام وذلك كله لن يحصل إلا إذا كانت المرأة متعلمة وتمتلك علم زاخر للمعلومات التي تستند عليها، وبذلك تستطيع مواجهة زمانها بالعلم والمعرفة، فهنالك الكثير توجد لديه كتب وأبحاث عن الامام المهدي (عجل الله مخرجه الشريف) ولكن مشاغل الدنيا أبعدتهم عنها. لذلك ذكرت أن الأم توجهت إلى المكتبة تبحث عن تلك الكتب المعرفية لتغنيها بالمعلومات عن أهل البيت وإمام آخر الزمان.

وصورت لنا ببلاغة الوصف إنتقالها إلى تلك الصحوة التي أيقظها فيها الإمام حين قالت موضحة: نزعت جلدها القديم ولبست جلداً جديداً يليق بالمنتظرين الحقيقيين. وآمنت أن قنديل واحد لا يكفي لأنها ستكون دون المستوى المطلوب بل تكليفها سيكون إشعال آلاف القناديل التي  ستتألق في قطع الليل المظلم، عندئذٍ فقط ستسأل بصدق: متى ترانا ونراك.

وأنت تقرأ القصة تستشعر أنها تتحدث عنك وتنقلك إلى داخل القصة لتشارك أبطالها همومهم لأنها تُخاطب المنتظرين بصورة خاصة. فيعيشوا اللحظات والصراع الذي واجهته البطلة. وكيف انتصرت على العالم الضبابي، بعد أن انتصرت بالبحث والاطلاع، فهي قد أوجدت الحلول ولم تدع القارئ يتخبط في نهاية القصة. وأوضحت بطريقة بلاغية سلسلة كيف ومتى تكون السعادة وهي في السعي للوصول للمحبوب.

لن يستطيع أيٌّ منا أن ينكر أن هذا النص يلامسه، بل يتحدث عنه في صورةٍ من الصور.. وهل يكون الإبداع أكثر من هذا؟!.

نحنُ أمامَ نصٍّ زاخرٍ بلغةٍ فريدةٍ متوهجة.. لغةٍ جمعت ما بين النثر والسرد القصصي بكل حنكةٍ واقتدار..

فلا نكاد نقرأ جملةً إلا و يحضر فيها رمزٌ أو تشبيهٌ أو كنايةٌ أو استعارة، ومع ذلك نجد النص لا ينفلتُ من يدِ الكاتبة ليحافظَ بكل مهارةٍ على لغةِ القصة القصيرة حاضرةً ومهيمنةً على كل انتفاضاتِ تلك اللغة الرائعة.

كان النص موظفاً بشكل دقيق بمايحويه من رسالة عظيمة للتواصل مع إمام العصر، بألف قنديل من السعي والاجتهاد في رضا الله والإمام عن المؤمن.. طرق شتى لنصرته وفي أولوياتها هو ارفاد العقل بالعلم النافع الذي يخدم العباد.

إذن في هذه القصة السلسة يفاجئنا هذا الازدحام من الصور البلاغية الرائعة والتي جاءت خادمةً للنص وموظفة بشكل دقيق للتعبير عن أحداثه وتقديم رسالته، وقد جاءت عفويةً في غالبها غير مقصودةٍ لذاتها، لكنها ألبستِ النَّصَ رداءً بهيًّا.

ويتجلّى في النصّ حينها كثافة وعمق شديدين. ويمكنني أن أرى كاتبتنا سارت نحو هذه الخاتمة القائمة الجميلة هو تصور قوة شخصية البطلة واخرجتها من صراع الذات والحالة النفسية المتعبة إلى السير في الاتجاه الصحيح وجعلتها تجد سعادتها بين تلك الكتب التي هجرتها منذ سنين لخدمة مولاها صاحب العصر والزمان وهنا تحقق رضا النفس.

قفلة القصة كانت لا تقل سماكة ومتانة فيما تقدم من النص حيث قالت واصفة البطلة:

نزعت جلدها القديم ولبست جلدا جديدا يليق بالمنتظرين الحقيقين وآمنت وقتها بأنه قنديل واحد لن يكفي.

تصوير بلاغي جميل يصف التحرر للإنسان الحر وتخليص الروح ونفض غبار الهموم عنه فيما كان جادا وقوياً في تغيير حياته نحو الأفضل والأتم والأكمل من أجل رضا الله ورضا أهل البيت (عليهم السلام).

ثم ختمت قصتها الكاتبة بالرسالة الثانية  للإمام المهدي (عجل الله مخرجه الشريف) وهنا شدة القارئ وحفزته على قراءة النصوص التي لم يطلع عليها للأمام المنتظر وهي جانب من هدف كتابة هذه القصة المعبرة حيث جاء فيها:

"ولو أنّ أشياعنا، وفقهم اللٌه لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا.. فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولانؤثره منهم".

القراءة
الكتابة
قصة
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    الأطفال متعددي الإعاقات الجسمية والصحية.. بين مقومات العيش ووسائل الإعاقة

    النشر : الأربعاء 10 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: حوار مع الآخر

    النشر : الأربعاء 01 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    كيف يمكنك تخزين الطعام الساخن في الثلاجة لحفظه من التسمم؟

    النشر : السبت 02 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    كيف تحطم الرقم القياسي في مسابقة الجري؟

    النشر : الثلاثاء 16 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    كيف ترتقي من موظف بسيط إلى قائد ناجح للشركة؟

    النشر : الأربعاء 21 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    كيف يكون عقوق الوالدين لأبنائهم؟

    النشر : السبت 03 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3326 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 427 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 308 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3326 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 2 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 2 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 2 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة