عندما ترسل البريد تأكد بأنه سيتم الرد.
هل سبق ورغبت في أكل طعام معين وبعد الوصول إلى البيت رأيت هناك من قام بإعداده أو وصل إليك بطريقة سرية من مكان ما؟
هل سبق وشعرت بأن حرارة الجو لا يطفئها سوى المثلجات وكنت في البيت ولم ترغب في الخروج كي لا يذوب رأسك من شدة الحرارة ولكن بعد لحظات رأيت هناك من جلب لك المثلجات بطريقة مدهشة!.
وأنت تفتح فمك باندهاش وتقول بينك وبين نفسك ماهذه الصدفة؟!
وكأن عيناك تريد أن تخرج من مكانهما بسبب الإستغراب وتقول ياإلهى لو إنني طلبت شيئاً آخر!.
ولكن من أمسك يدك وقيدك كي لا تطلب شيئا آخر؟
أقول لك اطلب ما تريد وسيأتيك بلا شك عاجلا أم آجلا.
في البداية أود أن أسألك من رزقك المثلجات وذلك الطعام المعين الذي رغبت في أكله وغير ذلك أليس باستطاعته أن يرزقك أشياء أكبر من ذلك؟
بالتأكيد باستطاعته ولكن المشكلة تسكن في أفكارنا البالية والزائفة، في إيماننا بالله!.
من يرزقنا في كل لحظة بصحة وأمان ويحيطنا بالنعم دون أن نشكره باستطاعته إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
هل نؤمن به حقيقة أم إننا نفقد إيماننا وثقتنا به بمجرد ما نواجه أول مشكلة في حياتنا؟
تعرفون أننا عندما نريد المثلجات والطعام المفضل لدينا نتمن ذلك من عمق أعماقنا ونفكر به إلى أن نحصل عليه وبمجرد حصولنا نقول (طلب البطون) يلبى بسرعة ولكن عندما نريد منزل أو سيارة هل نفكر به بهذه الصورة؟
هل نتمنى أن نحصل على كل ذلك من أعماقنا أم نتمنى فقط؟
هل نرغب في الحصول على بيت وسيارة ونأمل بأن يرزقنا الله أو نحاط باليأس ونجيب أنفسنا من أين سيأتي؟
إن خوفنا يوقف سير الأمنيات ويحطمها.
ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ضعيفة جدا حيث تدمر جميع أمنياتنا وأفكارنا القلقة وتجعلنا نتمنى الأشياء الصغيرة ونبقى في دائرة ضيقة ولا نرتقي.
يقال في النهاية أنت لست سوى ما تفكر فيه وأحاسيسك هي عبد لأفكارك وأنت عبد لعواطفك.
فمن يفكر بالنجاح يصل إليه، ومن يفكر بالفشل يصل إليه، الأمر يشبه إرسال بريد لما يريده الإنسان
فبأفكاره يرسل البريد ويدعو الإيجابيات أو السلبيات إلى حياته
فعن الإمام علي عليه السلام قال: «تفأّل بالخير تنجح».
ويبين مولى المتقين طرد الصورة المظلمة والسلبية عن المخيلة، وإحلال الصورة الإيجابية بدلاً عنها.
يقول انشتاين:
لقد خلق الله الكون وفقا لقوانين لا تعترف بالمصادفة أو العشوائية.
إذن حصولك على المثلجات وطعامك المفضل ليس صدفة بل أنت من أرسلت الدعوة و جلبت تلك الأشياء إلى حياتك، لا تحقّر قدراتك ولا تبخل في إطلاق عنان تفكيرك ولاتبخل في إرسال الدعوات إلى رب السماوات والأرضين فربما قال الاله لملائكته حققوا جميع الأمنيات التي يفكر بها ويرددها نحو السماء..
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: كل متوقع آت.
فلننظر هل إننا ننتظر الموت بسلبية وإنقطاع الأمل؟! أو ننتظر ظهور الحق والنجاة؟.
اضافةتعليق
التعليقات