يعد الذكاء عنصراً اساسياً للنجاح في الحياة الاجتماعية ومما لاشك فيه ان الذكاء هو سلاح الشخصية الذي يظهر اثره في كل نشاط يقوم به الفرد سواء في قدرته على فهم الآخرين وحسن التعامل معهم متمثلة بالمحبة والاتزان الانفعالي والتوافق الاجتماعي ويظهر ذلك في عدة متغيرات منها:
التحصيل الدراسي، المهنة، العمر، الجنس، العوق، التوافق النفسي والاجتماعي، الارشاد النفسي والتربوي، الذكاء العام، النجاح الاجتماعي.
أولاً: الذكاء الاجتماعي والتحصيل الدراسي
أكدت العديد من الدراسات على علاقة الذكاء الاجتماعي بالتحصيل الدراسي حيث اكدت الكثير من تعاريف الذكاء على انه القدرة على التعلم فمثلا عرفه أحد المتخصصين بانه القدرة على النجاح في الكلية او المدرسة وانه يمكننا التنبؤ بالنجاح الدراسي من الذكاء الاجتماعي.
وذوي الذكاء الاجتماعي القليل يواجهون مشاكل في متطلبات الصف الدراسي وبالتالي يتدنون في مستوى تحصيلهم كما اكدت دراسة مونسون (1988) ان العلاقة بين الذكاء الاجتماعي ومادة الرياضيات كانت ضعيفة ويرجع تناقص الدراسات في رأي الباحث اما لان القدرة اللفظية التي لم تتخلص منها مقاييس الذكاء الاجتماعي أو إن الذكاء الاجتماعي القليل يؤدي الى سوء التوافق المدرسي الذي يؤدي بدوره الى ضعف التحصيل الدراسي او ان نجاح الطالب الدراسي يعود الى فهم الطالب المدرس وبالتالي يعرف نوعاً من اتجاهات المدرس وافكاره وطريقته في اعداد اسئلة الامتحانات ولا سيما في الامتحانات المقالية والذي يعتبر هذا من صميم الذكاء الاجتماعي.
ثانيا: الذكاء الاجتماعي والمهنة
يعد ميدان العمل او المهنة من أهم ميادين الحياة التي يظهر فيها اثر الذكاء الاجتماعي، اذ يتوقف النجاح في العمل المهني على اهم عامل وهو عامل الذكاء الاجتماعي وقد اثبتت العديد من الدراسات العلاقة بين الذكاء الاجتماعي والمهنة منها دراسة هنت (1928) والتي اظهرت بان للموظفين الذين تتطلب مهنتهم التعامل مع الآخرين مثل المعلمين والباعة قدرة على على دقة ملاحظة السلوك الانساني والحكم عليه اكثر من اولئك الذين لا تتطلب طبيعة عملهم ذلك بنسبة (40-55%)
ثالثا: الذكاء الاجتماعي والعمر
اكدت العديد من الدراسات على علاقة الذكاء الاجتماعي بمتغير العمر وان الذكاء الاجتماعي يتزايد بتقدم العمر مثل دراسة فولي ودراسة سفيان 1988 ودراسة (هنت ، 1928) والسبب في ذلك يعود الى ان الفرد يحقق نجاحاً اجتماعياً من خلال زيادة خبرته الاجتماعية بتقدم العمر مما يجعله اكثر فهماً للاخرين.
وان كان الشباب الصغار اسرع في اتخاذ الاحكام مع المواقف الاجتماعية لكنهم اقل دقة من الكبار، كما ان نمو الفرد بانتظام من الطفولة الى سن الثانية عشرة وبعد ذلك لا يؤثر فيه عامل العمر تأثيراً كبيراً.
رابعا: الذكاء الاجتماعي بين الذكر والانثى
أكدت العديد من الدراسات وخاصة الغربية منها ان الاناث اعلى درجة في الذكاء الاجتماعي من الذكور ووجود فروق واضحة بين الاثنين في هذا الجانب وذلك لأن الاناث يحتاجون إلى نسب عالية من الذكاء الاجتماعي أكثر من الذكور لحاجتهن إلى الانسجام مع الآخرين بحسب متطلبات المجتمع الغربي.
بينما لم تجد بعض الدراسات العربية فروقاً ذات دلالة إحصائية بالنسبة للاناث كدراسة الدماطي-1991 ودراسة محسن-1983 في حين وجدت دراسات اخرى فروق دالة إحصائياً بالنسبة للذكور كدراسة (الدماطي، 1991: 83) وقد يعود ذلك الى طبيعة التنشئة الاجتماعية والعادات التي تقيد المرأة في الاوساط الاجتماعية والتي تقلل من تنمية ذكائهن الاجتماعي، اذ تتيح حرية اجتماعية اكثر للذكور من الاناث اللواتي يلقين الضغوط الاجتماعية السائدة في المجتمعات العربية.
خامسا: الذكاء الاجتماعي وذوي الاحتياجات الخاصة
اكدت معظم الدراسات ان ذوي الاحتياجات الخاصة اقل درجة في ذكائهم الاجتماعي من الاسوياء، حيث وجدت ان المعاقين بصرياً اقل من الاسوياء في ذكائهم الاجتماعي، كذلك دراسة جاكسون (1983) اذ توصلت الى ان المعاقين المتعلمين في سن المراهقة اضعف في ادراكهم الاجتماعي غير اللفظي من الاعتياديين.
كما توصلت دراسة فان (1983) إلى أن المعاقين بصرياً من المراهقين يعانون من ضعف مهاراتهم وكفايتهم الاجتماعية من الاسوياء ويرى كثير من الباحثين إن النتائج لا يمكن تعميمها على جميع حالات العوق لأنه ليس كل حالات العوق لها تأثيرها على الذكاء الاجتماعي أيضاً إذ يعتمد على المعاق نفسه وقدراته وظروفه الاجتماعية والاقتصادية.
سادسا: الذكاء الاجتماعي والتوافق النفسي والاجتماعي
اكدت معظم الدراسات بل أكثرها إن هناك علاقة بين التوافق النفسي والذكاء الاجتماعي فمثلا دراسة ستارتر اثبتت ان هناك فروقاً ذات دلالة احصائية بين الطلبة غير المتوافقين نفسياً وبين الاسوياء في الذكاء الاجتماعي ولصالح الاسوياء.
اضافةتعليق
التعليقات