قارورة المرأة التي تكسرها الكلمةُ قبل اليد من الضروري أن تراعى وفق ضوابط رقتها وتُعامل على أساس ذلك فتدوم محفوظة الكرامة، من هذا المنطلق أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ورشة ثقافية بعنوان: (العنف المعنوي ضد المرأة.. الأسباب والعلاج)، يوم السبت 8 /12 2018 قدمتها الدكتورة إشراق صباح _دكتوراه في القانون ومشاركة في ورشة بناء السلام في بيروت.
وأدارت الجلسةَ، الإعلاميةُ وصال الأسدي حيث عرفت مفهوم العنف كونه أي قوة مادية توجه صوب الأخر، أما العنف المعنوي فهو الإساءة الكلامية أو الإشارة الجارحة للمقابل.
ثم شرعت الدكتورة مفصلة في هذا الموضوع حيث وضحت ماهية العنف من الناحية القانونية وما يترتب عليه من آثار ناتجة عنه، ثم قسمت العنف إلى نوعيه المادي والمعنوي، مشيرة إلى إن المرأة قد تكون جزء من هذا العنف بصورة أو بأخرى كونها أيضا تمارس العنف ضد نفسها أو ضد الآخر.
ثم بينت أن العنف المعنوي يبدأ بالكلمات الجارحة ثم بوسائل السخرية منها والحقيقة أن العنف المعنوي يلحق بالعنصر الأضعف عادة كونه يفسح المجال لمن هو أقوى بالتعدي عليه وهذا يشمل المرأة والطفل على مستوى واحد، ثم ذكرت أيضا أسلوب المقارنة بين المرأة وأخرى وتفضيل غيرها عليها من الأساليب التي تؤثر سلبا على عطائها كامراة.
ثم ابتدأت بالتفصيل في العنف ابتداءً من العنف الأسري حيث يتوجه هذا العنف إلى الزوجة بالدرجة الأساس ثم إلى البنت، فبتوبيخ الزوجة وإهانتها ووضعها بالصورة الدونية وهذا يشتد إذا كان أمام مجموعة من حضور مثل أهل الزوج أو بحضور الأبناء وغيرهم مما يسبب اهتزازا بشخصية الزوجة والشعور بالاحتقار أمامهم، أما البنت فتعنف عادة من الأب أو الأخ خصوصا بتفضيل الأخ عليها وتحجيم دور البنت من خلال تخصيص وجودها بخدمة العائلة.
ثم عددت أسباب العنف المعنوي في:
أسباب اقتصادية وما يؤول إليه الفقر من بطالة والتي تؤدي بدورها إلى ثورة الرجل ضد العنصر الأضعف كونه يشعر بعجز واضطراب بسبب ملازمته المنزل والنظر إلى حاجات المنزل ومتطلباته وعدم امكانيته بسد تلك الثغور مما يقوده إلى تعنيف كل من بقربه وأول ضحايا ذلك الزوجة والأبناء، فضلا عن ذلك كون المجتمع الذكوري يسهم بشكل مباشر بازدياد التعنيف ضد المرأة خاصة إن كانت هي العاملة لا هو.
أسباب تربوية: هناك عوائل تخرج مخرجات جيدة منها العلماء والأشخاص الجيدة، وهناك عوائل أخرى تنتج أشخاصا تملؤهم السلبية، التي تتضمن الأنانية وحب السيطرة والشك وغيرها والتي للمرأة دور في هذا الجانب حيث كونها مربية لأولئك الرجال من خلال تفعيل فكرة الأفضلية للرجل على حساب المرأة.
المؤسسات التعليمية والتربوية: هذه المؤسسات فعلت العنف المعنوي بصورة أو بأخرى من خلال الكلمات الجارحة وتفضيل طفل على حساب الآخر فضلا عن العقوبات المادية.
الخطاب الديني: وله تأثير كبير والتربية الإسلامية تعاني من عدم تفعيل دور المرأة بصورة صحيحة خصوصا والدين فيه شخصيات نسوية قيادية استطاعت أن تغير مجرى أحداث تاريخية وهذه الشخصيات مغبونة الحق كالسيدة الزهراء عليها السلام والسيدة زينب الصوت الاعلامي وغيرهن.
الخطاب الإعلامي: هذا الخطاب القاصر بإظهار المرأة بصورة سلبية كونها سلعة تباع وتشترى وكونها أداة ووسيلة للإنجاب والخدمة والاغراء، والشيء الإيجابي لا يمثل نقطة ببحر صورة المرأة.
ثم طرحت النتيجة التي يمكن أن تتمخض من تلك الأسباب منها المخدرات والأمراض النفسية
والعزلة والجنون وما إلى ذلك، وتعتمد هذه النتائج حسب شخصية الفرد ومدى تقبله لذلك.
أما في فقرات العلاج فقد وجهت نحو تعلم كل امرأة لواجباتها وحقوقها حتى تعرف ما تستطيع عمله، ثم بينت أن المعالجات تبدأ بمعرفة الأسباب والوقوف عليها وكيفية معالجة كل سبب من تلك الأسباب.
ثم كانت هناك مجموعة من المشاركات من قبل الحاضرات، فأشارت ليلى ابراهيم إلى أن العنف المعنوي ممكن أن نحدده بتعبير الجهل فالجاهل الناشئ في بيئة غير واعية لأموره من الناحية الدينية والثقافية وغيرها من الطبيعي أن يعنف من هو دونه.
كما أشارت وصال الأسدي إلى مشكلة أخرى نتيجة للعنف المعنوي ألا وهي الانحراف الالكتروني وما اشتمل عليها من مشاكل أخرى.
أما ولاء الموسوي فأشارت إلى حل على المدى الطويل حيث قالت إننا نعاني من استشراء هذه المشكلة فكل امرأة تستبدل هذه الحال بعدم انعكاسها على الجيل القادم واقتلاعه بعيدا عن هذه الحالة.
وتعددت طروحات الاخوات وكانت الدكتورة تجيب بسلاسة وفق القوانين الشرعية والحكومية.
وقد ختمت الجلسة وصال السدي ببعض التوصيات منها:
رفع الوعي وتطبيق الشريعة المنصفة لشرائح المجتمع ومعرفة المرأة بحقوقها وتفعيل قانون صارم ينصف المرأة.
وهذا ما تسعى إليه جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية من رفع المستوى الثقافي والديني لدى المراة من خلال اقامة الدورات والندوات.
اضافةتعليق
التعليقات
Canada2018-12-29
بل انه سيجعل من الجيل القادم جيل منحل لا مسؤول. كيف؟
ذلك ان من تعاني كأمرأة او بنت او من يعاني من الاطفال من هذا العنف سيربي جيل فارغ من اقل انواع الضبط والشدة التربوية ، كرد فعل لمعاناته او معاناتها القديمة.
ونلاحظ ذلك في الناس الذين حرموا مثلا من اقتناء الملابس كما يجب او اي من ضروريات الحياة انهم لا يتدبرون في اقتناء الملابس لاولادهم ابداً. وذلك يكون باب لمفسدة اخلاقية واقتصادية واجتماعية للابناء.
فكذلك من يعاني من العنف الاخلاقي سيربي جيل من ابناءه على التميع والدلال المفرط ولربما يبلغ الفساد.
وهنا طامة اخرى لافعال قد تقع الان ونحصد شوكها في الجيل القادم ايضاً.