• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

طوارئ وخسارات لاتُعوَّض!

فرح تركي / الأثنين 23 نيسان 2018 / منوعات / 3448
شارك الموضوع :

هلع أصاب نجوى وهي تتفحص من حين لآخر جبين ابنتها \"يقين\".. ما الممكن أن تغدقه على جسمها الهزيل بسبب المضاعفات وبسبب طارئ قد سلب الحركة النشطة م

هلع أصاب نجوى وهي تتفحص من حين لآخر جبين ابنتها "يقين".. ما الممكن أن تغدقه على جسمها الهزيل بسبب المضاعفات وبسبب طارئ قد سلب الحركة النشطة منها بعد عدة ساعات.

لم تعد تلك الطفلة العبثة، ولم يُسمع في البيت صدى لعبها وصوت ضحكاتها ومناداتها لأمها، كل حين تطلب شيء أو تريها اياه، حاولت الأتصال بزوجها ولكنه لم يجب، لم تعد تستطع الانتظار أكثر، تخشى أن تخسر ابنتها هنا على هذه الحالة وليس بيديها إلا فوطة وماء فاتر لم تسعفها بخفض حرارتها تلك.

يا صغيرتي يا ليت الذي يؤلمك بي أنا، أنّى لترافة جسدك ان يتحمل أذىً كبير كهذا، كففكت نجوى دموعها، التقطت عباءتها ومحفظة نقودها وحملت يقين وخرجت مسرعة..

هناك مشفى عام على بعد كليومتر واحد قد تصل إليه لو سارت حاملة يقين بعد وقت قليل، ها هو أمامها كقلعة غامضة لا يعلم أي احد ما يقبع فيها قد يكون الشفاء هناك، نظرة خاطفة على الشارع؛ السيارات لا تتوقف إنه شارع عام وهي تحمل يقين بيدين مثقلتين، دون تفكير عبرت وسط اكتظاض السيارات كأنما ترمي روحها على معبر هلاك، ولم تصل للمشفى إلا فاقدة الوعي ولكن طفلتها سليمة.

بعد عدة ساعات عاد زوجها هيثم، نادى: "نجوى" بعد دخوله للبيت مباشرة قابله صمت عاجز عن الرد، تجول في البيت مكرراً النداء وباحثاً عنها أيضاً وعن ابنتهما "يقين"..

فكر في كل الاحتمالات، قد تكون ذهبت إلى بيت أهلها، ليتصل بها ويتأكد سيخبرها أنه سيأتي لأخذها بعد ساعتين فيكون قد استراح.

نجوى لم تخرج بهذه الطريقة يوماً دون أن تعطيه علم، أخرج هاتفه وجد إتصالا فائتا منها، أمعقول أنه لم يسمعه؟

الضوضاء ربما حجبت نغمة الهاتف، تضيع مشتتة في عمق ترددها، إتصل بها، وصوتان يغمران حاسة سمعه، أحدهما يصدر من سماعة الهاتف بأنه يرن والاخر يصدر من الطاولة في غرفة نومهما.

نجوى ليست بالبيت ولم تأخذ هاتفها معها. هل تراها غادرت ولم تعد لأنه رفض أن تعمل مشروعها الخاص، وا آسفاه هو لم يكن معارضا على الفكرة ولكنه معترض على التوقيت فلا تزال يقين طفلة صغيرة..

همّ بالخروج رغم تعبه الشديد وملاحقتها إلى بيت أهلها حيث ظن أنها ستكون هناك.

في داخل نفسه إمتعاض، إنه لا يتقبل حركات الصبا هذه الآن ولا قبلاً، ولولا قلقه عليها لكان الآن ينعم بقيلولة مريحة وقبلها غداء شهي..

غداء.. تذكر أن المطبخ يخلو من أي أشارة على أن نجوى طهت، وآه طويلة تنهد بها وتآكل مع صبره قدرته على تحمل القلق، يترقب وصوله إلى مسكن عائلتها ليطمئن قلبه..

الإطمنئنان.. كان براً بعيداً عنه فلم تكن نجوى هناك، فانطلق من فوره للبحث عنها هو وذووها

في كل مكان، بدأ بصديقاتها والاقارب، وبعد أيام ثلاث ملأ اليأس قلوبهم فقرروا البحث عنها وعن ابنتها في المشافي والمراكز..

ممرضة في الاستعلامات لمستشفى الاطفال ردت على والد نجوى عندما كان يسألها على يقين وهل أحضرتها أمها إلى هنا، ردت بعد بحث في كل الأسماء، إن كانت مفقودة فعليك البحث في مجهولي الهوية، أليس كذلك؟

وراحت تبحث له عن خيط ليجد أن هناك طفلة وامرأة جلبتا إلى المستشفى قبل عدة أيام، الأم متوفاة والإبنة لاتزال في المشفى..

كأن نجوى قدمت نفسها قربان لتضحي بروحها لتعش يقين سالمة، ولكن قلبها كأم أنساها كل شيء؛ اوراقها، هاتفها، أن تبلغ جارة لها أو أن تطلب منهم مساعدة..

الهلع او الجزع لا يكلفنا إلا خسارة كبيرة، ولكن الصبر والتماسك هما مفتاحا التصرف الصائب،

تركت في قلب زوجها واهلها جذوة حزن وألم كبير..

الأم
الطفل
قصة
الاسرة
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    سيلفي مع رمضان!

    النشر : الأحد 18 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مرض التكديس.. أعراضه وطرق التعامل معه

    النشر : الأثنين 06 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    المنظومة التكامليّة في التحوّل من القوّة إلى الفعل

    النشر : الأربعاء 04 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    إختراعات المسلمين في العالم.. المدارس

    النشر : الأثنين 05 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    وجه التشابه بين ثورة اليوم وثورة الإمام الحسين

    النشر : السبت 12 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    حكايتي مع الابراج

    النشر : الثلاثاء 23 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3721 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 448 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 355 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3721 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1342 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 861 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 16 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 16 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 16 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة