في حبه لا أجد مقياس، فلقد تخطى جميع مقاييس الحياة، فبه أرتوى العالم حباً قد فاض من عشاقه ومازال يزدادِ، وقد نما في قلوبنا حبه وعن هواه لا نميل، فبحروف أسمه نشتم العافية والدواء، وعند ذكره تزيل كل الهموم فقد صدق من قال في ذكره كل الهموم تنجلي، فهو بالقرآن خطت حروفه ومن تجويده تزيح الغموم، شرف الكون بجمال نوره الذي شع في الأرض والسماوات، ومن علومه الاف الحكم غرست بنا لنستلهم منه العبر.
حروفي خجلت في ذكر حروف أسمه ففي عشقه أذوب فهو للعريان كساء، والجوعان غذاء وللمهموم والمريض دواء، وفي حب هواه أضيع فالاقلام لم تكف بالكتابة عنه.
فها هنا أحكي لكم المزيد من حب علي عليه السلام ومالسر في حبه..
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء أعرابي من بني عامر فوقف وسلّم.
فقال : يا رسول الله جاء منك رسولٌ يدعونا إلى الإسلام فأسلمنا، ثم إلى الصلاة والصيام والجهاد فرأيناه حسنا، ثم نهيتنا عن الزنا والسرقة والغيبة والمنكر فانتهينا، فقال لنا رسولك
علينا أن نحبّ صهرك علي بن أبي طالب، فما السرّ في ذلك وما نراه عبادة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
لخمس خصال:
أولها: أني كنت يوم بدر جالساً بعد أن غزونا إذ هبط جبرائيل عليه السلام وقال:
إنّ الله يقرئك السلام، ويقول: باهيت اليوم بعليّ ملائكتي وهو يجول بين الصفوف،
ويقول: الله أكبر، والملائكة تكبّر معه.
وعزّتي وجلالي! لا أُلهمُ حبه إلا مَن أحبه، ولا أُلهم بغضه إلا من أبغضه.
والثانية : أني كنت يوم أُحد جالساً وقد فرغنا من جهاز عمي حمزة إذ أتاني جبرائيل عليه السلام وقال: يا محمد!.. إنّ الله يقول:
فرضت الصلاة ووضعتها عن المريض، وفرضت الصوم ووضعته عن المريض والمسافر،
وفرضت الحجّ ووضعته عن المقلّ المدقع، وفرضت الزكاة ووضعتها عمّن لا يملك النصاب،
وجعلت حبّ علي بن أبي طالب ليس فيه رخصة.
الثالثة: أنه ما أنزل الله كتاباً ولا خلق خلقاً إلا جعل له سيّداً، فالقرآن سيّد الكتب المُنزلة،
وجبرائيل سيّد الملائكة وأنا سيّد الأنبياء، وعلي سيّد الأوصياء.
ولكل أمر سيّد، وحبي وحبُّ علي سيّدُ ما تقرّب به المتقرّبون من طاعة ربهم.
الرابعة: أنّ الله تعالى ألقى في روعي أن حبّه شجرة طوبى التي غرسها الله تعالى بيده.
الخامسة: أنّ جبرائيل عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نُصب لك منبرٌ عن يمين العرش،
والنبيون كلّهم عن يسار العرش وبين يديه، ونُصب لعلي عليه السلام كرسي إلى جانبك إكراماً له.
فمَن هذه خصائصه يجب عليكم أن تحبّوه، فقال الأعرابي: سمعاً وطاعةً .
فلا تلومونا بحبه وعشقه في دمنا يسري فهو الأبجدية قد خطت من حروفه كلمات ففيه قد ننال الرفعة والشفاعة يوم الملتقى.
وبعد كل هذا ليكون حبنا لعلي عليه السلام صادقاً ليس كلاماً نسطره في حياتنا بل لنتخذ من علومه دروساً ننهض بها نحو الصواب لندافع عن حبه مهما طال بنا العمر ولنسقي أجيالنا القادمة بأجمل علومه وحكمه لتكون في أفواهنا حكمة من علي عليه السلام.
فاأحمل معك كلمة من إلامام علي عليه السلام تفيدك مدى الزمان.
مثل علي بالهدينا ماوجدنا
ومثل علمه وحكمة ماوجدنا
ومثل شيعة لعلي ماوجدنا
الشيعة بحبه وبعشقه ماوجدنا
يذكروه بكل صباح ومسية..
اضافةتعليق
التعليقات