يعاني بعض الأشخاص من حالات خوف مزمن من الأماكن المرتفعة أو حتى من صعود السلالم، أول خطوة للعلاج تبدأ من المريض نفسه، فكيف يمكنه أن يساعد نفسه في التخلص من هذه المخاوف التي تعرقل الحياة اليومية؟.
عندما يتحول دخول الشرفة أو المشي فوق جسر أو حتى صعود السلم إلى مشكلة، فإن الأمر يتعلق طبيا برهاب (فوبيا) المرتفعات وهو مرض له أعراض منها الرعشة والدوار والتعرق وصعوبة التنفس.
وينصح الأطباء بالمواجهة كأفضل طريقة لمواجهة الخوف المرضي من المرتفعات، كما تقول الطبيبة النفسية كرستين فولف لموقع "أبوتيكين أومشاو" الألماني ونشره موقع (dw) والتي توضح أن من يستجيب لخوفه ويتجنب المرتفعات لن يشفى أبدا من هذه المخاوف، على عكس من يبدأ في مواجهتها والذي سيلاحظ بعد فترة تراجع أعراض المرض.
وتبدأ أولى مراحل العلاج بزيارة طبيب عام ليستبعد وجود الأسباب العضوية وراء هذه المخاوف وعندها تبدأ عمليات العلاج النفسي والتي تساعد في معظم الحالات على الحد من أعراض المرض. أما في بعض الحالات فلا يستطيع المريض الاقتراب من المواقف التي تخيفه وهنا تتم المواجهة "بشكل مواز" عن طريق الصور أو الأفلام.
وينصح الخبراء أيضا باصطحاب شريك الحياة أو صديق مقرب خلال جلسات العلاج إذ أن هذا يضمن وجود معالج دائم بالقرب من المريض حال عادت له أعراض الخوف من المرتفعات.
وفي سياق متصل حذرت الجمعية الطبية الأمريكية في نشرة جديدة حسب رويترز، وموجهة للمسافرين من أن الصعود سريعا من منطقة منخفضة إلى أخرى مرتفعة يمكن أن يتسبب في الشعور بالصداع والإرهاق والغثيان.
ويؤثر الإعياء الحاد المرتبط بصعود الجبال على أكثر من ربع من يسافرون لارتفاعات تفوق 3500 متر وأكثر من نصف من يسافرون لمناطق يفوق ارتفاعها ستة آلاف متر.
وقالت الدكتورة جيل جين من جامعة نورثويسترن في إيفانستون في ولاية إيلينوي الأمريكية التي كتبت النشرة التحذيرية التي نشرت على موقع دورية جاما على الإنترنت ”مع اقتراب فصل الشتاء وموسم العطلات فقد حان الوقت للمسافرين لتوخي الحذر عند زيارتهم لمناطق تقع على ارتفاعات كبيرة“.
وقالت لرويترز هيلث عبر الهاتف ”من المهم الحديث عن العلامات والأعراض والعلاج“.
وقالت النشرة الطبية إن أعراض الإعياء الحاد لصعود الجبال قد تشمل الصداع والإرهاق وفقدان الشهية والغثيان والقيء والدوار واضطرابات النوم وتظهر عادة خلال ما بين ست إلى 12 ساعة من الصعود للمنطقة المرتفعة.
وعادة ما تتراجع تلك الأعراض خلال يوم أو يومين إذا لم يصعد المسافر لمنطقة أعلى. وفي أقل من واحد بالمئة من الحالات تتدهور هذه الحالة وتتحول إلى تورم الدماغ الناتج عن داء المرتفعات وهي حالة تهدد الحياة وتؤدي إلى اختلال التوازن وفقدان الوعي.
وقالت جين ”الجميع عرضة للإصابة بذلك حتى وإن كنت شابا... الجميع يمكنهم المرور بتلك التجربة بغض النظر عن الجنس أو العمر“.
ومن السهل تشخيص إعياء المرتفعات في البالغين الأصحاء لكن من الصعب ملاحظته في الأطفال أو من يعانون من مشكلات صحية.
وتشمل طرق العلاج الراحة وشرب السوائل وتناول المسكنات فيما يحتاج بعض المرضى لتلقي الأكسجين وأدوية أخرى. وعلى من تستمر الأعراض الحادة لديهم العودة لارتفاعات أقل.
وتنصح النشرة بالصعود تدريجيا بنحو 400 متر في اليوم للمساعدة في منع تلك الأعراض. كما يمكن للمسافرين تجربة الارتفاعات أكثر من مرة وشرب الماء.
اضافةتعليق
التعليقات