إن مصطلح الأمراض الرئوية السادة المزمنة هو المفضل عالمياً ويتضمن التهاب القصبات المزمن والنفاخ الرئوي، وبالتعريف إنّ الـ COPD هو اضطراب مزمن بطيء التطور يتصف بوجود انسداد في المسالك الهوائية والذي لا يتبدل بشكل واضح طوال عدة شهور ويكون اضطراب الوظيفة الرئوية نهائياً وثابتاً إلى حد بعيد لكن قد يكون عكوساً بشكل جزئي بالمعالجة بموسعات القصبات، وتاريخياً استعمل مصطلح التهاب القصبات المزمن لتعريف أي مريض يسعل ويتقشع في معظم أيام ثلاثة أشهر متعاقبة على الأقل لأكثر من عامين متتاليين بشرط أن تكون الأسباب الأخرى للسعال قد استبعدت ويشير النفاخ الرئوي إلى عملية مرضية تتصف بتوسع مُتلف مخرب دائم في المسافات الهوائية الأبعد من القصيبات الانتهائية، ورغم إمكانية وجود أشكال صرفة لهاتين الحالتين إلا أنه في الغالبية العظمى من المرضى يوجد تراكب هام بين الحالتين.
A. السببية والقصة المرضيتان :
يعتبر التدخين السبب الوحيد الأكثر أهمية للـ COPD رغم أن التعرض للدخان الناتج عن المواقد يعتبر هاماً أيضاً في الدول النامية، ويعتقد أن التدخين يؤثر من خلال إحداثه لالتهاب مستمر في المسلك الهوائي واختلال مباشر في توازن قدرة المؤكسدات أضداد المؤكسدات وحمل البروتيناز / أضداد البروتيناز في الرئتين، وتكون الحساسية الشخصية للتدخين واسعة جداً لكن من المحتمل أن يطوّر %15 من المدخنين فقط COPD هاماً سريرياً ولقد أكدت دراسات حديثة أيضاً وجود عوامل خطورة عائلية قوية تترافق مع حدوث الـ COPD حيث يكون معد لحدوث المرض في الشخص الذي يدخن ولديه شقيق مصاب هو 4.7 أضعاف معدل الحدوث في عينات المقارنة المضبوطة المناسبة المقابلة. ولقد أثبت وجود إسهام إضافي صغير في شدة الـ COPD في المرضى المعرضين للهواء الأمراض التنفسية المغبر أو الملوث، يوجد أيضاًترافق بين انخفاض وزن الولادة وفرط ارتكاسية القصبات وحدوث الـ COPD، ويمكن لعوز ألفا 1- أنتي تربسين أن يسبب نفاخ رئوي فيغير المدخنين لكن يزداد هذا الخطر بشكل كبير في المرضى معوزي الأنزيم الذين يدخنون.
يحدث لدى معظم المرضى التهاب جدار المسلك الهوائي وفرط تنمي الغدد المفرزة للمخاط وزيادة في عدد الخلايا الكأسية في القصبات والقصيبات مع نقص تال في الخلايا المهدبة، ولذلك يكون نقل المخاط المتزايد أقل فعالية في المسلك الهوائي، ويعكس تحدد الجريان الهوائيكل من الانسداد الميكانيكي في الطرق الهوائية الصغيرة وفقد الارتداد الرئوي المرن، وإن فقد الارتباطات السنخية حول هذه الطرق الهوائية يجعل هذه الطرق أكثر عرضة للانخماص خلال الزفير، يكون النفاخ عادة مركزياً والذي يصيب القصيبات التنفسية والأقنية السنخية والأسناخ المتوضعة مركزياً، يتطور أحياناً نفاخ شامل أو النفاخ الرئوي جانب الحاجزي المحيطي، وهذا الأخير مسؤول عن النفاطات أوالفقاعات العرطلة على سطح الرئة، ويؤدي تغير البنية الوعائية الرئوية الناتج عن نقص الأكسجة الدموية المستمر إلى ارتفاع التوتر الشرياني الرئوي وتوسع وضخامة البطين الأيمن.
C. المظاهر السريرية
تتحدد الحالة السريرية بشكل كبير بواسطة شدة المرض وتكون الأعراض الأولية عادةً هجمات معاودة من سعال منتج عادةً بعد الإصابة بالزكام خلال أشهر الشتاء والتي تُظهر زيادة ثابتة في شدتها ومدتها في السنوات التالية إلى أن يصبح السعال موجوداً على كامل مدارالعام، بعد ذلك يعاني المرضى من أخماج تنفسية معاودة وزلّة جهدية وسعال صباحي منتظم ووزيز وأحياناً ضيق صدري، أما القشع فيمكن أن يكون ضئيلاً ومخاطياً ولزجاً وأحياناً فيه خيوط دموية خلال السورات الخمجية وبكل وضوح يكون القشع القيحي وصفياً للخمج الجرثومي الذي يحدث غالباً في هؤلاء المرضى، كما وتتفاقم الزلّة بفعل الخمج والتدخين المفرط والحالات الجوية السيئة. يمكن للفحص التنفسي أنيكون طبيعياً في مرضى الحالات الخفيفة والمتوسطة، لكن تسمع أعداد متنوعة من الخراخر الشهيقية والزفيرية بشكل رئيسي منخفضة ومتوسطة الطبقة في معظم المرضى ويمكن سماع خراخر فرقعية فوق المناطق السفلية والتي تزول عادة لكن ليس دائماً بعد السعال ولقدأوجزت العلامات الفيزيائية المرافقة في المرض الشديد، وهذه تعكس فرط الانتفاخ ونقص الأكسجة الدموية وحدوث القلب الرئوي، ارتفاع توترشرياني رئوي وقصور قلبي، أيمن وكثرة الكريات الحمر.
اضافةتعليق
التعليقات