• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإنسان التنموي

زهراء الجابري / الأربعاء 24 آذار 2021 / ثقافة / 2352
شارك الموضوع :

فلا بُدّ إذن من تغيير الواقع ليتغير كل شيء، فالواقع المريض مثلهُ مثل الإنسان المصاب بالحمى، فلا يُفرِّق بين العسل والعلقم فكلاهما مُرّان في

تعتبر الموارد البشرية حجر الزاوية في أي تقدمٍ إقتصادي، وقد تناولنا حتى الآن الجانب النوعي من الموارد البشري، وبقي أن نقف وقفة تأمل للجانب الكمي نتسائل عن مدى مساهمة الموارد البشرية الكمية في عملية الإنتاج والتطور الإقتصادي.

لا يخفى بأن هناك نوعان من البيئات الإجتماعية التي يتولد فيها المجتمع، فهناك بيئات متخلفة وهناك بيئات متحضرة، ففي البيئة المتخلفة يصبح كل شيء مدعاة إلى التأخر حتى عوامل التقدم تتحول على أيدي أناس متخلفين إلى عوامل هدم وتأخر.

لننظر إلى الثروة المعدنية التي حباها الله لبعض الشعوب المتخلفة في مجاهيل أفريقيا كيف تحولت هذه النعمة إلى نقمة على أيادي البشر، فعندما لا يستطيع شعبٌ من الشعوب إستثمار هذا المعدن سيكون سبباً لتدفق المستعمرين والمستغلين وأرباب الجشع والإحتكار من الكارتيلات والمؤسسات. وبطبيعة الحال يصبح الكم السكاني في مثل هذه المجتمعات عامل إنحطاط وتأخر كما أي أمرٍ آخر، لكن في البيئات المتحضرة المزدحمة بالنشاط والإنتاج يصبح عامل المكان عاملاً إيجابياً ومثمراً. وأمامنا شاهدٌ من واقع منطقتنا الإسلامية، يقولُ "دورين وورند" في كتابه الأرض والفقر في الشرق الأوسط: "وقد توسعت الزراعة في الأعوام الأخيرة توسعاً سريعاً نتيجة إزدياد سكان البلاد".

وفي مراحل التحرك والنهوض يصبح عدد السكان عاملاً إيجابياً في توسيع نطاق النشاط الإقتصادي لأنه يعطي بيد المخطط الإقتصادي أيادي عاملة إضافية يستثمرها في المجالات الإقتصادية المعطلة، وقد قامت دعوة الإسلام على زيادة النسل من خلال بعض النصوص الواردة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم منها: "تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم".

ويبدو أنّ هذه الدعوة كانت مرحلية، وليس قانوناً في كل زمان ومكان، حيث كان الإسلام في بداية تأسيسه يشهد نهوضاً كبيراً، فكان للكم السكاني أثرٌ إيجابي في تقدم المجتمع الإسلامي، لكن هذا لا يعني أن يظل المسلمون على هذا الخط التصاعدي في تكثير الأولاد بدليل أننا لا نجد في كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ما يُشير إلى الإكثار من النسل، بل بالعكس نجد ذماً في بعض النصوص للكثرة الضالة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام وأمّا بنو عبد شمس... وهم أكثر وأمكر وأنكر.

وفي نصوص أخرى نجد أنّ الإمام يعمل على تغيير وجهة نظر الناس نحو كثرة الأولاد، ففي النص التالي نكتشف قوانين مهمة في الحياة بما فيها الناحية الإقتصادية، يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ليس الخير أن يكثر مالك وولدكَ، ولكن الخير أن يكثر علمك، وأن يَعظُم حِلمكَ وأن تُباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حَمِدْت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خيرَ في الدنيا إلّا لرجلين؛ رجلٌ يُسارع في الخيرات.

نستجلي من هذا النص الرؤى التالية:

في مرحلة التخلف لا فائدة من المال والولد، لأنهما سيكونان وبالاً على الإنسان.

العلم هو السبيل للإنقلاب على الواقع المتخلف.

لابُدّ من إقتران العلم بالأخلاق الحميدة.

لا بُدّ أن تقوى روابط المؤمن بالله تبارك وتعالى.

حينما تصبح البيئة صالحة يتولد من رحمها الإنسان الذي وصفهُ الإمام؛ بأنّه يُسارع في الخيرات.

فلا بُدّ إذن من تغيير الواقع ليتغير كل شيء، فالواقع المريض مثلهُ مثل الإنسان المصاب بالحمى، فلا يُفرِّق بين العسل والعلقم فكلاهما مُرّان في فمه.

إن مشكلة السكان ليست مشكلة العدد فقديماً كان الأب يرجو الحصول على أولاد يساعدونه في الإنتاج. بل المشكلة في كيفية إستثمار من يأتي إلى الحياة، فقبل أن نفكِّر باللقمة التي تملأ بطنه لنفكر في كيفية إستثمار هذا الإنسان حتى لا يتحول إلى طاقة معطلة، فيصبح عاملاً من عوامل التأخر.

من كتاب (الفكر الإقتصادي في نهج البلاغة) للدكتور محسن باقر الموسوي
الانسان
العمل
الفكر
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    علي يا أجمل قصيدة حب..

    النشر : الأربعاء 12 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    بعض النصائح حول نوم هانئ وعميق

    النشر : السبت 28 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الشاعرة فاطمة الزبيدي: الأحلام على مستوى الكتابة لا تتوقف ولن تنتهي

    النشر : السبت 18 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    النشر : الخميس 26 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الدعاء.. فروض وفوائد

    النشر : الأربعاء 12 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    قراءة في كتاب: علي في بيتنا

    النشر : الأثنين 29 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 15 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 15 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 15 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة