• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإنسان التنموي

زهراء الجابري / الأربعاء 24 آذار 2021 / ثقافة / 2197
شارك الموضوع :

فلا بُدّ إذن من تغيير الواقع ليتغير كل شيء، فالواقع المريض مثلهُ مثل الإنسان المصاب بالحمى، فلا يُفرِّق بين العسل والعلقم فكلاهما مُرّان في

تعتبر الموارد البشرية حجر الزاوية في أي تقدمٍ إقتصادي، وقد تناولنا حتى الآن الجانب النوعي من الموارد البشري، وبقي أن نقف وقفة تأمل للجانب الكمي نتسائل عن مدى مساهمة الموارد البشرية الكمية في عملية الإنتاج والتطور الإقتصادي.

لا يخفى بأن هناك نوعان من البيئات الإجتماعية التي يتولد فيها المجتمع، فهناك بيئات متخلفة وهناك بيئات متحضرة، ففي البيئة المتخلفة يصبح كل شيء مدعاة إلى التأخر حتى عوامل التقدم تتحول على أيدي أناس متخلفين إلى عوامل هدم وتأخر.

لننظر إلى الثروة المعدنية التي حباها الله لبعض الشعوب المتخلفة في مجاهيل أفريقيا كيف تحولت هذه النعمة إلى نقمة على أيادي البشر، فعندما لا يستطيع شعبٌ من الشعوب إستثمار هذا المعدن سيكون سبباً لتدفق المستعمرين والمستغلين وأرباب الجشع والإحتكار من الكارتيلات والمؤسسات. وبطبيعة الحال يصبح الكم السكاني في مثل هذه المجتمعات عامل إنحطاط وتأخر كما أي أمرٍ آخر، لكن في البيئات المتحضرة المزدحمة بالنشاط والإنتاج يصبح عامل المكان عاملاً إيجابياً ومثمراً. وأمامنا شاهدٌ من واقع منطقتنا الإسلامية، يقولُ "دورين وورند" في كتابه الأرض والفقر في الشرق الأوسط: "وقد توسعت الزراعة في الأعوام الأخيرة توسعاً سريعاً نتيجة إزدياد سكان البلاد".

وفي مراحل التحرك والنهوض يصبح عدد السكان عاملاً إيجابياً في توسيع نطاق النشاط الإقتصادي لأنه يعطي بيد المخطط الإقتصادي أيادي عاملة إضافية يستثمرها في المجالات الإقتصادية المعطلة، وقد قامت دعوة الإسلام على زيادة النسل من خلال بعض النصوص الواردة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم منها: "تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم".

ويبدو أنّ هذه الدعوة كانت مرحلية، وليس قانوناً في كل زمان ومكان، حيث كان الإسلام في بداية تأسيسه يشهد نهوضاً كبيراً، فكان للكم السكاني أثرٌ إيجابي في تقدم المجتمع الإسلامي، لكن هذا لا يعني أن يظل المسلمون على هذا الخط التصاعدي في تكثير الأولاد بدليل أننا لا نجد في كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ما يُشير إلى الإكثار من النسل، بل بالعكس نجد ذماً في بعض النصوص للكثرة الضالة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام وأمّا بنو عبد شمس... وهم أكثر وأمكر وأنكر.

وفي نصوص أخرى نجد أنّ الإمام يعمل على تغيير وجهة نظر الناس نحو كثرة الأولاد، ففي النص التالي نكتشف قوانين مهمة في الحياة بما فيها الناحية الإقتصادية، يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ليس الخير أن يكثر مالك وولدكَ، ولكن الخير أن يكثر علمك، وأن يَعظُم حِلمكَ وأن تُباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حَمِدْت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خيرَ في الدنيا إلّا لرجلين؛ رجلٌ يُسارع في الخيرات.

نستجلي من هذا النص الرؤى التالية:

في مرحلة التخلف لا فائدة من المال والولد، لأنهما سيكونان وبالاً على الإنسان.

العلم هو السبيل للإنقلاب على الواقع المتخلف.

لابُدّ من إقتران العلم بالأخلاق الحميدة.

لا بُدّ أن تقوى روابط المؤمن بالله تبارك وتعالى.

حينما تصبح البيئة صالحة يتولد من رحمها الإنسان الذي وصفهُ الإمام؛ بأنّه يُسارع في الخيرات.

فلا بُدّ إذن من تغيير الواقع ليتغير كل شيء، فالواقع المريض مثلهُ مثل الإنسان المصاب بالحمى، فلا يُفرِّق بين العسل والعلقم فكلاهما مُرّان في فمه.

إن مشكلة السكان ليست مشكلة العدد فقديماً كان الأب يرجو الحصول على أولاد يساعدونه في الإنتاج. بل المشكلة في كيفية إستثمار من يأتي إلى الحياة، فقبل أن نفكِّر باللقمة التي تملأ بطنه لنفكر في كيفية إستثمار هذا الإنسان حتى لا يتحول إلى طاقة معطلة، فيصبح عاملاً من عوامل التأخر.

من كتاب (الفكر الإقتصادي في نهج البلاغة) للدكتور محسن باقر الموسوي
الانسان
العمل
الفكر
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

    كيف خسرت أول مشروع لي… وربحت نفسي!

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    آخر القراءات

    تكتك الغيرة.. ودورها الفعال في إسناد المتظاهرين

    النشر : السبت 02 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كيف أثّر فيروس كورونا على عمليات التجميل؟

    النشر : السبت 18 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    اضطراب ما بعد الصدمة في عالم كورونا

    النشر : الثلاثاء 07 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    حديث الناقوس.. يترجمه الرسول

    النشر : الجمعة 16 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    القراءة.. تذكرة لإعادة بناء الذات

    النشر : الخميس 02 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    الفقر وأهداف التنمية المستدامة

    النشر : الثلاثاء 18 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 889 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 424 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 393 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 375 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 363 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1282 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 889 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 696 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 678 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 654 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 612 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟
    • منذ 15 ساعة
    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟
    • منذ 15 ساعة
    كيف خسرت أول مشروع لي… وربحت نفسي!
    • منذ 15 ساعة
    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة