(الحسنات يذهبن السيئات).. تبادرت إلى ذهني هذه الآية الكريمة بعدما انتشرت صور التكتك في كل مواقع التواصل ودورها في مساعدة التظاهرات، بالأمس الجميع يلاحق أصحاب هذه الدراجة ويتهمهم بالتهور ووجودهم يشكل خطراً على الشارع فضلا عن الحوادث التي تسببت بها، وبعد انطلاق ثورة أكتوبر كما يطلق عليها المتظاهرين بدأ دور التكتك يبرز كمسعف للإصابات الناتجة عن القمع السياسي تجاه المطالبين بوطنهم، ثم نقل المساعدات من وإلى الموجودين في الساحات المخصصة للاعتصام ومن هنا انتشرت مجموعة من الصور والفيديوهات في مواقع التواصل حول وجودها بشكل ملفت للنظر في الشوارع المعتصمة لتعطي درسا في التآخي ولوحة تعاونية منفردة.
ومن هنا أصبحت التكتك رمزا للبطولة حتى سُميّتْ بسوبر مان التظاهرات، هذه النقلة النوعية التي حققها أصحاب التكتك من الرفض القاطع إلى وسام البطولة، يمكن الاعتداد بها كرسالة ذاتية للنفس البشرية فحواها أن أي تغيير ملموس يقوم به الشخص تجاه الأفضل هو كفيل أن يمحي ما ثبت سابقا مهما كان كبيرا ويحار به المرء كيف يدثره، يستطيع بما يقدمه المرء من إيجابيات أن ينفي ما أثبت عليه من صورة سيئة ومن نظرة سلبية إلى صورة حسنة تمحي سابقتها وهذا التعامل هو مفهوم قرآني تعامل به الله عز وجل مع عباده وفق الآية السابقة.
وهذا المفهوم هو مفهوم مجتمعي أصبح في الآونة الأخيرة ينطبق على هؤلاء فأصحاب التكتك اليوم هم المفضلون وها هي عروض الزواج تترى عليهم كونهم يمثلون الشهامة والغيرة العراقية منقطعة النظير، من مساعدات مادية وأخرى معنوية فضلا عن التطوع بالبنزين ورفضهم لأخذ الأموال، ومنهم من احترقت دراجته وبعد إصرار المتظاهرين جمعوا له مبلغ لشراء جديدة، والعديد من المشاهد التي تنم عن روح وطنية متأصلة في أعماق الشعب التي خرج ليصرخ (نريد وطن) بعدما تدخلت مختلف الأطراف الخارجية في إدارة هذا الوطن حتى ضاعت حقوقه وحقوق شعبه حتى خرجوا ليطالبوا به من جديد، على أمل أن ينهض هذا الشعب ليجد أمامه وطن بكامل حقوقه وكرامته يقوده أبناؤه ممن يحبون أن يقدموا فيه ويعمروه من دون تدخل سياسات خارجية.
اضافةتعليق
التعليقات