يُقال أن هناك رجل دخل إلى بيته فوجد غرفة المعيشة غير نظيفة والكثير من الأشياء مبعثرة فيها، وهو يحب الترتيب والنظام فنادى زوجته بهدوء، رتبي المكان لماذا كل هذه الفوضى؟ قالت الزوجة غاضبة: انت لم تتزوجني لكي أكون لك خادمة، اذهب وأتي بخادمة لتنظف وترتب لك المنزل!.
وهناك شخص آخر يحكي قصته قائلا: ذات مرة قلت لزوجتي اطفئي الإضاءة، قالت: لا أريد، كررت عليها طلبي: قومي اطفئي الإضاءة، قالت الزوجة رافعة صوتها: لا أريد أن أقوم، ماذا تريد أن تفعل؟؟ والزوج غضب بشدة وهدد بأن لو لم تقم وتطفئ الإضاءة سيضربها!!، كبر الموضوع واشتد النقاش وعلا الصوت وبعد شد وجذب وصراخ انتهى الموضوع بالطلاق!!
الموضوع ليس موضوع اضاءة، بل هو أعمق من ذلك بكثير!.
قال الرسول الأعظم (ص): "ما من امرأة ترد على زوجها إلا علقت يوم القيامة بلسانها، وسمّرت بمسامير من نار" -مستدرك الوسائل ج١٤- .
ماذا حدث في القصتين؟ العامل المشترك هو الكبرياء؟ الغرور؟ أو ربما الكرامة؟!
اعتقد أن كل ما زاد الغرور والأنا والكبرياء لدى الشخص، كلما فشل في علاقاته الإجتماعية!،
فالإنسان صاحب الأنا المرتفعة يرى أي لوم، أي نقد أو توجيه إهانة له وانتقاص من شخصه وشأنه، لماذا؟ لأنه انسان حساس، وصفة الحساسية منتشرة كثيرا عند الناس تجعل الشخص يفسر كل الأمور الصغيرة ويحزن بشدة إذا انتقد عمله أو فكره فيستخدم اسلوب الهجوم محاولا الدفاع عن نفسه.
إذا أراد الشخص تقليل حساسيته تجاه هذه الأمور عليه الوعي، "فالوعي بالشيء يحل نصف المشكلة"، وتخفيض أهمية الانتقادات بحيث أن لا يجعل كلمة واحدة تتمكن منه وتغضبه.
والأنا ايضا تجلب العناد وعدم التنازل ولو كان الحق أمامه.
صاحب الأنا المرتفعة عليه أن يدرب نفسه على التواضع وتقليل الحساسية من خلال أن لا يجعل أي انتقاد يخترقه، ولا يضع القوانين والشروط على الأخرين أي (يجب على زوجي التحدث معي بالطريقة الفلانية، ويجب على الشخص عندما يطلب مني يطلب بطريقة تعجبني..) والعديد من الشروط، ابعد هذه الحواجز والقوانين، انت انسان ذاتك مصونة ولك قيمة عالية، لاتزعج نفسك بسبب انتقاد أو لوم.. كذلك ليس من المعقول أن يلتزم جميع الناس بقوانينك! فلا تطلب أو تتوقع كل هذا الإنضباط من زوجك.
وأخيرا إذا تعاملت مع الأنا والحساسية بشكل صحيح، ستكون علاقتك الزوجية قوية وصحيّة وسعيدة بإذن الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل لإمرأة اغضبت زوجها، وطوبى لإمرأة رضي عنها زوجها"- عيون الأخبار ج٢-.
اضافةتعليق
التعليقات