لا يصنع الجسم المعادن الأساسية، بل نحصل عليها من نظامنا الغذائي، وتأتي هذه المعادن من الصخور والتربة والماء، ويجري امتصاصها مع نمو النباتات أو بواسطة الحيوانات عندما تأكلها. وعلى رغم ذلك ليست الأطعمة الطازجة المصدر الوحيد للمعادن الغذائية، فبعض الأطعمة المصنعة مثل حبوب الإفطار قد تكون مدعمة بالمعادن، وإذا دخلت أية صيدلية أو بحثت عبر الإنترنت ستجد خيارات لا حصر لها من المكملات المعدنية على صورة حبوب ومساحيق وأقراص قابلة للمضغ.
يحظى الذهب والفضة والبلاتين باهتمام كبير باعتبارهم أثمن المعادن في العالم، لكن أهميتهم للاقتصاد العالمي أكبر منها لصحة الإنسان، فثمة معادن أخرى أكثر أهمية لصحتنا ولا نستطيع العيش من دونها، والمعادن الأساسية فئة من العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحة الإنسان، وهي مكونات غير عضوية تؤدي أدواراً وظيفية متعددة في خلايا الجسم، فسيولوجياً وكيماوياً وحيوياً.
وتستخدم أجهزة الجسم هذه المعادن للنمو والتطور والحركة وإنتاج الطاقة والحفاظ على التوازن الداخلي، كما تقسم المعادن الأساسية إلى مجموعتين رئيستين، بناء على تركيزها اللازم لوظائف الجسم الطبيعية، وعن هذا يقول أطباء التغذية "يلعب كل معدن دوراً في مئات الوظائف في الجسم، وقد يتطلب الأمر كمية صغيرة جداً من معدن معين، ولكن الإفراط في تناوله أو نقصانه قد يخل بتوازن دقيق في جسم الإنسان".
المصدر الطبيعي
لا يصنع الجسم المعادن الأساسية، بل نحصل عليها من نظامنا الغذائي، وتأتي هذه المعادن من الصخور والتربة والماء، ويجري امتصاصها مع نمو النباتات أو بواسطة الحيوانات عندما تأكلها. وعلى رغم ذلك ليست الأطعمة الطازجة المصدر الوحيد للمعادن الغذائية، فبعض الأطعمة المصنعة مثل حبوب الإفطار قد تكون مدعمة بالمعادن، وإذا دخلت أية صيدلية أو بحثت عبر الإنترنت ستجد خيارات لا حصر لها من المكملات المعدنية على صورة حبوب ومساحيق وأقراص قابلة للمضغ.
ويقول أطباء التغذية إنه باتباع نظام غذائي صحي يشمل مجموعة متنوعة من الخضراوات والبقوليات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون ومنتجات الألبان والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون، من المرجح أنك تحصل على جميع المعادن الصحية التي تحتاج إليها، وربما لا داعي للاهتمام باستهلاكك اليومي.
على سبيل المثال، تبلغ الكمية الغذائية الكافية من المنغنيز 1.8 مليغرام يومياً للنساء، و2.3 مليغرام يومياً للرجال، ومن السهل تحقيق هذه الأهداف بتناول نصف كوب من السبانخ المطبوخة، وفيه 0.84 مليغرام من المنغنيز، ونصف كوب من الرز البني المطبوخ، ويحوي 1.07 مليغرام من المنغنيز، وأونصة من اللوز فيها 0.65 مليغرام من المنغنيز، وينطبق الأمر نفسه على عدد من المعادن الغذائية مثل الكروم والنحاس والموليبدينوم والصوديوم والزنك.
كيف يحدث النقص؟
لكن بعض المعادن يصعب الحصول عليها بكميات مناسبة، فمثلاً يعد نقص الكالسيوم شائعاً لدى كبار السن، وبخاصة النساء والأشخاص الذين يتناولون كميات قليلة من منتجات الألبان واللوز والسمسم، ويزيد نقص الكالسيوم في الجسم من خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور، أما الحديد فتفقد النساء كثيراً منه عند خروج دم الحيض، وقد يصبن بنقص الحديد في أجسامهن. وهناك سبب آخر لنقص الحديد أقل شيوعاً بحسب أطباء التغذية، كالأشخاص الذين يعانون السمنة، ويرجع ذلك جزئياً لأن السمنة المفرطة ترتبط بالتهابات خفيفة، مما يقلل من امتصاص الحديد واستخدامه في الجسم. ويمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وفي هذه الحال يكون عدد خلايا الدم الحمراء قليلاً جداً، وتكون خلايا الدم الحمراء صغيرة جداً، مما يصعب على الدم نقل الأكسجين إلى الأعضاء.
بينما يرى الأطباء أن بعض الأدوية مثل مدرات البول لعلاج ضغط الدم تسبب طرح المغنيسيوم في البول، كما أن نقص المغنيسيوم يعانيه الأشخاص المصابون بأمراض تسبب الإسهال، ويتناول معظم كبار السن ما بين نصف وثلاثة أرباع الكمية الموصى بها من البوتاسيوم، ويعتقد أن اتباع نظام غذائي منخفض البوتاسيوم وعالي الصوديوم يسهم في ارتفاع ضغط الدم.
مجموعتان من المعادن
هناك مجموعتان من المعادن، هي المعادن الرئيسة والمعادن النزرة، ونحتاج إلى المعادن الرئيسة في النظام الغذائي بكميات تبلغ 100 مليغرام أو أكثر يومياً، والمليغرام كمية صغيرة جداً، فهو واحد على ألف من الغرام، ويوجد 28 غراماً في الأونصة، والمعادن الرئيسة هي الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والكبريت والبوتاسيوم والصوديوم والكلوريد.
أما المعادن النزرة فنحتاجها بكميات أقل من 100 مليغرام يومياً، ومن المعادن النزرة الحديد واليود والزنك والفلوريد والسيلينيوم والنحاس والكروم والمنغنيز والموليبدينوم.
ويعتبر الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد معادن تسمى "إلكتروليتات"، وتعمل على الحفاظ على توازن الماء وتوفير الضغط المناسب بين الخلايا والسوائل المحيطة بها، فالصوديوم والكلوريد هما الإلكتروليتات الرئيسة في السائل المحيط بخلايا الجسم، بينما يعد البوتاسيوم الإلكتروليت الأساس داخل الخلايا، ويعد ملح الطعام أكثر الأطعمة شيوعاً التي تحتوي على كل من الكلوريد والصوديوم. ويستهلك معظم الناس كميات زائدة من الصوديوم، ويعتقد عديد من خبراء الصحة أن الإفراط في تناول الصوديوم من الملح قد يسهم في ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاهه.
سمية المعادن
يعتقد كثير من الناس أن المعادن والفيتامينات شيء واحد ولكنهما ليسا كذلك، فالمعادن مثل الفيتامينات عناصر غذائية مهمة موجودة في الأطعمة، ولكن الفرق الرئيس هو أن الفيتامينات مواد عضوية، أي أنها تحتوي على عنصر الكربون، والمعادن مواد غير عضوية.
ويمكن أن تتراكم المعادن في الجسم، وقد تكون سامة وتسبب آثاراً ضارة، ولتجنب هذا الاحتمال ينصح بعدم تناول مكملات معدنية فردية إلا إذا وصفها طبيب، كما يحرص على حفظ المكملات التي تحتوي على المعادن في مكان آمن حتى لا يتناولها الأطفال عن طريق الخطأ، فقد يصاب الطفل الصغير بتسمم الحديد نتيجة تناول مكملات حديد عدة للبالغين في وقت واحد. حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات