كلما اتجهت الى خزانتي وجدت دفتري الصغير يبتسم وكأنه يمد يديه ليحتضنني ثم اجده يفتح لي قلبه لاستنزف ما مر على يومي ودون ملل منه يستقبل دموعي التي تتلف اوراقه وتجعلها صلبة بل يتحمل ايضا الجراح التي احدثها له بلحظة العصبية وتتمزق سطوره ورغم هذا لا يتغير يستقبلني بذات الابتسامة مرة اخرى وينتابني الفضول احيانا هل من الممكن ان يتحملني المقربين كما مذكراتي او ان يقدموا النصيحة كما هي دون ان تجرحني.
قد يتسائل البعض كيف ترد المذكرات وهي مجرد اوراق صامتة لكن الحقيقة لايعلمها سوى من جرب البوح لدفتر خاص به فحتما هو يجيبني عندما اكمل الكتابة وانظر إلى آثاري عليه اجده يخبرني عند كل كلمة غامقة حدثت هنا انتبهي وعند كل تيبس في ورقتي انها حادثة وانتهت لكنها رسمت مطب سيرشدني للصواب عندما امر به مرة أخرى فاتوقف وبعدها تلك الجروح التي حدثت في الورقة ليست عبثا بل انها تخبرني رغم الجراح مازالت هناك خطوط كثيرة تتحمل الكتابة فلا تتوقفي عند خط هش لم يتحمل حزنك.
هكذا ترد مذكراتي ولكن اجمل ما فيها انها تحمل بين طياتها ذكريات جميلة كتلك الاقحوانة الصغيرة جدا التي احتضنها لاصق صغير على أحد اوراقها، هي ليست لي لكنها تحمل بين طياتها ابتسامة امي الخجولة، مازلت أتذكر لحظة تقديم أبي لها هذه الزهرة كيف تغيرت معالم وجهها وعادت إلى عمر العشرين، حتما هي ليست شيء غالي الثمن لكنها ثمينة بالنسبة لها فهي من القلب ورغم صغرها لكنها كبيرة تقتل كل خلاف.
فرغم بساطة بعض الاشياء وصغرها الا انها تقتل خلافات كبيرة، المرأة زجاجة تظهر كل مايوضع فيها وتكسر حين القسوة عليها واحيانا تتراكم جراحها فتصبح فطرا قابل للكسر في اي لحظة فما الحل للحفاظ على كؤوسنا سليمة وتلمع دوما؟
للرجال حصرا:
عزيزي الزوج الباحث عن الجمال في مواقع وهمية وشبه مشوهة، الذي يشكو اهمال زوجتك لنفسها أو حتى تخبرها بأنها ليست جميلة وتمدح بتلك النساء الحسناوات اللاتي يملأن السوشيال ميديا، ياترى هل جربت يوما ان تدخل لها وبيدك زهرة هي ليست غالية الثمن، ان كنت لاتملك المال لكنها ستجعلها تكون كتلك الفتيات اللاتي تشاهدهن انت، هكذا هي العدالة ان بحثت عنهن فيها، كن مثل الذين حول تلك الفتيات وحاول ان تخبرها دوما انها جميلة لانها حقا تستحق، فمن العيب ان تقارنها بما تشاهد وانت لاتوفر لها مامتوفر لديهن، أو هل تريد الحقيقية ان اردت باربي مثلهن اذهب وأسأل عن عمليات التجميل وأسأل عن أسعار الثياب وعن تكلفة المكياج ثم عد وقبل كفك انها ليست مثلهن لأنك جاهل بمتطلباتها لو أرادت ولكنها تحبك لذلك تنازلت فأرحو منك ان تنتبه لها فكلمة منك تحييها وأخرى تقتلها.
اما عزيزي العازب اخبرك شيئا،لاتفسد الفتاة ثم تبحث عن النظافة فثق ماسيقدم لك هو من صنع يديك ان كانت من تعلقت بك كتلة من العاطفة أو كتلة من الغباء فهي حتما أخطأت بتقديم الثقة لشخص غريب لمجرد شعورها بحاجة لأحد بجانبها، كن رجلا ولا تكن كاشباه الرجال فثق ليست العضلات المفتولة ولاالشارب والقامة هي من تحدد انك رجل ففرق كبير بين الذكر والرجل فالذكر هبة من الله والرجل انت تصنعه بافعالك.
اما الان عزيزي الرجل عامة، المرأة أختك وامك وزوجتك هي زهور قدمها الباري لكم فحافظوا عليها قبل ان تذبل فإن ذبلت لا ينفع الندم فلا شيء سيعيد الذي مضى.
ربما الآن انت تنظر لهذه الحروف بأنها مجرد بعثرة كلمات لكن حقا انت لم تقدم الحقوق الواجبة عليك قبل ان تطالب بحقوقك وتلك الآيات التي تحفظها لتبثها بكل مجلس أو خلاف انت حتما نسيت ان تكملها أو تعمدت التناسي مثل قوله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) لكن اكملوا الآية فقول الحق واجب (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ ) أو عند ذكرك لقوله تعالى (مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) تذكر أن تكملها(مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3) وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا)صدق الله العظيم.
والان عزيزي الرجل ربما قد قدمت لك فكرة بسيطة لكن ثق انها ستجعل حياتك اجمل لو قرأتها بقلب وليس لمجرد القراءة فأنت الحامي والكفيل الذي سيجعلها تزهر يوميا وسر إزهارها هو ان تسقيها ولو بكلمة وتحييها بابتسامة، هذه كلماتي لك حصرا أو بالأصح لقلبك وتنتظر منك ان تفتح أبواب القلب وتستقبلها بترحيب فهي سر سعادتك وسلام دنياك، ولك النهاية انت ترسمها كيفما تشاء اما سواد او جمال فقرر انت..
اضافةتعليق
التعليقات