طاولة صغيرة جمعتني بمن ينفض القلب غباره عندهن، لحظة سرقتني حينما هبَّ نسيمٌ لامس روحي وكأنه يُخبرني بمجيئك فكذبت الروح فما لك بمجيء ولكنما حينما تجانسَ الأصفر مع لون وجهي علمْتُ وقتها أنك ماثل أمامي ببعد طاولتين وددت حينها لو تقترب فأختلس النظرات عِبرَ ملامحك لعلّني أجد بين طياتها شيء مفقود تتوق له النفس، لم يكن شعور حب إنما أشبه باستغاثة من ثقل أنهك كفتي الميزان ليتنافر وُدهما فلا عقل يعي هَوس الحادث ولا قلب يصلى على أذياله، جلس في الزاوية وأشاح بنظره جانبًا أتراه ساهيًا أم هارباً وأنا التي قرأت كل العائدات من نظراته رسائل أربك مشهدي وغادرت حمرة وجنتي وأضحيت جسدًا هزيلاً، عجبًا كيف لإنسان بلحظة يتغير من مُتورد إلى مصفر، من مُبتسم إلى شاحب مقهقر نحو ماضٍ تبلد، عالقٌ في منتصف شعور لا الحزن يتصدره ولا الفرحة تأتي بأشلائها فترسم ماتبقى وكأنني أُخربش في هذه اللحظات على حائط جنوني فتتناثر الألوان بشكل فوضوي ولا لون يُغطي الفوضى فياحرَ قلباه ممن قلبه شبم، انتبهت من لها من القلب موطن وأردفت قائلة شوق أم كره فالخذلان توسطهما، روادتني الإجابات شتى وتصدَرها ذكرى حديث رَحِب دار بيننا وتسائلت هل يا ترى يستطيع من أَحب أن يكره أو يحمل في القلب مايُشوه الأحداث، أعجب ممن يحمل في قلبه كل حدث مؤلم ويُزيح ماكان ودًا فالعلاقات أخلاق حتى لو انتهت لمَ لا نحافظ على جمال نهاية رسمت بدايتها ألطف العبارات
قرأت لشخص كتب ذات يوم: “لاتزرع في قلبي شوكاً لعلك تأتيني غدًا حافيا"
عندما تريد أن ترحل عن شخص لا تجعل آخر ذكرياتك معه سيئة؛ لا تزرع غابة بها شوك لتجد نفسك لا تُقدر قيمة الشخص الذي كان بجانبك ورسم أغلب مشاهد حياتك فما نحن إلا في قصة لها نهاية فكيف بنا نشوه الأسطر البيضاء ببغضاء ولؤم وكأنه ما كان للزخارف يومًا مكانًا فيها نطبق عليها بكلتا يديّنا بطيات لاتحتملها الروح وحينما تود أن ترى حرفًا أو تعود لسطر فيها تلك اللحظة سوف تجد نفسك حافيًا لا تقوى على مُلامسة الأشواك التي زرعتها وأنت فقط من يتألم.
اجعلوا النهايات راقية إن كانت البدايات دائمًا جميلة فحياة تمضي وأخرى تبدأ ثم تمضي الثانية لتجعل محلها الثالثة.
النهايات كلها تشبه أن تكون مقطوعة بمقص بشكل مكرر، فإذا كانت العلاقات في بدايتها تحتاج إلى (اتفاق) فإن نهايتها تحتاج إلى أخلاق ونعلم جيداً أنه لاشئ يبقى إلى الأبد ومع ذالك تؤلمنا النهايات كثيراً وبمرور الوقت ننسى، وغدًا نلهوا، وبعدها نعي بأنه لاشئ يبقى إلى الأبد، نتعلم ألا نتوقع الأفضل لا مع الحظ ولا مع البشر، في النهاية تكتشف أنّ الناس مجرد فترات في حياتك لهم تاريخ بداية وتاريخ نهاية منها الجيد ومنها السيء ولكنها تمر بكل الأحوال فاحرصوا عليها فكما الحب جمال البدايات كذلك الاحترام جمال النهايات نحن نحرص على صورتنا نقية أمام أنفسنا أولاً مهما حاولوا تلطيخها بالسواد فنحن البشر المسالمين ندفع بالتي هي أحسن فقط؛ لأن الله يُحب المحسنين فلستُ أرى من تشويه سمعة أو ذكر عيوب جُبلنا أغلبنا عليها فقط لأنّ المُتحابين والمتقاربين اختلفوا في أمر إنْ هي ليست إلا لؤم فكيف لمُحب أن يكره ولقريب أن يقطع لأمر اختلف فيه ونسي كل ما كان جميلا وكأنه كان يترصد الحدث حتى يقتل الود قرأت لأحدهم مرة كلمات تنص على:
وكمْ من مُقبل في خيرِ حال
فيخدع منْ يريد بهم شرورا
إذا ما حاز حاجته تراه
'شنيعا' كنت تحسبه 'وقورا'
حُسن الخلق يجذب الناس وفي المقابل الأخلاق الذميمة تبعد الناس كما خاطب الله تعالى نبيه الكريم (صلى الله وعليه وآله وسلم) ((فبما رحمة من الله لِنت لهم، ولو كنتَ فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) آل عمران (159)
فالإنسان (خَلق) و(خُلق) فالخلق هو عبارة عن كمالات الإنسان الظاهرية الجسدية والخلق (بضم الخاء) هو عبارة عن كمالات الإنسان الروحية الباطنية..
قال الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ اللهَ تباركَ وتعالى خَص رسول اللهِ صلى الله عليه وآله بمَكارِمِ الأخْلاقِ، فامْتَحِنوا أنفسَكُم؛ فإنْ كانتْ فِيكُم فاحْمَدوا اللهَ عزّ وجلّ وارغَبوا إلَيهِ في الزّيادَةِ مِنها. فذكَرَها عَشرَة: اليَقينُ، والقَناعَةُ، والصبرُ، والشكرُ، والحِلْمُ، وحُسنُ الخُلقِ، والسخاءُ، والغَيرَةُ، والشَّجاعَةُ، والمُروءَةُ".
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "عَلَيكُم بمَكارِمِ الأخْلاقِ، فإنّ اللهَ عزّ وجلّ بَعثَني بها، وإنَّ مِن مَكارِمِ الأخْلاقِ أنْ يَعفُوَ الرّجُلُ عَمَّنْ ظَلمَهُ، ويُعْطيَ مَن حَرمَهُ، ويَصِلَ مَن قَطعَهُ، وأنْ يَعودَ مَن لا يَعودُهُ".
اضافةتعليق
التعليقات