الغضب صفة ذميمة، فقد تكون سببًا في تدمير الكثير مِن الأُسَر وتفكُّكها، ومصدرًا للصُّعوبات النفسية للزوجة والأبناء، وقد يكون الزوج أكثر انفعالا من الزوجة بسبب ضغوطات الحياة اليومية ومتطلباتها.
مما لا شك فيه أن الغضب شعور طبيعي جميعا نشعر به وينتج عنه رد فعل سريع وهو العصبية, والعصبية: هي سلوك له أسباب ودوافع ودرجات متفاوتة فهناك العصبية الطبيعة التي من الممكن أن نتقبلها ونتفاهم معها وتكون مجرد سحابة صيف لا تؤثر أبدا في نفوس الآخرين, وهناك العصبية الزائدة المبالغ فيها المفرطة التي تُحرق الأخضر واليابس وتقتلع الحب من نفوس الاخرين وتترك الأثر السىء على مدار الزمن، عصبية الزوج مختلفة عن عصبية الزوجة ومختلفه عن عصبية الأطفال وإن كان الرجل الزوج هو دائما الأكثر عصبية ويرجع ذلك لأن الزوج هو الأكثر تحملا، للأعباء العائلية.
ينشأ غضب الزوج عادةً بسبب كثرة ضغوطات الحياة اليومية؛ سواء في العمل أو المنزل، أو قد ينشأ الغضبُ مِن نقصٍ في تلبية احتياجات الزوج؛ سواء في الفراش، أو المأكل، أو الملبس، أو ما هو أبعد مِن ذلك؛ كشُعوره بعدم التقدير والاحترام، والتقليل مِن قَدْرِه أمام الأولاد أو العائلة، أو قد يكون عصبيًّا لا يستطيع السيطرة على انفعالاته، فيصب جامَّ غضبه على زوجته وأسرته، فالزوجُ العصبيُّ كما ذكرت شرارةٌ قابلة للأشتعال، وردودُ فعله حادَّة، ويتَسَرَّع في ردود أفعاله.
وفي أوقات كثيرة يَثُور الزوجُ لأتفه الأسباب، مما يجعل الزوجة في حيرةٍ مِن أمرها، وتتساءل: لماذا هو كذلك، والأمرُ لا يستحق كلَّ هذا الغضب؟ بينما تكون في الأساس تلك المشكلة بمثابة المحفِّز للمشكلة الحقيقية الناتجة عن نقص في أحد مسببات الغضب الآنفة الذِّكر، فمتى ما فهمَتِ الزوجةُ أهم مسببات غضب الزوج، استطاعت التعرُّف إلى السبب الحقيقي لغضبه، وسهل عليها تفادي ذلك في مستقبل حياتهما، وتحويل حالة الغضب إلى رضًا.
ويعتبر الغضب وجهًا من أوجه اختلاف التكوين النفسي بين المرأة والرجل؛ فغضب الرجل لا يشبه غضب المرأة، وعندما يغضب الرجل فإنّ هذا الغضب قد يختلف من رجل لآخر. فهناك من يغضب لأتفه الأسباب، وهناك من لا يغضب إلا عند حدوث أمور خارجة عن إرادته، وهذا
الاختلاف يظهر في تقبّل أحدهما لبعض المواقف، وطرق تعاملهما في الأزمات، وطريقة حلّهما للكثير من المشاكل التي تقع بينهما.
فالحياة لاتخلو ابداً من الشدائد، إذا أردت أن تستمر في رحلتك فلابد أن تركب مركب الأمل والرضا، فكل مشكلة ولها حل، ولا تستعجل وتتصرف بحكمة كي لا تندم بعد فوات الأوان.
ففي حياننا اليومية أخطاء كثيرة نقع فيها أحياناً ولا نستطيع أن نتعامل معها وأحياناً نفشل.. ومن هذه الأخطاء التي تقع فيها الزوجة لزوم الصمت والابتعاد عن حل المشكلة والسكوت على الخلاف إذ سرعان ما يثور البركان عند دواعيه، وعند أدنى اصطدام، فإما أن تتناسى وتترك ويغض عنها ويرضى بذلك، وإما أن تطرح للحل.
وهذه العصبيةُ من الممكن أن تحتويها الزوجةُ بهدوءٍ وعقلانيةٍ لتمتصَّ غضب الزوج وانفعاله، بعدة طرق منها:
_يجب التركيز على حل المشكلة وعدم التوسع بالحوار ولوم الزوج عليها.. فاللوم غالباً لا يأتي بخير، لأنه يحطم كبرياء النفس، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب، وكثرته تؤدي إلى النفرة. مع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليها. لا تجادل فقط لمجرد المجادلة ولا تكرري الكلام بدون فائدة. التحدث بكل هدوء ومنطقية وبما هو مفيد، الإبتعاد عن الكلام الفظ أو التهديد.
فهذه الطرق لا فائدة منها إلا زيادة الحقد والمشاكل، أبدلي الجدل بالتفاهم، وأبدلي الكلام السيئ بالنصح والإرشاد، لا تكثري العتاب ورفع الصوت في المناقشات أمام الآخرين وانتظري حتى تهدأ النفس ويسكن الغضب، تحديد موضع النـزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة، أو فتح ملفات قديمة، ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف.
احتواء غضب الزوج بهدوء وعقلانية ، وإضافة عبارات من الود، والإحترام أثناء الحديث مع الزوج لكسب ثقته وأمتصاص غضبه.. ومن الضروري ايضاً تعلم فن الاصغاء له بصدق.. مما يزيد شعوره بأنه مفهوم، ويقلل نوبات الغضب لديه والأبتعاد عن السخرية والأستهزاء والعبوس واحتواء المشكلة وكذلك يجب غض النظر عن الهفوات والخطأ غير المقصود.
وأخيرا عزيزتي عندما تطلبي منه طلب لا تشعريه بأنك توجهين إليه الأوامر بل يجب أن تشعريه بأنك تستشيريه قبل أن تطلبي منه شيء ما.. أهم صفات الأزواج السعداء هي القدرة على ضبط النفس والميل إلى التعاون.. فالاعتراف بالخطأ، وعدم اللجاجة فيه، والصبر على الطبائع المتأصلة في الزوج والرضا بما قسم الله تعالى.
استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام ويحث عليها، لذا فعلى كل من الزوجين أن يحافظ على ما يضمن استمرار الحياة الزوجية، ويقوي أواصرها، وأن يفي لصاحبه بجميع الحقوق الواجبة له، وأن يتغاضى عما يمكن التغاضي عنه من حقوقه الخاصة، هذا هو ما يحث عليه الشرع ويرغب فيه، الأحترام والمودة والرحمة كلمات جميلة يمكن أن نطبقها في بيوتنا ولو توددت المرأة إلى زوجها تكسبه حبيبا إلى الأبد، وأن يبادلها الزوج اهتماما ورعاية ويشاركها في كل قراراتها بود وتفاهم، وأجمل ما في الحياة هو الزوج الصالح في حياة المرأة، والمرأة الصالحة في حياة الرجل، ولو فهم كل واحد منهما واجباته وحقوقه، لعاشا في وئام وتوافق.
اضافةتعليق
التعليقات