على الرغم من الجفاف، تنبت زهرة على موسيقى الوحدة، عصافير تهاجر واخرى في الليل تشد الرحال، ويبقى ظلّها أينما ذهبت، يلحن النشيد ناي وربابة؛ أحنّ إليك يا موطني حنيني الى أولى سنين العلم، بشعر يعدّ ذهبا، فمابال حروفي ليست مرصّعة بالجواهر، وضمير الحدائق يطبطب على الجراح، أنهار من العاطفة تروي حكايا امرؤ القيس و النابغة، بين عملاقين يقتسمان روحي، أقف جاهلة معنى الشعر، ويرسم مقتله الحسين قصائد وأشعار، ليتربّع أمام جدّه محاذيا الكعبة، فهو القصيدة التي حاكها الدهر مرتين؛ أولها في سورة الانسان، وثانيها الحسين، فأيّ القصائد كان لها الخلود اكثر؟ أيها اغلى لوحة وريشة؟
في بندقية الماء يجر سفينة ملأى، ليعطف على العالم بأسره، أن اركبوا فيها، وكلما ركب قوم، اتسعت أكثر وطارت في الزمن أسرع من الضوء قدسية، فأنوارها وأضواؤها وومضاتها عدّاؤون في الخلود، محفورة اسماؤهم في رقم أثري، كأي تفاحة من تفاح الجنان، هل سيعود الركب يوما، كي يلاقى الركب بالورود؟ هي هكذا تزيح سواد الحزن عن متنها كربلاء، لتغدو بأفراحها ضحكات، هي فواكه لأرواح جائعة، سيكون لأي قافلة آتية الى كربلاء ورود، أن ستعودون مرة أخرى بل مرارا وتكرارا، انّ الحسين لسعيد، فمرحبا أنْ اترك ما على كتفيك من أوزار، وصدرك منشرح بالحبور، ولك جارية في كربلاء، تنسج غطاء لجمالك الالهي، فأنت الحسين مستقبلا وزائرا وضيفا، وصاحب مفاتيح سمفونية عجيبة، تدقّ في أرجلها خلاخل، على نغمة الخشوع صلاة، ارتفعي كربلاء فأنت المقصد أمان.
اضافةتعليق
التعليقات