احتفت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية بعيد الغدير الأغر في أمسية أدبية بعنوان: (الغدير: بوح الأمل الصاخب) يوم السبت 19 ذي الحجة 1444 هـ الموافق 8/7/2023 م.
أدارت الأمسية الأديبة زينب ناصر الأسدي، إذ رحّبت بالحاضرات اللاتي كنَ ما بين الكاتبة والشاعرة والأديبة والقاصة، وعضوات اتحاد أدباء كربلاء. فابتدأت الجلسة قائلة:
ها هو العيد مرّة أخرى ينثال مضمّخًا بعطر الجنان ليزفّ إلينا موعد تجديد العهد وحفظ الميثاق ذاك العهد الأسطوريّ المودَع في اللوح المحفوظ المخطوط بحروف من نور مازالت تشعّ بعنف على مدى الأيّام مستهزئة بتلاطم الأزمنة والأمكنة رغم طقوس الظلام المفروضة من الأرواح السفلية، تلك التي اعتادت القاع فرفضت طوفان النور ..
عليّ وما أدرك ما علي؟
صُبحٌ يُحَققُ ذاتَهُ
ويُكسّرُ الأنْماطَ لَيْلُ
ثم بدأت بتقديم المشاركات في الأمسية فكانت بدايتها مع القاصة والإعلامية آلاء طاهر التي شاركت بأكثر من نص من قصصها القصيرة جداً.
بعدها جاءت مشاركة الشاعرة شيماء العلي/ عضو منتدى كربلاء لأدب المرأة. ماجستير في الأدب الحديث. وقد أتحفت الأمسية بكلماتها الشعرية المعبّرة.
وشاركت زهراء ناصر الأسدي بقراءة الورقة النقدية التي أعدها الناقد الدكتور عمار الياسري مسؤول اللجنة الثقافية في اتحاد أدباء كربلاء عن القصيدة الكوثرية للشاعر السيد رضا الهندي، وفيها بيّن:
١/ الأغراض الشعرية
أ/ الغزل الشفيف: لم يخرج الغزل من دائرة العفة المطلقة، شأنه في ذلك شعراء أهل البيت المتقدمين مثل الشريف الرضي والمرتضى ومحمد سعيد الحبوبي، والغزل هنا إشباع لوعة حسية وليس رغبات جسدية، إذا عمد إلى التضمين المباشر لنصوص القرآن الكريم.
قد قالَ لِثَغرِكَ صانِعُهُ .. إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ.
ب/ الثبات على الولاية: يذهب الشاعر إلى أحقية الولاية لأمير المؤمنين الذي سيكون شفيعًا لمحبيه ومريده، إذ يقول
سـوَّدْتُ صحيفةَ أعــــمـالي .. ووكــــــــــــلـتُ الأمــــــــر إلـــــى حَيدرْ
هو كَهفي مـن نُوبِ الدّنيـا.. وشَـفيـــعي فـــي يـــومِ الـــــــــمَحشـرْ
ج/ حجية الولاية: لم تخل القصيدة من المتن البحثي المناسب مع العاطفة، إذ تعد من المباحث الفقهية العلمية المستندة على الحجج والبراهين حول أحقية ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، إذ يقول:
مَـنْ قَدَّمَــــــه طــه وعلـــى ..أهــل الإسـلامِ لـه أمَّـرْ
د/ تحقير الذات: ورد في تاريخ الشعر عند العرب العديد من النصوص التي يفخر أصحابها بعلو قدمهم وكبريائهم بسبب الهبات والعطايا وبلاغة النص ولنا في شواهد المتنبي الكثير، إذ يقول:
أنا في أمة تداركها الله.. غريب كصالح في ثمود
وفي موضع آخر يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.. وأسمعت كلماتي من به صمم
والحقيقة ان الإسلام ينهى عن الخيلاء الفارغة ولهذا تعالقت قصيدة الهندي مع الشريعة الإسلامية السمحاء إذ يقول:
فأقْــبــــل يا كعبـــةَ آمـالـــــي .. من هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ
الشاعر هنا يجعل من شعره في غاية اليسر الذي لا يليق بأمير المؤمنين عليه السلام.
القصيدة الكوثرية من عيون الشعر العربي، معنى ومبنى، فيها من المعاني الإنسانية والعقائدية والروحية الصادقة ما يسر ويبهج وفيها من البلاغة والجمال ما يجعلها تنماز عن غيرها، فالاستعارات والطباقات والتكرارات وافرة زاخرة برع في تشييدها الشاعر بتوفيق من الله عزّ وجل.
ثم انتقلت المشاركة للشاعرة بشائر طاهر اللامي التي جمعت ما بين الشعر الفصيح والشعبي فألقت قصائدها بطريقتها المؤثرة بالمستمع.
وشاركت الكاتبة أفنان الأسدي التي لها مجموعة قصصية بعنوان (مهمشون وأوطان)، بمقالة تناسب الحدث المفرح.
وعبر الأثير شاركت الشاعرة وفاء أحمد الطويل شاعرة وقاصة وفنانة تشكيلية من القطيف، مشرفة على الواحة الأدبية بفريق همسات الثقافي، لها دواوين ومجاميع قصصية مخطوطة.
وختمت المشاركات بمشاركة الكاتبة والشاعرة زينب كاظم التميمي بقصيدة أخذت بالقلوب.
وكان ختام الأمسية مع التواشيح والصوت الصادح بحبّ أهل البيت (عليهم السلام) مع القارئة رقية علي.
وجدير بالذكر أن الجمعية دوماً ترعى الأقلام الأدبية النسوية وتشجعها على الاستمرار، حيث أقامت الورش والندوات والدورات الخاصة بالكتابة والأدب.
اضافةتعليق
التعليقات