سنة ما، شهر ما، يوم ما، قادر على تغيير حياتك، ربما تتعلم في هذه السنة أو الشهر أو اليوم شيئا يجعلك في أعلى المراتب لبقية حياتك.
لحظة ما قادرة على تغيير مسارك فقد نشاهد أهمية اللحظات في الألعاب الأولمبية في مسابقات الركض والسباحة فالفرق بين الفائز الأول والثاني ربما بضع ثوان..
لحظة نعاس تؤدي إلى حادث كبير ويؤدي إلى موت السائق وعشرات المسافرين، لحظة غفلة تؤدي إلى موت عشرات النخب في طائرة ما أو إلى إطلاق صاروخ يقتل مئات الناس أو إلى خلق فايروس جديد يقتل البشرية.
نظرة ما ربما تغير الحياة رأسا على عقب أو تخرج أحدهم من سجن الألم إلى جنة الأمل ربما تنقذ انسانا كاد أن يموت بسبب وحدته ومشاكله النفسية وتعطيه الحياة إذا كانت هذه النظرة لله وفي الله وقربة إليه دون ريب وحرمة، مسكة يد ما ربما تنقذ انسانا كاد أن يسقط في بئر اليأس وترفعه إلى الأعلى، فعل ما قادر على انقاذ حياة الفرد نفسه وانقاذ آلاف الناس بسببه. وبالعكس قد يؤثر هذا الفعل على حياة الفرد نفسه وحياة أجياله القادمة كما نرى أن عشيرة ما يصبح لديها اسم مرموق في المجتمع بسبب فعل شخص واحد وأخرى تسقط بسبب خطأ واحد،
وقد نحصل على ما نتمنى طيلة حياتنا بدعاء صادق كلها لحظات، دقائق، ساعات.. وقد يرسل الله لنا (آية) من السماء تغير حياتنا وكل شيء يتغير حسب اخلاصنا وجوهرنا وسعينا في الحصول على مانرغب.
العقل السليم يختار الأفضل
في حياتنا نسعى للحصول على الأفضل، أفضل بيت أفضل سيارة أفضل تعليم لأطفالنا أفضل الملابس، الأطعمة، العقل السليم يختار الأفضل، إننا رغم صغر عقولنا نختار الأفضل، من المضحك أن نظن بأن النبي صلى الله عليه وآله رغم عظمته ورشده يختار من لم يكمل فيه صفات القيادة وإمرة المؤمنين.
بما أن لحظة ما كفيلة بإحداث فرق جذري في حياتنا، كذلك هناك شخص كفيل بإحداث الفرق في حياة البشرية بل جميع الخلائق، في سعادتهم أو شقائهم هو ميزان بين الحق والباطل،
إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لعائشة: والله لا يبغضه - يعني عليّاً (عليه السلام) - أحد من أهل بيتي وغيرهم إلاّ خرج من الإيمان، وإنّه مع الحقّ، والحقّ معه *١
فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لا تعد ولا تحصى والكلام عن اثبات الحق واضح كنور الشمس في وسط النهار ولكن نرتوي قطرات من عذب مائه فقد كرّمه الله وعظّمه وجعله إماما وهادياً.
قال الله تبارك وتعالى: (اَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا اتـاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ اتَيْنَا الَ اِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَاتَيْنَاهُمْ مُلْكَاً عَظِيماً).
فالله سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مثل عليّ فيكم - أو قال: في هذه الأُمّة - كمثل الكعبة المستورة - النظر إليها عبادة، والحجّ إليها فريضة".
وكيف لا يكون كذلك والجميع يشهد بفضائله ومناقبه والجميع يعرف من هو وما مقامه؟
عن عائشة، قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب، فقلت: يا أبة، إنّك لتكثر النظر إلى عليّ بن أبي طالب؟! فقال لي: يا بنية، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «النظر إلى وجه عليّ عبادة»*٢
لحظة ما ربما تبقى عالقة في ذاكرتنا إلى الأبد ونعيش معها أجمل الذكريات أو تكون سبب الألم وتنخر في ذاكرتنا ونصاب بالقلق كلما جاءت على بالنا.
الأمر ليس بالكمية بل بالكيفية، ليس بالعمر بل بالرشد والنضج، ليس بالأموال بل بالأفعال، ليس بالأكبر بل بالأفضل فقد اختار الله الأفضل وجعله ميزاناً يدخل بسببه الجنة أو النار إنها نقطة التحول.
اضافةتعليق
التعليقات