روي عن علي بن مهزیار، قال: كتَبَ رَجُل إلى أبي جعفر (عليه السلام) يَشكو إليه لَمَماً يَخْطر على باله. فأجابه ـ في بعض كلامه: إِنَّ اللَّهَ عَزّ وجَلَّ إِنْ شاءَ ثَبَّتَكَ، فَلا يَجْعَل لإبليس عليك طريقاً.
قد شكي قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) لمما يعرض لَهُم، لأَنْ تَهْوي بِهِم الريح أو يُقَطَعُوا.. أحب إليهِم مِنْ أَنْ يَتَكَلَّموا بِه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتجدونَ مِنْ بذلك؟
قالوا: نَعَم، فقال: ((والذي نَفْسي بِيَدِهِ، إِنَّ ذلك تصريح الإيمان، فإذا وَجَدتُمُوا.. فقولوا: آمَنَّا بِاللهِ ورسوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
توضيح الحديث: اللَمَم –هنا- ما: ما يخطر بالقلب من الوساوس والأفكار.
إن الإنسان قد تخطر بباله.. وساوس وأفكـار شـيـطانـيـة حول الخالق سُبحانه، مَثَلاً: يَتَسَاءَلُ مَعَ نَفْسه: مَتى وُجِدَ الله تعالى؟ كيف وُجِد؟ مَنِ الَّذي خَلَقَه؟ و غيرها من الأسئلة حول الله و حول النبي (صلى الله عليه وآله) مِمّا لا يستطيع المُؤمن أنْ يَتَفَوَّه أو يَنْطِق بها، ولا يَتَجَرأ القَلَمُ مِنْ ذِكْرِها، وقد خَطرَتْ أمثال هذه الوساوس ببال بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فشكوا إليه من ذلك، فسألهم النبي: (أتجدُونَ مِنْ ذلك؟) الوجد: الحُزن وعدم الرضا، والمَعْنى: اتحزنون وتنزعجُونَ من هذه الوساوس الشيطانية التي تخطر ببالكم؟
قالوا: نعم
فقال (صلى الله عليه وآله): (إنَّ ذلك تصريح الإيمان) أي: إن حُزنَكُم وانزعاجَكُم مِنْ هذه الوساوس الشيطانية يَدلُّ على إيمانِكُم الخالص ثُمَّ أَمرَهُـم الـنـبـي بِـانْ يقولوا: (آمَنَّا بِاللهِ ورسوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، كي يزول عنهم اللمم والوساوس الشيطانية.
الإمام الجواد وإخباراته الغيبيّة
إنَّ من الحقائق الواضحة: أنَّ الإنسان يَطَّلِعُ على الأشياء.. إما عن طريق الرؤية والمُشاهدة، وإما عن طريق الاستماع من الآخرين، وإما عن طريق ثالث كالإلهام، أو التبادر إلى الذهن.. بطريقة خاصة وإِنَّ مِنْ جُملة الخصائص التي امتاز بها أئمة أهل البيت عن غيرهِم مِن البَشَر: هُوَ انَّ اللهَ تَعالى قد وقَرَ لَهُم وسائل وطرق وزودهم بطاقات وقدرات للاطلاع على الأمور، ولمعرفة الحوادث الغيبية وقد اقتضت الحكمة الإلهية أَنْ يَعْلَمَ الأئمة الطاهرون كُلَّ ما يحدث في الكرة الأرضية.
اضافةتعليق
التعليقات