ستكون الجنة تحت قدميّ بكل ما فيها من جمالٍ وكمال..
بكل ما فيها من حورٍ وولدان،
بكل ما فيها من نعيمٍ لا عين رأته ولا أُذن سمعته ولا خطر على قلب بشر!
انا اؤجر على كل لحظة وهن في حملي و على كل ذرة الم في ولادتي وان مت في مخاضي أنال فوق عزة الام فخر الشهيد ايضاً..
ربّي كرمني وأعزّ من شأني "أنا عزيزة عند ربي"..
ولكن ..
هل للبشر ان يعلمون بأنّ ثقل الأمومة يكفي!
وهل للحياة بأن تنشر عليّ ذرات رحمتها مقابل فيض مسؤولياتها المهلكة التي تضاف الى جعبتي كل يوم ..
فالمصاريف اللامتناهية تجبرني بأن اكون اماً عاملة، ما يعني بأنني خارج البيت رجل و داخله إمرأة!
والزوج يريدني خليلة مثالية وعشيقة هائمة،
والطفل حتماً يحتاح لصدرٍ حنون و حضن دافئ،
اما الأهل يلوموني على التقصير مع علمهم بتزاحم مسؤولياتي!
والمجتمع لا تكفيه المجاملات الطويلة بل يأخذ دور الحكم الذي يقيّم تصرفاتي و يتصيّد تقصيري ان حدث ..
امّا البيت يطالب بالمرأة الحديدية التي تملأ دور الطباخة، المعلّمة، عاملة النظافة، منسقّة للديكور و....
"انا ام عربية"
(ربما لا تعنيهم همومي.. فالزوج غالباً يعود خائر القوى من ساعات عمل قليلة، و يلومني على فضفضتي له إن حدثته.. و هو يعلم بأنني و إن اهملت دوري لساعات فقط ستقوم قيامة المنزل، لهذا تتطلب حياتي مزاولة العمل لمدة 24 ساعة و لطول العمر ربما دون إعتراض.. دون إجازة و دون راتب و دون مكافآت)..
هذا ما قالته احدى الأمهات عن ما تعانيه في مسيرة امومتها ..
أعتقد بأنها لا تعترض على نعمة الأمومة الجميلة بل تريد تقديراً من الزوج، من الأهل، من الحياة و العمل على تقدّمه ..
على جسدها الذي يتهالك مقابل ان يكون جسر لعبور اطفالها للدنيا، على ما تبذله عليهم الى ان تقدّمهم للحياة بأكمل صورة ..
يقولون بأن الحمل تسعة اشهر فقط ..
بلى صدقوا.. فهذه مدة الحمل البايولوجي الذي يكتمل في الأحشاء.. و لكن مدة المرحلة الثانية للحمل تمتد لطول عمرها ..
فلهذا هي تريد من المجتمع ان يعي قيمة المرأة التي جُعلت الجنة تحت قدميها ..
هي فقط تحتاج كلمة شكر واحدة من زوجها وان لا يراها كآلة تعمل دون راحة و دون حاجة للثناء و العطاء !
عن الامام علي بن الحسين (ع):
أمّا حقّ اُمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبالِ أن
تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحّي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله وتوفيقه.
اضافةتعليق
التعليقات