الأمر أشبه بقيامة صغرى، وكأن السماء انفطرت والكواكب انتثرت والبحار فجرت وكأن العالم قد ودع الحياة وأخرج السعادة من جوفه دون رحمة، بعد ذلك ارتدى السواد وأعلن حداده فترك كل ما يملك و فر هارباً الى الصحاري كي ينحب و يصرخ هناك بعيدا عن نفاق البشرية.
هناك تغييرات أخرى تحدث في الخلايا حيث ان كل شيء يوحي بالرحيل و يصبح المرء كبيرا في عز صغره و يموت الف مرة خلال ثانية واحدة ربما يشبه بعبور شاحنة كبيرة من على الصدر أو تمزيق الأحشاء بوحشية بواسطة حيوان مفترس أو انسان متوحش
لا شيء باستطاعته أن يوصل فكرة الفقد !
حيث ان المرء يفقد هويته و يفقد نفسه أحيانا و يشعر بأنه قد دفن مع أحبته و لكن عليه أن يمشي و يمارس حياته رغما عنه
انها قصة فقد الأم حيث لا شيء باستطاعته جبر الخاطر و تسكين هذالألم الكبير سيظل الجرح مفتوحا مدى الزمان و ينزف عند كل شهيق و زفير
و يتعمق كلما مر الزمان
سيفقد المرء الأمان مرة واحدة و يفقد حواسه و احاسيسه بأقسى الطرق كأن تُقلع عيناه و يُصم و يبكم و يُقطع لسانه و يخرج قلبه من أحشائه !
كيف سيكون من يفقدالأم؟
أسوء من كل ماذكر بكثير !
و كيف سيكون من يرى تلك المحاولات القاسية لألقاء القبض على ذروة الاسلام و احراق بيت الوحي
و القضاء على السر المستودع ؟
من يرى الضرب و الهجوم !
بعيدا عن السياسة و الخلافة و غصب الحقوق هناك سؤال محوري بأي ذنب قتلت؟
وبأي ذنب توضع الأكمام في فم الأطفال كي لا يسمع صوتهم و نحيبهم
و بأي ذنب تدفن ليلا بضعة المصطفى ..
ماذا فعلت كي تستحق هذالعذاب؟
ماذا فعلت كي تتحمل هذالهجوم و هذه القساوة
ماذا فعلت كي تُحارب بهذه الوحشية و تُقتل؟
قالت مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام ):
لا تصلي علي أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله في أمير المؤمنين علي، وظلموا لي حقي، وأخذوا ارثي، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك.
نصرة الحق. هي الاجابة على كل الأسئلة
نصرة الحق تحتاج الى عزم و عقيدة
الى صبر و كفاح الى التضحية.. فسيدة نساء العالمين تمسكت بجميع الطرق كي تبين عظم المصيبة و تعلن مخالفتها كما تشير مرارا في أقوالهاللغاصبين :
اني أشهد الله وملائكته، أنكما اسخطتماني، وما رضيتماني، ولئن لقيت النبي لاشكونكما اليه.
و تقول
أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه، لما اختلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا، التاسع من ولد الحسين(عليه السلام).
فضح الطغاة من أعظم رسالات أهل الحق
ففي هذالطريق أعطيت أرواح و أيادي و أضلع و و فقدت أمهات و نساء و أطفال
كي يفهم الجميع ان الحق يحتاج الى تضحية و ثبات
الأمر أشبه بقيامة صغرى!.
اضافةتعليق
التعليقات