لو يكشف عنا الغطاء و نرى كلامنا و حاجاتنا تتحول إلى صور و أشكال لنفكر كيف ستكون؟
الأدعية التي تصعد إلى السماء كم عددها؟
و الأمنيات التي نتمنى أن تتحقق مع تطور العلم حيث أصبح كل شيء مجسداً أمام الأعين فالإنسان بدأ يطلب المزيد المزيد من السيارات الفارهة و القصور الجميلة والأجهزة الحديثة و…
يا ترى كم عدد الحاجات و الأمنيات التي تصعد في اليوم الواحد من كل شخص منا إلى السماء ؟
كم دعاءً مكسورًا، وكم أمنيةٍ متعجلة، وكم طلبًا لا ينتهي؟
لننتقل إلى الجانب الآخر حيث إن كل نعمة يجب أن تشكر كي تزيد و تدوم يا ترى كم عدد رسالات الشكر التي نرسلها إلى الله ونحمده على هذه النعم؟
هل ستملأ السماء كما تملؤها حاجاتنا، أم ستضيع خجلى بين زحام الطلب، وهنا يوقظنا الإمام الجواد (عليه السلام)
حيث يقول: "ما شكر الله احد على نعمة أنعمها عليه إلا استوجب بذلك المزيد قبل ان يظهر على لسانه".
وأيضا ورد عنه عليه السلام "نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر".
إن ترك شكر النعمة ليس أمرًا بسيطًا، بل قد يساوي في أثره الروحي الذنب الذي لم يُستغفر منه؛ لأن كليهما يقطع الإنسان عن مصدر الفضل والرحمة.
فالشكر يحفظ النعمة، كما أن الاستغفار يحفظ القلب من تلوث الذنوب والمعاصي
فالإنسان بطبيعته يعتاد النعم لو ننظر إلى من حولناسوف نرى إننا إعتدنا وجود كل النعم دون أن نشعر بأنها نعم أساسا: الصحة ، الأهل ، الأمان .. رؤية هذه النصوص و الأحاديث الشريفة مثلا نوع من أنواع النعم ولكنها معتادة لا نعرف قدرها !
فالنعمة غير المشكورة ربما تسلب أو تتحول إلى نقمة لأنها تولّد الغفلة وتقتل الإحساس بالعطاء وتفتح باب السخط والطمع فقد تبين المقارنة كما إن السيئة بلا إستغفار تبعد الإنسان عن الله كذلك النعمة بلا شكر تسبب البعد كلاهما يمنع الإنسان من الارتقاء و يجمد القلب .
فالوقت الذي بين أيدينا و لا نستثمره و الصحة التي تستهلك في معصية الله و لأجل أمور تافهة والعلم الذي نكسبه و نفتخر بأنفسنا ولكن دون أثر أخلاقي علينا أو الأموال التي نكسبها ولا ندفع خمسها أو الواجبات التي في عاتقنا بسببها كلها أو الأطفال الذين أنجبناهم إلى الحياة وتركناهم أمام الشاشات التي تنخر عقولهم بوحشية كلها نوع من أنواع عدم الشكر
ما أكثر النعم حولنا وما أقل من يراها نعمة و يشكرها!
فقد وردت في الآية الكريمة إن النعمة نوع من الابتلاء: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
الشكر ليس كلمة فقط بل إنّ الشكر أنواع فإننا باللسان نردد كلمة الشكر و بالقلب نشعر بالإحسان و فضل رب العالمين علينا
والشكر بالفعل هو استخدام النعمة في طاعة الله ، ياترى هل نشكر أم نكفر؟!








اضافةتعليق
التعليقات