تستطيع أن تكسب الثواب وأنت تستأنس بأمورك الدنيوية أو أنت جالس في مكانك دون أن تفعل أي شيء أو ربما في ضبط نفسك، تفوز بالدارين!
كل شيء يرجع إلى النيات حتى الأفعال اليومية البسيطة وروتين اليوم من الممكن أن تُكتب في سجل الأعمال الصالحة إن كانت النية لله.
يقول محمّد بن المنكدر : رأيت الباقر (عليه السلام) وهو متّكئ على غلامين أسودين، فسلّمت عليه فردّ عليّ على بهر وقد تصبّب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال في طلب الدنيا؟ فخلّى الغلامين من يده وتساند، وقال (عليه السلام): لو جاءني أنا في طاعة من طاعات الله، أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس، وإنّما كنت أخاف الله لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: رحمك الله، أردت أن أعظك فوعظتني.
في مرحلة ما نظن إن الثواب والعبادة تظهر في المساجد وسجادات الصلاة فقط أو في تلك الحبات التي تقع فوق الأخرى مع حركة الأصابع بقول أستغفر الله…
ولكن بعد التعلم والتفقه نرى إن هذا الدين الحنيف سلط الضوء على كثير من الأمور التي لها فضل الصلوات المستحبة و الأمور العبادية كطواف البيت و غيرها بل و أكثر وان الطاعة ليست في الصلاة والصيام فقط
بل في كل عملٍ يُقصد به رضا الله، ويصون به الإنسان نفسه عن الحرام وذلّ السؤال.
من الأمثلة الجميلة التي وردت في كلام الامام الباقر (عليه السلام) عن فضل الأعمال الأخرى بنية القرب إلى الله إنه قال (عليه السلام) في قضاء الحاجة:
من قضى مسلما حاجته، قال الله عز وجل: ثوابك علي ولا أرضى لك ثوابا دون الجنة أو في مكان آخر. يسلط الضوء على أهمية طلب العلم و ما له من أجر وثواب حيث إن الناس يبحثون عن صلوات الليالي و الأيام والأدعية الواردة في شهر رجب و شعبان ورمضان وباقي شهور السنة كي يتقربوا إلى الله ولكن بواسطة تعليم العلم يستطيع الإنسان أن يحصل على ثواب أعظم و يزيد ثوابه مع الصلوات المستحبة عن طريق طلب العلم حيث تتغير عبادته و حياته جذريا و يصبح أكثر قربا لله كما ورد في الروايات صلاة العالم افضل من العابد بأضعاف مضاعفة و ركعتان من صلاة العالم تعادل سبعون سنة من عبادة العابد.
كيف يحصل على هذاالعلم لولا التعلم؟
لذلك ورد عن الامام الباقر (عليه السلام):
إن جميع دواب الأرض لتصلي على طالب العلم حتى الحيتان في البحر ، صلاتي كشخص واحد أفضل أو صلوات دواب الأرض و الحيتان في البحر نتيجة طلبي للعلم؟
أو في بعض الأحيان يُقال لنا أجلس بهدوء و لا تتكلم سوف تحصل على ثواب وتكون مرضيا عند الله ولكن نحن لا نؤمن بهذه الأمور أو إنها تزين الكتب فقط و تأخذ حيزا كبيرا في دائرة الأقوال فقط و لم تتوفق لتخرج إلى النور وإلى ساحة العمل أجلس بهدوء فقد ورد عن امامنا الباقر (عليه السلام):
من كف عن أعراض الناس أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.
وفي النهاية نجد أفضل عمل ممكن أن يقدم … هو الثبات على الولاية حيث قال عليه السلام من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وحنين.
ندرك أنّ العبادة ليست حركة جسدٍ فحسب، بل توجّه قلبٍ وصدق نيّة.
فبالنيّة تتحوّل الأعمال العادية إلى طاعات، ويصبح طلب الرزق عبادة، وكفّ الأذى عبادة، وطلب العلم عبادة، والثبات على الولاية ذروة القرب إلى الله.
هكذا يربّينا أهل البيت (عليهم السلام) أن نعبد الله في كل تفاصيل حياتنا، لا في محراب الصلاة فقط، بل في السلوك، والنية، والموقف… حيث يكون الله حاضرًا في القلب دائمًا.








اضافةتعليق
التعليقات