يلزم العمل لزيادة عدد المسلمين في العالم، وهداية الاخرين الى دين الإسلام، فإنه نوع ارشاد للجاهل وهداية للغافل، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، إلى غيرها من العناوين المذكورة في الفقه.
وان من الحتميات المستقبلية بإذن الله تعالى هو ازدياد عدد المسلمين بشكل سريع وكبير، حتى يكون الدين الأوسع انتشارًا على الإطلاق، بل سيكون الدين كله لله، وتوسع رقعة الإسلام إلى ما لا يتصوره الناس، وذلك لأن الإسلام ودستوره وقوانينه وأصوله وفروعه، هي من الأمور الفطرية المنسجمة مع المعطيات العقلية والمتطلبات الإنسانية.
وقد قرأت في احدى المجلات أن عددا كبيرا من اليهوديات انجذبن الى الإسلام من خلال احتكاكهن مع النساء الفلسطينيات، اذ وجدن الإسلام يعطي للمرأة مزيدا من الشخصية ومزيدا من الحقوق والتقدير.
إن هناك الآن حركة أسلمة قوية في مختلف بلدان العالم، إذ قد اكتشفت البشرية بعض محاسن الدين الإسلامي، وأخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجا، على رغم وجود ثلاثة أمور تمنع استمرار الحركة:
الأول: افتقار المسلمين الى حركة عالمية نهضوية إسلامية شاملة، تقوم بأعباء الدعوة إلى الإسلام وتبين مزاياه، عقيدة وشريعة وأخلاقا وسلوكا.
الثاني: كثرة المنظمات المعادية للإسلام في الغرب والشرق، والتي تحارب المسلمين وتحاول أن لا تبقي مجالا لنفوذ المسلمين، ووصول أفكارهم ومبادئهم إلى تلك البلاد حتى يكتشفوا محاسن الإسلام.
الثالث: تلويث سمعة الإسلام من قبل حكام المسلمين ودولهم الظالمة، بتصرفاتهم الاستبدادية، وبأنظمتهم الديكتاتورية، وبالسجون والمعتقلات، ما أشبه ذلك مما الإسلام منه بريء.
وكذلك من أهم الموانع هو عدم معرفة الناس بالإسلام الذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وبينه وطبقه هو وأهل بيته الطاهرون (عليهم السلام)، اما الإسلام الذي ادعاه وطبقه الغاصبون للخلافة من الامويين والعباسيين ومن قبلهم ومن بعدهم، فهو بعيد كل البعد عن الإسلام الحقيقي.
لكن كما يبدو أن هذه الامور المانعة في طريقها الى الزوال بإذن الله تعالى، فهناك بوادر نهضة إسلامية شاملة تعم كافة المسلمين، مما سيزيد من أنشطة الأسلمة التي تقوم بها بعض المؤسسات والجمعيات الإسلامية.
كما وأن فشل المنظمات والجمعيات المعادية في مواجهة الإسلام، جعلها غير قادرة على تعبئة الرأي العام ضد الإسلام والمسلمين، كما أن الشعوب الإٍسلامية تخطو نحو يقظة ثقافية وسياسية ترفض الاستبداد والمستبدين.
وقد أخذ العالم يتعرف على الإسلام الذي أكمله الله تعالى بولاية العترة الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين).
ولقد شهدت الفترة الأخيرة حركة فعالة نحو الدين الإسلامي الحنيف، قادها أشخاص أسلموا حديثا، وعملوا بكل إخلاص وتضحية في سبيل الله، وهذا مما يذكرنا بالمسلمين الأوائل من أصحاب رسول الله الأخيار، أمثال: سلمان، وأبي ذر الغفاري، فإنهم خير أسوة للمسلمين المجاهدين طول التاريخ، وهذا ما يؤكد لنا أن الطريق مفتوحة لعودة الإسلام ليصبح الدين الرئيسي في عالمنا اليوم.
كما وأن شعوب العالم أخذت تفرز –ولو بنسبة- في حساباتها بين الإٍسلام كدين، وبين تصرفات حكام المسلمين وسلوكياتهم، وهذا ما وعدنا الله سبحانه وتعالى به (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) وهذه حكمة الله في الحق والباطل والنور والظلمة.
اضافةتعليق
التعليقات