يشعر الجميع بالقلق أحيانًا. وقد يظهر القلق عند مواجهة تحدٍّ، أو عند الشعور بضغط العمل الجاد، أو عند وجود همٍّ يشغل بالك. ويُحفّز القلق استجابة جسمك للتوتر (وتُسمى أيضًا القتال أو الهروب). هذه الزيادة الفورية في هرمونات التوتر هي استجابة للبقاء. فهي تُهيئك للرد بسرعة وحماية نفسك عند الحاجة. إذا كنت خائفًا أو غير متأكد من سلامتك، فإن القلق يدفعك إلى توخي الحذر. لكن الكثير من الناس يشعرون بالقلق في المواقف التي تُسبب لهم التوتر، ولكنها ليست خطيرة. على سبيل المثال، قد يشعرون بالقلق بشأن إجراء الاختبارات، أو مقابلة أشخاص جدد، أو التحدث في الفصل.
إذا شعرت بالقلق في مواقف كهذه، فأنت لست وحدك. ولكن من الأفضل أن تتعلم كيفية التأقلم. وإلا، فقد يُعيقك القلق أو يدفعك إلى تجنب أشياء ترغب في القيام بها. بدلًا من تجنب الأشياء التي تُثير القلق، ومن الأفضل مواجهتها. وقد تُفاجأ بما يمكنك فعله. فيما يلي خمسة أشياء يمكن أن تساعدك في التغلب على لحظات القلق:
ابدأ بتنمية تفكيرك:
بعض الناس لديهم عقلية ثابتة. وقد يفكرون دائما بأنهم سيبقون هكذا. فيقولون مثلا "أشعر بتوتر شديد يمنعني من التحدث في الصف. لذلك لا أرفع يدي". مع العقلية الثابتة، لا يعتقد الناس أن الأمور قابلة للتغيير. يعتقدون أنهم على ما هم عليه، نقطة على السطر.
لكن علم الدماغ أثبت أنه يمكنك تعليم دماغك طرقًا جديدة للاستجابة. الأشخاص ذوو العقلية النامية يدركون ذلك. ويعرفون أنهم يستطيعون التحسن في كل شيء تقريبًا - بالجهد والممارسة. وهذا يشمل تقليل القلق.
لاحظ كيف يؤثر القلق على جسمك:
عندما تشعر بالقلق، هل تشعر بـ “فراشات" في معدتك؟ أو راحة يد متعرقه؟ يد مرتعشة؟ نبضات قلب أسرع؟ عضلات مشدودة؟ هذه المشاعر الجسدية جزء من استجابة جسمك للتوتر. قد تكون مزعجة لكنها ليست ضارة. ويمكنك التأقلم معها.
في المرة القادمة التي تشعر بها، حاول أن تلاحظها دون أن تنزعج لوجودها. لست مضطرًا لتجاهلها. لكن ليس عليك أن تُوليها كل اهتمامك. حاول أن تُبقيها في الخلفية.
تنفس:
عندما تشعر بالقلق، خذ بضع أنفاس بطيئة. تنفس ببطء. وتأكد من الزفير حتى النهاية. يمكنك استخدام أصابعك لعدّ أربعة أو خمسة أنفاس، شهيقًا وزفيرًا.
يمكن أن يُبطئ أخذ الأنفاس البطيئة إطلاق هرمونات التوتر. وبالنتيجة يمكن أن يُساعد جسمك وعقلك على الشعور براحة أكبر. فعندما تُركز انتباهك على تنفسك، يُمكنك أن تُقلل من اهتمامك بأفكار ومشاعر القلق. التنفس بهذه الطريقة يُمكن أن يُساعدك على الشعور بالثبات وتقليل القلق.
ناقش نفسك بشأن الأمر:
عندما تشعر بالقلق، قد تُخبر نفسك بأشياء مثل: "لا أستطيع فعل هذا!" أو "ماذا لو أفسدت الأمر؟" أو "هذا مُرهق".
بدلًا من ذلك، خطط لقول شيء يُمكن أن يُساعدك على مواجهة اللحظة بشجاعة مثل: "أستطيع فعل هذا!" أو "لا بأس أن تشعر بالقلق. يُمكنني فعل هذا على أي حال".
واجه الموقف - ولا تنتظر أن يزول القلق:
قد تظن أنك ستؤجل التحدث في الفصل أو التحدث مع ذلك الشخص الجديد حتى يزول القلق. لكن الأمر ليس كذلك. مواجهة القلق هي ما يساعدك على تخفيفه.
يتطلب تعلم التعامل مع القلق، وقتًا، وصبرًا، وممارسة. والأهم من ذلك كله، الاستعداد لمواجهة المواقف التي تثير القلق. ابدأ بخطوة صغيرة. كلما تدربت أكثر، أصبحت أفضل في تخفيف القلق. مع تطبيقك لهذه الخطوات الخمس، قد يكون من المفيد الحصول على بعض التوجيه والدعم من أحد الوالدين أو مستشار المدرسة أو المعالج. وإذا كان قلقك شديدًا أو يصعب التعامل معه، أو إذا كنت تشعر بالقلق بشأن مشكلة تحتاج إلى مساعدة فيها، فأخبر أحد الوالدين أو أي شخص بالغ تثق به. مع الرعاية والدعم المناسبين، يمكنك أن تشعر بقلق أقل وثقة أكبر.
اضافةتعليق
التعليقات