الرهاب أو الفوبيا A phobia حسب كلية الطب هارفارد، هو خوف مستمر وغير واقعي من شيء أو شخص أو حيوان أو نشاط أو موقف معين، إنه نوع من اضطرابات القلق anxiety disorder.
الرّهاب إحساس يفوق إحساس الخوف البسيط، وعلى الرغم من وعي الشخص بعدم منطقية الرّهاب الذي يعاني منه، إلا أنه لا يستطيع السيطرة على خوفه.
تتضمن أعراض الرهاب التعرق، الألم الصدري، والألم على شكل إبر ودبابيس، وتسارع دقات القلب، والإحساس بالاختناق، والدوار، والغثيان، والشخص المصاب بالفوبيا غالبا ما يحاول إما تجنب الشيء الذي يثير خوفه، أو يتحمله بقلق وضيق!
تظهر معظم أنواع الرهاب في الطفولة المبكرة ومرحلة المراهقة أو في المراحل المبكرة من البلوغ، لكن من المستبعد ظهورها بعد عمر الثلاثين، وقد يكون سبب الرّهاب تجربةً مريرةً أو حدثًا مرعبًا، أو يكون لدى الأهل رهاب ينتقل للطفل!
الفرق بين القلق والرهاب
بما أن الرهاب Phobia يندرج ضمن أنواع اضطرابات القلق، فما الفرق بين الخوف Fear والقلق Anxiety واضطرابات القلق anxiety disorder؟
الخوف هو شعور بالاستجابة لتهديد مباشر، يؤدي إلى رد فعل "القتال أو الهروب"، مما يعني أنك إما ستبقى في الموقف المخيف وتقاتله، أو ستهرب.
أما القلق، فهو ترقب وخوف مما قد يحدث في المستقبل، مما يؤدي بالشخص إلى تجنب الموقف المقلق.
أما اضطراب القلق، فيختلف عن الشعور الطبيعي بالقلق أو الخوف! إنه شعور مفرط بالخوف والقلق الذي قد يؤثر بشكل خطير على نوعية حياة الشخص. وهو اضطراب نفسي يجب معالجته من قبل طبيب مختص.
كيفية معرفته؟!
ويأتي رهاب الضوضاء الصاخبة ضمن 10 اغرب انواع من الفوبيا، وهي خاصة عندما تكون غير متوقعة، مزعجة لأي شخص، أما إذا كنت تعاني من رهاب الصوت، فقد يكون خوفك من الضوضاء العالية ساحقا، مما يسبب لك الذعر والشعور بالقلق الشديد! يطلق على الخوف من الضوضاء Phonophobia أو Sonophobia أو Ligyrophobia، ولا تنتج هذه الحالة عن ضعف السمع أو أي نوع من اضطرابات السمع.
ويصاب بعض الناس بعصبية زائدة واضطرابات عند سماع بعض الأصوات، خاصة الأصوات الصادرة من الفم، كالمضغ أو النفس أو السعال، أو أصوات أخرى كصوت الكتابة على لوحة المفاتيح وصرير القلم. يبدأ ظهور هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، وكثيراً ما يستمر مدى الحياة، وتزيد مع الإجهاد والتعب والجوع. هذه الأعراض كلها تعد مظاهر لمرض الميزوفونيا المعروف أيضا بمتلازمة حساسية الصوت الانتقائية. ويرجع الاسم لليونانية، ويعني "كراهية الضوضاء".
ويعاني هؤلاء الأشخاص من حالة من التوتر والاضطراب فقط عند الاستماع لأحد هذه الأصوات، وكثيراً ما يصبح رد فعلهم عنيفاً عند الاستماع لبعض الأصوات العادية، ولا يتوقف الأمر على مدى حدة الصوت. ويفرق العلماء في هذا السياق بين مرض الفونوفوبيا، أو الخوف المرضي من الأصوات المرتفعة ومن مرض الميزوفونيا.
وهناك عدد كبير من البشر الذين يعانون من هذه المشكلة، وأول من وصف هذا الشعور "بالاشمئزاز والغضب" تجاه أصوات ما هما عالما الأعصاب الأمريكيين باول ومارغرت جاستربوف، حسبما جاء في موقع في.دي.ار الألماني، حيث قام الزوجان ببحث حول هذه الظاهرة في مطلع التسعينات، وأطلقا عليه هذا الاسم. وأوضح الباحثان أن هذا المرض لا يتوقف على حدة الصوت أو تردده، وأنه متعلق فقط بتجارب شخصية مرتبطة بصوت ما، سببت للمرء هذه الحالة من الإحباط والاشمئزاز والغضب.
وحسب نظريتهما، فإن هذه المشاعر السلبية تتولد عند الاستماع لهذه الأصوات مرة أخرى. ويرجع بعض الباحثون في مركز أمستردام الطبي هذا الاضطراب للنزاعات بين الآباء والأبناء، والتي عادة ما تكثر أثناء الوجبات، وهو ما قد يربط المشاعر السلبية بأصوات طبيعية مثل أصوات مضغ الأكل.
ونقل موقع في. دي . ار أن لدى مرضى الميزوفونيا عدة استراتيجيات لتفادي التعامل مع هذه المواقف السلبية، ومن بينها مثلاً القيام بضوضاء أخرى لتفادي الاستماع لهذه الضوضاء. بينما في بعض الأحيان لا يساعد إلا تجنب هذه الأصوات والابتعاد عن مصدرها والانعزال. وحتى الآن لا توجد طريقة واضحة لعلاج المرض، ومازال هناك عدة مراكز أبحاث للاضطرابات النفسية تقوم بدراسات حول هذا المرض.
علاج رهاب الأصوات المرتفعة
قبل الحديث عن طرق التخلص من رهاب الأصوات المرتفعة أو علاجه، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العلاج يمكن أن يتفاوت، تبعّا لشدّة الخوف الحاصل عند المريض، وتبعًا لدرجة التفاعل الاجتماعي التي يستطيع المريض تحقيقها من تلقاء نفسه، ومن الممكن أن تتضمّن طرق العلاج ما يُعرف بالعلاج بالتعرّض، حيث يتمّ وضع المريض في بيئة يتمّ فيها تحريض مخاوفه، ولكن بطريقة مسيطر عليها، كما إنّ العلاج الكلامي يمكن أن يكون مفيدًا، وهو العلاج باستشارة طبيب الأمراض النفسية والعقلية حول محرّضات الخوف وأساس مشكلة القلق عند الشخص، وذلك من أجل مساعدة المريض في التصرّف بعقلانية أكبر حيال رهاب الأصوات المرتفعة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من التقنيات التي يمكن أن يُجريها الشخص على ذاته، من أجل المساعدة في التخلص من هذه المشكلة، كالتدريب على الاسترخاء العضلي، والالتزام بمجموعات الدعم النفسي والعلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج بالأدوية، بالإضافة إلى الحديث الإيجابي مع الذات، والطرق الأخرى التي تساعد في تحسن ردّة الفعل تجاه الأصوات المرتفعة.
اضافةتعليق
التعليقات