يعيش الوالدان في بعض الأحيان بعض المواقف مع أطفالهم قد تسبب لهم نوعا من الأحراج، اذ ينتاب الطفل أحيانا نوبة غضب سلوكي تؤدي إلى تصرفات عدوانية تجاه محيطهم الاجتماعي خصوصا الوالدين مما يسبب أحيانا في اذائهما بغية الحصول على مايريدون، وقد يرجع وجود هذه النوبات لأسباب عدة لعل من أهمها هو المربي ذاتهِ من خلال أساليب التربية المتبعة.
يستخدم الطفل البكاء كوسيلة منبه لوالديه منذ أول يوم من ولادتهِ، فتكون الطريقة المعتمدة للتعبير عن الجوع، الألم،النعاس وغيرها من الفعاليات الحيوية للطفل، السؤال الآن متى يكون المربي هو من يصنع نوبات الغضب لدى الطفل؟
يبدأ الطفل بالتفكير محاولا فهم من حوله أفرادا وتجمعات مما يؤدي إلى اظهار ردة فعل وهو يقرأ تعابير وتصرفات والديهِ تجاهه بدقةٍ كبيرة، إضافة إلى ملاحظته تعاملهما معه في مختلف المواقف اليومية فيلاحظ الاستجابة الفورية من قبلهما، وهذه السلوكيات سوف تطبع في ذهنه فمجرد ما أراد شيئا لجأ إلى البكاء بعد أن تكونت له صورة الأم أو الأب عندما يقوم بهذا السلوك كيف هي ردة الفعل منهم، ويبدأ هذا السلوك في الظهور في وقت مبكر من عمر الأطفال ولربما قبل أن يكمل الرضيع عامه الأول، وإن هذا الموقف هو الصانع الأساس لما قد يكون مستقبلا من نوبات غضب وغيرها من وسائل الضغط التي قد تتطور من البكاء إلى الصراخ والعنف في أغلب الأحيان، وقد يكون للأفراد الموجودين في الجو العائلي أغلب الأحيان الحصة الأكبر في صناعة هذه الظاهرة التربوية فلهم التأثير الأكبر في توجيه سلوكيات الآباء تجاه أبنائهم كونهم أجداداً ويرون الأمور بمنظار الخبرة أو لربما تسيرهم العاطفة في الضغط على الوالدين لإرضاء الأطفال بكل الطرق المتاحة لديهم أو بالعكس فينتج عن ذلك طفل مزاجي عصبي لا يستطيع التمييز بين الممنوع والمباح على حد سواء.
ولتجنب الوقوع في هذة المشكلة التربوية الشائعة يجب علينا إتباع سياقات تربوية محددة لعل من أهمها هو التغاضي أو التجاهل، فتجاهل الطفل حين يحاول شد انتباه الوالدين إليه حتى ولو تزايدت وتيرة الغضب لديه وعدم التفاعل معها لا سلبا ولا ايجابا كفيل بإيقاف هذا السلوك والحد من تناميه في شخصية الطفل وتكون المعالجة جذرية في الأشهر الأولى من عمره فالقدرةُ الاستيعابية لهذه المواقف تظهر بشكل مبكر لديهم، أما عن الأكبر سناً فالأخذ بمبدأ التجاهل إضافة إلى تشتيت انتباه الطفل بشيء من الأمور التي تثير انتباهه كتخييرهِ في موضوع معين أو سؤاله عن أمر حدث سابقاً ليَتشتت تفكيره محاولا التواصل معنا بموضوعنا الجديد، والاستمرارية في اتباع هذه الخطوات قد يقلل من نوبات الغضب إن وجدت ولو كان إتباعها مبكراً لرُبما تمنع حصول ردات فعل الأطفال تلك فننعم بإجازات أو عطل أسبوعية هادئة برفقة أطفالنا.
اضافةتعليق
التعليقات