إن الاناقة العقلية كفيلة بلم شمل اعجاب الحاضر والبادي .. والكلمة الطيبة لها صهيل ثابت في متون الإدراك لكل حافلة علم وفقه ومعرفة .
في قيامة الشكر والحمد، مضامين ترفع صاحبها قدرا مرئيا في عين الثقافة ورؤى الأفكار، وصحوة غيبية تلبي غيث الذهن إن أصابه وهن التبصر وتشوش البصيرة .
واليوم المواكب تعيد ذاكرة أصحابها وتحيي رواية التشييع لفقيدها الشهيد السعيد ، محمد رضا الشيرازي ( قدس سره) وتفرح الدمعة بما قدمت قربانا لمذهب العترة وكوثرها الفريد .
فهو المعدن الذي وصد أفواه الضد بجملة الوقار وعمق الادب، وعفة النقل لرواية الدليل ..
لأن علياء القلم جند نفسه لأهل الكلمة وسيف الحق ، تربعت مفاهيمه صدور الاعراف ومبدأ التبليغ ، توطدت أحكامه لب التواضع وبساطة الأسلوب ، نامت على ذراع الكتاب تلتحف ثناياه دفء الرواية ومفهوم النوايا.
ذلك ، لأن رجالات العلم ، خُلقت لتكون همتهم مرقد على أعتاب النور وخدمة اوتار العرش ، تُقضى عندها الحوائج و تفك عقد الشدائد .
اليوم تصحو الضمائر على ذاكرة تلوكها اللحظات لتعيش من جديد ، وقد مكنتها النظائر لتكون عِلْما وعَلَما لمسير الايام إلى حيث السلام لكل الانام ، فتخلق من الكتاب كهيئة الطير يتناغم بوحه على وتر الغياب حضورا …
إحياء ذكراه ، حياة للأثر ، إلى سرد لطافته ، إلى عائلة الكلمة وبيان القلم ، الى كل ما خلف من تركته ثقلا وفيرا زاهدا عن كل التذبذب والميول ، كان رحمه الله ، يقينا لا يشوبه شك ، حلم لا يباغته عنف، عزيمة لا يداخلها فضول .. بعض إشاراته تعني ابواب معرفة وعقائد .
فقد كتب للكتاب ، واليوم الكتاب يكتبه واختصره في ربيع فقراته ،، وأسهب أخلاقه وأنماط تصرفاته ..فكان القصة التي تركن عالم السلام وبيت العافية .
حتى كان من جملة إمكاناته العقلية والروحية إلى الحد الذي يهب لمستمعيه ضبط النفس والمتابعة حتى آخر محطات حديثه ، هذه اللحظات وتلك الإشارات تمنح المتلقي استقرارا عاطفيا ممزوجا بالرضا والتفاعل وربما ارتقاءً روحيا تجلو الرؤية نقاءً وطراوة وقناعة تامة… تحت عنوان الاستسلام المطلق لما يتفوه به رحمه الله .
إنه الحب لنبع الحديث الثري بذكر أهل البيت، المتقد بلسان الحقيقة وطبع الاثير الزاهي أمواجه المواضب على سرد الأحداث بصيغة الدليل ونفي الخطايا ، ربما لا يتحملها من وقرت آذانه لسماع الحق ووضوح الطريق ، بل هو منهج لمحبيه وراغبيه، وخارطة طريق من عرفه عن قريب وبعيد.
هذا هو الرجل الناضج الواعي، لا يحتاج الى كفيل ليتقبله، بل يختار من ينصت إليه بعناية التوفيق، وركيزة الأزل، يتوجه إلى قلبك يدس فيه لطائفه يحتويه بحروف الهداية والرشاد، رحلت عنا ولم ترحل حكاويك وكذلك صوتك الشجي، ونسيم ذكرك هو فقط من يبقى معك .
اضافةتعليق
التعليقات