هي قطب الرحى، حلقة الوصل بين النبوة والإمامة والفاصل بين أهل الجنة وأهل النار بين عبيد الدنيا وأصحاب الآخرة، هي حجة الله على حجج الله.
لم نجد في تاريخ البشرية امرأة أعظم وأشرف وأطهر من فاطمة الزهراء سلام الله عليها، إنها خير أسوة لجميع النساء بل العالمين أجمع، هناك أحاديث كثيرة في فضائلها وعظمة شأنها في كتب الفريقين باستطاعة الباحث الرجوع إليها والتعرف على عظمتها ولكنها فدت بنفسها لأجل الدفاع عن إمام زمانها وبينت للبشرية أن الحق مع علي حيثما دار يدور. استشهدت وهي غاضبة على الغاصبين فقد روى البخاري في صحيحه في الخمس: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) غضبت على أبي بكر ، فهجرته قال: فلم تزل مهاجرته حتى توفيت.
- فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟، قالا: نعم سمعناه من رسول الله (ص)، قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.
رفضت الصمت أمام الباطل وبينت أن الحق لابد وأن يُقال والحق يُضحّى لأجله وأي حق أجل قدراً وأعلى منزلة من حق أمير المؤمنين علي؟
سيدة نساء العالمين بينت بأن الدفاع عن صاحب الزمان واجب لايمكن التنازل عنه لأجل علي والدفاع عن الحق فلتكسر الأضلاع وتسقط الأجنة وتُلطم الخدود ويفقدالمرء الحياة!
لو نركز على كيفية دفاع سيدتنا ومولاتنا عن هذه الرسالة العظيمة والحق المغصوب وبعدئذ كيفية ايثار الشهداء على مر التاريخ من اللذين
فقدوا أعينهم وأرجلهم وحياتهم وحياة عائلتهم بسبب الدفاع عن إمام زمانهم ياترى أين سنكون؟
هل نحن مستعدون لإعطاء يد أو عين أو رجل لأجل إمام زمامنا هل نحن واثقون بهويتنا وندافع عنها بكل ثقة ومستعدين للتخلي عن عيوننا وأيدينا وأرجلنا، سؤال صعب، لنبسط الأمر أكثر هل نحن مستعدين أن نغض الطرف عن المعاصي ونتراجع خطوات إلى الوراء عند مواجهة المعاصي؟
هل نحن مستعدين أن ندافع عن الحق بأبسط طريقة ممكنة؟
أم أننا مجرد أرقام تزيد الكتاب سواداً دون فائدة.
العمر دون التمسك بهم والدفاع عن حقوقهم مجرد ساعات فانية تزيد الحياة سواداً نحتاج إلى قوة في المواقف كي نثبت مواقفنا الجميلة بقوة ودقة.
نحتاج بأن نكون أقوياء في عقيدتنا وفي الدفاع عنها وفي التضحية لأجلها، نحتاج إلى أفعال توقع صدق أقوالنا، نحتاج ألى قوة في ارسال رسالتنا ودعواتنا وفي كل شيء يتعلق بإمام زماننا.
سيدة نساء العالمين قدوتنا في قوة الموقف وقوة الكلمة وقوة التضحية وقوة الفداء، انتهى الأمر إلى قبر مجهول وخد مسطور وضلع مكسور ولكن البشرية لازالت أمام علامة سؤال كبيرة لماذا وبأي ذنب قُتلت؟.
اضافةتعليق
التعليقات