في يوم من الأيام كان هناك خنفساء سعيدة تقفز من زهرة إلى زهرة في المنتزه، مستمتعة باليوم المشمس الجميل. وقد كانت هذه الخنفساء فضولية جداً وتحب معرفة كل جديد.
طارت الخنفساء نحو الطريق العام لتنظر إلى صف من البيوت المقابلة للمنتزه، وكان لكل منزل حديقة صغيرة فيها أزهار، كانت الخنفساء تفضل ورد الجوري الأحمر لذا ذهبت إلى الحديقة المليئة من هذا النوع من الزهور، وبينما كانت تنتقل بين الأزهار قالت "مممممممممم يالها من زهور لذيذة". وأثناء هذه اللحظات رأت الخنفساء رجلاً يفتح الباب ويغادر المنزل، ترك الرجل الباب نصف مفتوح، بينما يجمع أغراضه فأستغلت الخنفساء الفرصة ودخلت المنزل، كادت الخنفساء أن تصطدم بأمرأة كانت تهم بالخروج أيضاً، والتي قامت بإغلاق الباب بقوة؛ مما جعل الخنفساء عالقة في الداخل لا تستطيع الخروج من المنزل! لم تهتم الخنفساء بهذا كثيراً في البداية فقد كانت مشغولة بجولة أستكشافية في أرجاء المنزل طارت نحو غرفة النوم فوجدتها مرتبة وأنيقة، ثم طارت إلى دورة المياه ولم تجد شيئاً يجذبها هناك فطارت بعيداً نحو المطبخ. وجدت الخنفساء هناك فتات من الخبز على الطاولة وأخذت تأكل منهُ كما وجدت قطرات مسكوبة من شراب القيقب على الطاولة أيضاً واستمتعت بلعق البعض منه. بعد أن رأت الخنفساء كل شيء كانت جاهزة لمغادرة المنزل لكن كيف؟ كيف تغادر والأبواب والنوافذ كلها مغلقة. فقررت الخنفساء أن تنتظر حتى يعود الرجل وزوجته، ثم تتمكن من الطيران للخارج بعد أن يفتح الباب.
أنتظرت الخنفساء كثيراً وشعرت بالتعب والجوع، لذا قررت الذهاب للمطبخ لتتناول المزيد من الطعام، وخلال انشغالها بالأكل عاد الزوجان وأغلقا الباب خلفهما مما جعلها تفقد فرصة الخروج!
كان على الخنفساء أن تحاول مرة أخرى غداً علها تخرج من هذا المنزل. واعتقدت ان الاختباء تحت ظل المصباح الذي بجانب الباب فكرة جيدة. نام الزوجان وكذلك الخنفساء التي ارهقت بعد يوم طويل. نامت بعمق وحلمت احلاماًً كثيرة، لكنها أستيقظت على صوت إغلاق الباب! قالت :"ماذا حصل؟ كيف ضيعت على نفسي فرصة الخروج مرة أخرى؟ مابال هذين الزوجين يخرجان في وقت مبكر؟ إني أشعر بالإحباط". طارت الخنفساء نحو المطبخ لتتناول ماقد تجده، لقد وجدت فتات كعك لذيذ قطرات من عصير البرتقال الطازج وقالت :"يالهُ من افطار رائع! لكن يجب أن أركز الآن على طريقة للخروج وأنا متأكدة أن أسرتي قلقة عليَّ الآن". نظرت الخنفساء من حولها على أمل أن تجد نافذة مفتوحة أو فتحة في حائط، لكن دون جدوى. حاولت أن تحشر نفسها تحت الباب لكن المكان لم يتسع لها؛ لذا كان عليها الإنتظار مجدداً وقررت هذه المرة ألا تنام أبداً وتنتظر الفرصة حتى يفتح الباب عند دخول أحد للمنزل وتتمكن من الهرب. لكن الزوجان لم يعودا للمنزل مثل الأمس لقد قررا تناول العشاء خارج المنزل وانتظرت الخنفساء كثيراً حتى غلبها النوم. قدم الزوجان في منتصف الليل، واستيقظت الخنفساء على صوت إغلاق الباب وبعد أن نام الزوجان قررت ألا تنام وتنتظر الصباح حتى تخرج معهما إذا فتحا الباب للخروج للعمل. وفكرت في أن تختبئ في حقيبة المرأة لكنها كانت مغلقة بإحكام ثم فكرت في محفظة الرجل إلا أنها خافت من أن يضع المحفظة في الجيب الخلفي للبنطلون ويجلس عليها ويسحقها. لقد كانت الخنفساء تبحث عن مكان للاختباء على أن يكون شيئاً سيأخذه الزوجان معهما عند الخروج. قالت الخنفساء :"قد تكون قبعة الرجل مكاناً جيداً للاختباء لكن أتمنى ألا يرتديها بقوة ويسحقني!".
ثم زحفت نحو قمة القبعة من الداخل وانتظرت حتى الصباح..
في الصباح خرج الزوجان، لكن الرجل نسي قبعته! وكانت الخنفساء على وشك الخروج من القبعة بعد شعورها بالإحباط إلا أن الرجل عاد ليأخذ القبعة واعطاها املاً بالخروج.
أرتدى الرجل قبعته بلطف وتنفست الخنفساء الصعداء ولكنها فكرت :"لن أستطيع الخروج حتى يخلع هذا الرجل قبعته من رأسه". لم تتردد الخنفساء في تطبيق فكرتها الجديدة لأنها ذاقت ذرعاً بعد يومين من الإنتظار قفزت الخنفساء نحو رأس الرجل الاصلع وأخذت تدغدغه حتى يخلع القبعة لم يتحمل الرجل ذلك فأبعد القبعة ليحك رأسه في هذه اللحظة إنطلقت الخنفساء وطارت مسرعة نحو أسرتها التي تنتظرها بشوق وهي تبكي "اخيراً أصبحت حرة".
الفائدة من هذه القصة:
لا تدخل نفسك في أمور لا تعنيك، فقد تسبب لنفسك مشاكل انت في غنى عنها.
اضافةتعليق
التعليقات