رغم مناخها الطفولي الترفيهي، وابتعادها عن الرسائل السياسية المباشرة، إلا أن ديزني دخلت على خط تشويه صورة العرب، وساهمت في تكريس ما أُسس له سينمائياً وأدبياً وبالطبع سياسياً.
قبل الدخول في صلب الإشكالية، نلقي نظرة عامة على شركة ديزني وبعض الأرقام والأسماء المحيطة بتأسيسها وتطورها:
بلغ العمل، تحت إشراف ديزني، درجة من الرواج خرافية وغير مسبوقة، فأعين وآذان وعقول وأجسام عشرات الملايين تلتقي سنوياً مع رسالة ما، أو إنتاج ما لوالت ديزني. وقد كتب ريتشارد سكيكل، كاتب سير القصص البطولية لديزني، يقول: "في عام 1966، قدر عدد مشاهدي أفلام ديزني في مختلف أنحاء العالم بحوالي 240 مليون شخص، كما شاهد مائة مليون إنسان عرضاً من عروض ديزني كل أسبوع، وقرأ 800 مليون إنسان كتاباً، أو مجلة لديزني، واستمع 50 مليوناً أو راقصو على موسيقى أو تسجيلات لديزني، كذلك اشترى 80 مليون إنسان بضائع مجازة من ديزني، وقرأ 150 مليون شخص مسلسلة كوميدية لديزني، وفضلاً عن ذلك فقد شاهد 80 مليون فرد أفلام ديزني التعليمية في المدارس والكنائس وفي أماكن العمل، وقام 6,7 مليون إنسان بزيارة تلك القبة الفريدة في أناهيم، والتي تصر الشركة في بياناتها وتصريحاتها للصحف على تسميتها "مملكة ديزني السحرية" والمعروفة على نطاق أعم بديزني لاند.
حلل أريل دور فمان، وأرماند ماتيلارت، وهما باحثان شابان كانا يعملان في شيلي قبل الانقلاب، كتب ديزني الهزلية وتوصلا إلى بعض الاكتشافات المثيرة للاهتمام، وإذا اكتشفنا العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة متخللة الهزليات (المستقلة عن القيمة التي يجري توزيعها على نطاق جماهيري في كل أنحاء أمريكا اللاتينية. فأكثر من ثلاثة أرباع القصص التي قرأوها تصور رحلة تستهدف البحث عن الذهب، وفي الربع الباقي من تلك القصص تتنافس الشخصيات على المال أو على الشهرة. وفي نصف هذه القصص تقع الأحداث في أماكن خارج الكوكب الأرضي بينما تقع أحداث النصف الآخر في أراض أجنبية حيث تعيش أقوام تتصف بالبدائية بوجه عام. وهم جميعاً من غير البيض. ولا نرى في هذه القصص غير الرجال، وهم في الأغلب الأعم يتصفون بضخامة الجسم وقوة العضلات إلا إذا كانوا أقزاماً. وهم يتصرفون كأطفال. وليسوا في حاجة للإنتاج حتى يعيشوا. وهم في النهاية مستهلكون نموذجيون.
ويرى ماتيلارت أن "الطفلية الخيالية (التي تخصص فيها ديزني) إنما تمثل اليوتوبيا السياسية لطبقة ما. ففي كل الهزليات، يستخدم ديزني الحيوانية، والصبيانية، والبراءة لتغطية النسيج المتشابك من المصالح الذي يؤلف نظاماً محتوماً من الوجهة الاجتماعية والتاريخية متجسداً في الواقع الملموس، أي إمبرالية أمريكا الشمالية.
اضافةتعليق
التعليقات