اذا كان الذهب أصفر، والنفط ذهباً أسود، فإن الوقت هو الذهب الشفاف، يستطيع الإنسان الحصول على مايريد من الذهب بهذا الوقت لكنه يستحيل عليه إعادة دقيقة واحدة، بل ثانية من عمره وحياته، ولو دفع كنوز العالم ثمناً لذلك الوقت..
لذا فهو الجوهرة التي يبحث عنها اللصوص ليسرقوها منا، هم بأمس الحاجة إليها..
ولو تأملنا حياة العظماء لوجدنا حياتهم عبارة عن فرص مستثمرة وفيها حازوا على النجاح،
وعلى العكس نجد حياة الفاشلين مجموعة من الفرص الضائعة.. لذا علينا أن نقف مع أنفسنا ولنخطط ولننظم أوقاتنا لكي لانضيع..
وقد أكد الأمام علي عليه السلام: [إن الليل والنهار يعملان فيك فأعمل فيهما ويأخذان منك فخذ منها]..
فالعالم نيوتن لم يكن يكتشف الجاذبية وقانونها لولا أنه أغتنم فرصة راحته في التفكير، فحينما سقطت تفاحة من الشجرة التي كان يستند على ساقها.. سأل نفسه: ياترى لماذا سقطت التفاحة إلى الأسفل؟
لماذا لم ترتفع إلى الفضاء؟
وبذلك توصل إلى قانون الجاذبية بسبب استغلاله للوقت واغتنامه للفرصة..
فاللوقت آفات تستهلكه دونما فائدة وتبعثره سدى، فمن آفات الوقت..
١- الفراغ:
آفة مدمرة ومرض قاتل، لوحاسب كل منا نفسه، ورسم جدولاً لحياته لوجد نسبة الفراغ كبيرة جداً.
٢- اللغو:
الثرثرة وفضول الكلام وغيره مما لاقيمة له، ومن أبرزها إستهلاك الوقت الثمين وقتله دون فائدة.
٣- اللهو:
آفة مدمرة أيضاً، اللهو يملأ الفارغين الذين يجدون في اللعب تسلية يستغنون بها عن التفكير الجاد.
٤- التسويف:
فلاشك، العاقل لا يؤجل الأعمال فهي من مهدرات الوقت، ولكن جهل الانسان ونظرته الضيقة تجعلة مسوفاً في أعماله، ولاتغيب عنا الحكمة المعروفة بين الناس (لاتؤجل عمل اليوم إلى الغد).
٥-الغفلة:
تلغي دور الحواس لدى الانسان فتنسيه قيمه وأهدافه، ومنها:
فلن نجد للوقت ثمناً، فالغفلة الجزئية عندما يغفل المرء عن موعد إمتحانه الدراسي فيضطر إلى إعادة الامتحان..
والغفلة الكبيرة هو غفلته عن مسوؤليته في الحياة، وهذا النوع يحرق عمر الانسان فلا يلتفت إلا عند الموت وبعد أن فات الأوان.
فحافظ على وقتك.. و[إغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك].
اضافةتعليق
التعليقات