تفاعل الأفكار على الشباب له تأثير على حياتهم، فمن الممكن أن تؤدي هذه الأفكار إلى النجاح والتطور والنمو، ومن الممكن أن تؤدي أفكار أخرى إلى حالة من اليأس والاكتئاب.
المواقف السلبية ومشاعر العجز واليأس يمكن أن تخلق إجهاداً مزمناً يخل بالتوازن الهرموني بالجسم، ويستنفد المواد الكيميائية في الدماغ اللازمة للسعادة، ويضر بجهاز المناعة. يمكن أن يقلل الإجهاد المزمن من عمرنا.
يرتبط الغضب الذي يتم إدارته بشكل سيء أو الغضب المكبوت أيضاً بعدد كبير من الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز الهضمي والعدوى.
أوضحت دراسة في مجلة علم النفس السريري آثار القلق على أداء مهمة ما. فقد وجد الباحثون أنهم تمكنوا من إظهار أن الاضطراب كان نتيجة زيادة مستويات الأفكار السلبية.
عندما يواجه الدماغ مهاماً معقدة، فإن التفكير السلبي يضر بقدرتك على معالجة المعلومات والتفكير بوضوح.
فإن التفكير السلبي في مشاكلك لا يساعد في حل أي شيء فحسب، بل يجعل من الصعب عليك التفكير في حل.
إذا كنت تميل إلى المبالغة في رد الفعل تجاه التوتر، فقد يكون ذلك بسبب التغيرات في عقلك الناتجة عن التفكير السلبي. يتم تخزين التجارب السلبية في الدماغ بواسطة اللوزة. اللوزة هي أيضاً مسؤولة عن استجابة الدماغ للقتال أو الهروب. تنظم قشرة الفص الجبهي استجابتنا للضغوط الأشخاص يفكرون بطرق سلبية يفتقرون إلى القدرة على التمييز بين التهديد الحقيقي والإجهاد المتصور والإفراط في رد الفعل.
كيف يغير الإجهاد والتفكير السلبي الكورتيزول؟
يؤدي الإجهاد الناتج عن التفكير السلبي إلى تغييرات في الدماغ قد تؤثر على احتمالية الإصابة بالاضطرابات العقلية مثل القلق والاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والفصام واضطرابات المزاج.
أسباب التّفكير السّلبي:
من أهم أسباب التّفكير السّلبي هو ضعف الثّقة بالنّفس، والإحساس بالعجز الدّائم، وغالباً ما تنتج ضعف الثقة بالنفس من الانسِياق وراء المُؤثّرات العاطِفيّة والانفعاليّة، فكُلما كانت شخصيّة الفرد قويّة وكُلما كان واثِق من قُدراتِه وشخصيتِه كُلما عكس ذلك أثرُه الجيّد على تفكيره الإيجابي، وكُلّما كانت شخصيتُه مهزوزة وضعيفة كلما كانت أفكارُه سلبيّة مُتشائِمة.
من المُحتمَل أنْ ينشأ الفِكر السّلبي نتيجة لموقف أو حالة مرّ بها الشّخص خلال حياتِه تركت لديه ذلك الانطباع السيء والتفكير السّلبي مثل: تعرضهُ للانتقاد والتّهكُم أمام الجميع. الحساسيّة الزّائدة في التّعامُل مع المواقِف المُحرِجة تُولّد فِكراً سلبياً.
- ترسُّب المواقف السّلبية لدى الشّخص مُنذُ الصّغر.
- عقدْ المُقارنة بين الشّخص وبين أقرانِه في نفس العُمر أو التخصُص، مع تجاهُل مَواطِن القُوة الشّخصية لديه.
- التركيز على مناطِق الضَعف، وعدم التّركيز على تطّوير مناطِق القوة.
- تضخيم الأمور الصّغيرة وجعل مِنها مَشاكِل مُعقدّة تترُك أثرها النفسّي السّلبي.
- البُعد عن المُشاركة الاجتماعية، والاندماج في المٌجتمع.
- الفراغ الفِكري وما يُولدهُ من شُحنات فكريّة سالبة، فعدم وجود هدف واضح يُتيح المجال للأفكار السّلبية للنمو والتكاثُر، فالفراغ يخلق بيئة خصبة لزيادة الأفكار السّلبية.
- الأصدقاء السّلبيون المُتشائمون، الذين يقومون بالتّأثير على تفكير الشّخص، خاصّة وإنْ كان سريع التأثُر بكلام الآخرين.
- الخوف والقلق الدّائم، والتّفكير في مُستقبل يسودُه الصُعوبات والمشاكل.
- الاكتِئاب النفسّي والانعزال عن البيئة المُحيطة.
- التأثّر من البيئة المُحيطة بشكل مُفرِط، فِمن الطبيعي أنْ يتأثّر الشّخص بالبيئة المُحيطة، ولكنْ عندما يُصبح هذا التأثِير بشكل ملحوظ وبصُورة مَلموسة تكمُن المُشكلة، فهُناك أشخاص يتأثّرون ليس فقط بمشاكِل من حولِهم لا بل يتعدّى ذلك إلى التأثُر بالأفلام السّلبية والكُتب والمقالات التي تحمِل طابِع التشاؤم.
وإن هذا النوع من التفكير قد يؤثر على صحة الفرد ويتسبب في العديد من المشاكل الأخرى ومن بينها:
-الشعور بالقلق والتوتر
-التعرض لإضطرابات أثناء النوم
-زيادة وزن الجسم
-الشعور بالإكتئاب
طرق التخلص من التفكير السلبي:
- تغيير البيئة المحيطة بالفرد ووضع تنظيم لحياتك وعدم احتكاكك بالسلبيين، فهذه الخطوة مهمة للقضاء على التفكير السلبي، والبدء بحياة طبيعية مفعمة بالإيجابية.
- مخالطة المجتمع وعدم الانعزال الذاتي، والتركيز على الأشخاص الذين يجلبون لك الراحة والبهجة، ومحاولة الخروج من المنزل يوميًا والانخراط في المجتمع كي تشعر بالأمان الاجتماعي والابتعاد عن العزلة.
- محاولة الاسترخاء وتقبل الذات كما هي، وعدم تضخيم الأمور السلبية في ذهنك وحياتك، فالمشاكل موجودة عند الكل وليس عندك فقط، لذلك حاول عدم تضخيمها وتهويلها كي تستطيع حلّها والتغلب عليها وبالتالي التغلب على التفكير السلبي في حياتك.
- التخلص من الأفكار السلبية وعدم التركيز عليها والسعي نحو أفكار إيجابية تخدم طموحاتك وأهدافك، لذلك من المهم أن تضع أهدافًا وأولويات خاصة بك، وتسعى للوصول لها والتفكير بها دائمًا.
- كتابة نقاط قوتك والتركيز عليها ومحاولة تنميتها، وتطوير ذاتك في المجالات التي تحبها، ومحاولة تجريب أشياء جديدة قد تبرز نقاط قوتك.
- ساعد الآخرين وقدم المساعدة لكل من تراه بحاجة لها؛ فهذا الأمر يجلب الاطمئنان والهدوء الداخلي، ويعزز الإيجابية لديك ويجلب السعادة، وبالتالي ابتعادك عن التفكير السلبي، وقد يصبح هذا الأمر من ضمن خطة حياتك اليومية.
- احرص على التجاهل والنسيان واتخذه منهج حياة، وخاصة في مشاكلك التي تعترضك والتي تسبب ضغطًا وقلقًا نفسيًا عليك، فأسهل سبيل هو تجاهلها والاستمرار بحياتك والسعي نحو أهدافك.
- ممارسة الرياضة والتأمل واليوغا؛ وتجريب رياضات جديدة بشكل مستمر، فهذه الأشياء تجلب الراحة للنفس وتُخلصك من السلبية وتبعث في النفس التفاؤل.
- احرص على متابعة برامج وأفلام ومسلسلات جديدة تحمل طابعًا إيجابيًا ولا تخلو من الضحك والمرح، وحاول متابعة بعض الكوميديا بين الفينة والأخرى، فهذا الأمر مهم لك كي تبقى سعيدًا وإيجابيًا.
- اقرأ كتبًا جديدة وطور ذاتك في مجال الثقافة ولو كان ذلك عبر الإنترنت، واكتسب معارف وخبرات؛ كي تزيد من ثقة ذاتك وتعزز قدراتك المعرفية وبالتالي تزيد من سعة ثقافتك وثقتك بذاتك وخاصة عندما تجالس الآخرين، وتدخل في حوارات ثقافية معهم.
- تعلّم لغة جديدة؛ فاللغة تفتح لك أبواب كثيرة، وتجعلك تكتسب ثقافة ومهارة قوية، وهذه من أهم عوامل اكتساب الثقة بالذات والابتعاد عن الملل والأفكار السلبية.
- جرّب أشياء جديدة كي تنسى السلبيات في حياتك، كالطبخ وبعض الفنون والرياضات والمهارات، هذا الأمر من أهم الأمور التي تُجنّبك الأفكار السوداوية والسلبية؛ لأنه سيفتح لك بابًا جديدًا ستنشغل به وتحاول التركيز عليه، وبالتالي نسيان سلبياتك وقلقك ومشاكلك.
كما لاحظنا؛ فالتفكير السلبي يمكن تغييره وتحويله إلى إيجابي، ولكن يحتاج عدة عوامل منها؛ قوة العزيمة، الإصرار، وتحدي الذات من الفرد الذي يعاني من الأفكار السلبية والقلق النفسي، ويجب على الإنسان عدم الاستسلام للمخاوف التي تراوده ومحاولة التغلّب عليها، كي لا تدمر حياته وتقتل أهدافه، وبالتالي سيقتصر وينحصر إنجاز الإنسان في التحسر والندم على ما فات، والتركيز على سلبيات ذاته وتجاهل الأمور الإيجابية في حياته.
اضافةتعليق
التعليقات