كان جبران خليل جبران شاعرًا لبنانيًا ورسامًا وكاتب مقالات وفيلسوف، ولد في قرية منعزلة في بشَّري التابعة لمتصرفية جبل لبنان، وكُتبَ له أن يعيش معظم حياته بعيدًا عن بلده الأم، فبعد أن بلغ الثانية عشرة من العمر هاجرت به أمّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ تعليمه الرسمي.
وبرواية النبي نذكر مقتطفات عن حياته، بعمر ١٢ عام سافر إلى بوسطن رغبة لوالدته مريانا وفي عام 1897 عاد إلى لبنان، درس 4 سنوات بمدرسة الحكمة، أرسلته أمه مرة أخرى إلى بيروت ليتعلم عن تراثه، تابع الرسم ليقيم أول معرض له وهو في الواحد والعشرين من عمره، بعدها بدأ بالكتابة حيث كتب أولًا بالعربية وبعدها بالإنكليزية، دمجت كتاباته بين ثقافتيه الشرقية والغربية وجلب ذلك له شهرةً كبيرة ودائمة.
بالرغم من أنه بدأ يعرف ككاتب أكثر منه كرسام إلا أنه رسم أكثر من 700 صورة، على الرغم من أنه أمضى معظم حياته خارج لبنان إلا أنه بقي مواطنًا لبنانيًا يملأ قلبه رغد العيش في وطنه.
كان جبران جالسًا في معرض أقامه لصوره كان يشكو عدم اقبال الجمهور على شرائها فيما هو كذلك اقتحمت عليه عزلته سيدة رشيقة القوام اخذت تلقي نظرة على الصور المعروضة نظرة فاحصة عندما رأى هذا الاهتمام تقدم ليسألها إن كان ما يخفى عليها فأجابت: لا أخفيك سراً إني بحاجة إلى من يشرح لي الكثير من الصور هذه التي هي من الغرابة بمكان وما أحب إلي أني من المولعات بالفن أن أعرف ماخفي عني منها وسألت من مصورها؟
فأشار إلى نفسه، قدمت نفسها له، وكانت تدير مدرسة مس هاسكل للبنات وسألت عن بلده فأجاب "لبنان" هنا تضيف ماري: بلد الأرز المقدس ومسرح نشيد الإنشاد ثم أخذت تسأله عن لوحاته صورة صورة سألته لماذا تكثر من الرمز إلى الموت والألم؟
فأجابها إن الموت والألم هما ماخرج به إلى الدنيا ولا زالا يعايشانه حتى تلك اللحظة، فأسرعت تقول وما أقرب ما بيننا ثمة مايربط بيننا برباط وثيق، رباط الفن ورباط الألم.
ثم دعته لزيارتها بمدرستها على أن يقيم معرضًا لصوره بها وجرت أحداث أخرى بينه وبين ماري هاسكل، ثم الحدث الذي له شأن بحياة جبران رحيله إلى باريس بعام 1908، مكث سنتين لدراسة الفن كانت تعيله فيهما ماري هاسكل قبل أن تطأ قدما جبران أرض فرنسا حل بلندن بفترة قصيرة وحين استقر به المقام في باريس التحق بمدرسة الفنون الجميلة واكاديمية چوليان.
وبعام 1910 التقى الكاتب والشاعر اللبناني يوسف الحويك وأمين الريحاني وهناك وضعا الأسس التي تكفل في رأيهم نهضة العالم العربي من كبوته والركيزة الأساسية في برنامجهم هي حتمية الوفاق بين المسلمين والمسيحيين العرب.
وكان ما يؤرقهم النزاع الديني بين الطوائف المختلفة القائم على التعصب المقيت وتم تشييد دار للأوبرا في بيروت تحوي قبتان قبة ترمز للاسلام وأخرى للنصرانية للوفاق بين المسلمين والمسيح.
أثناء ماقرأت رواية الأجنحة المنكسرة لجبران بنسخته القديمة نلاحظ كيف يبدع برسم الصور النثرية ونصوص تحاكي القارئ واستعماله لأجناس وصور أدبية مختلفة ثم يبين لنا كيف أن القدر فرق بسلمى وكانت تعيش بقصر زوجها ابن المطران وعاشت حُزنها والمعاناة التي عاشتها هناك وفقدها لولدها، حقاً كانت أجمل ما قرأت.
من نصوصه
إن المحبة هي ابنة التفاهم الروحي وإن لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل.
اليست هذه هي العاطفة التي نخاف ونرتجف لمرورها بصدورنا جزءاً من الناموس الكلي الذي يسير القمر حول الأرض والأرض حول الشمس.
كما نلاحظ برواية النبي أحد النصوص الجميلة له:
ولعمري إن الحياة ظلام إلا إذا صاحبها الحافز.. وكل حافز ضرير إلا إذا اقترن بالمعرفة.. وكل معرفه هباء إلا إذا رافقها العمل..
وكل عمل خواء إلا إذا امتزج بالحب.. فإذا امتزج عملك بالحب فقد وصلت نفسك بنفسك وبالناس وبالله..
اضافةتعليق
التعليقات