• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

انتظار جعفر عمران / الثلاثاء 08 تموز 2025 / ثقافة / 444
شارك الموضوع :

إن هذا الصبر لا يعني الخضوع، بل يعني التحمل والثبات دون تنازل عن المبادئ

في العاشر من شهر الله المحرّم، يقف المسلم وقفة تأمل عميقة أمام يوم عاشوراء. ليس يومًا عاديًّا في التاريخ، بل هو رمز لمعاني عظيمة؛ يومٌ اختلطت فيه الدمعة بالأمل، والألم بالصبر، والتضحية بالكرامة. وفي القلب من هذه الذكرى، تبرز سيرة الحسين بن علي، حفيد النبي ﷺ، الذي وقف في وجه الظلم، وصبر حتى لقي ربه شهيدًا، فصار رمزًا خالدًا لكل من ينشد الحق والعدل في وجه الباطل.

كربلاء.. لوحة الصبر الخالد

واقعة كربلاء لم تكن مجرد معركة، بل كانت امتحانًا لقيمة الصبر في أعلى درجاتها. لم تكن الغاية الانتصار العسكري، بل الانتصار القيمي. الحسين خرج مع أهله وأصحابه وهو يعلم يقينًا ما ينتظره من بلاء، ومع ذلك مضى بثبات. لم يضعف، ولم يتراجع، ولم يساوم، لأنه آمن بأن الصبر في سبيل الحق أعظم من الحياة في ظل الباطل.

لقد واجه الحسين وجيشه القليل الحصار، العطش، الجراح، ثم القتل، لكنه لم يتزحزح. صبره لم يكن سكوتًا، بل كان موقفًا، وكان استعلاءً إيمانيًا على آلام الجسد من أجل إرضاء الله ورفع راية الكرامة.

عاشوراء.. الصبر الذي يصنع الأمل

حين نتأمل عاشوراء، فإننا لا نكتفي بالحزن، بل نستلهم الأمل. فصبر الحسين لم يُذهب سدى، بل أيقظ ضمير الأمة، وأعاد تعريف الشجاعة والحق. من وسط الألم، وُلِد الوعي، وبقيت كربلاء تنير طريق كل من يريد أن يقف صامدًا أمام الفتن والظلم.

إن هذا الصبر لا يعني الخضوع، بل يعني التحمل والثبات دون تنازل عن المبادئ. ولهذا كان الحسين مدرسة في الصبر الواعي، الذي يفتح أبواب الأمل أمام الأجيال المتعاقبة.

دروس الصبر من عاشوراء

1- الصبر موقف إيماني: الصبر لا يعني الاستسلام للواقع المؤلم، بل مواجهته بعزة نفس وإيمان قوي أن الله لا يضيع أجر الصابرين.

2- الصبر لا يُضعف الإنسان بل يقوّيه: من يتأمل شخصية الحسين يجد أن صبره منحه قوة روحية هائلة، جعلته يواجه جيشًا عظيمًا بثبات لا يُصدّق.

3- الصبر لا يلغي الأمل بل يصنعه: مع كل ألم عاشه الحسين وأهله، كان هناك أمل بأن الدماء التي سُفكت لن تضيع، وأن الرسالة ستبقى.

4- الصبر طريق النصر المعنوي: عاشوراء علمتنا أن النصر الحقيقي ليس دائمًا انتصارًا عسكريًا، بل هو نصر المبادئ والقيم التي تبقى أبدًا.

الصبر في حياتنا: حاجتنا إلى كربلاء

كربلاء لم تكن حدثًا تاريخيًا فقط، بل هي مرآة لحياتنا اليوم. نحن نمرّ بظروف قاسية، بظلم أو همّ أو ابتلاء، ويأتي يوم عاشوراء ليقول لنا: اصبروا، فالصبر ليس ضعفًا، بل قوة. اصبر كما صبر الحسين، وثق أن الله يرى ويسمع ويعلم، وأن العاقبة للمتقين.

في العمل، في الأسرة، في المجتمع، في الدعوة، في الصراع مع النفس، نحتاج إلى صبر الحسين، إلى ثباته، إلى يقينه، لنواصل السير نحو الحق دون تراجع.

عاشوراء دعوة إلى الصبر والرجاء

عاشوراء هو يوم يعيد للأمة ذاكرتها الأخلاقية. يعلمنا أن الصبر ليس فقط على البلاء، بل على المبادئ، وأن الألم لا يعني الفشل، بل قد يكون بداية لنهضة. هو يوم يُنبت الأمل في قلوب الصابرين، ويُذَكّرنا أن الحق يبقى، وأن الكرامة تُصان بالصبر والثبات لا بالخنوع.

فليكن عاشوراء فرصة لنا لنتأمل في أنفسنا: كيف نصبر؟ وعلى ماذا نصبر؟ وهل نُشبه الحسين في صدقه وثباته؟ وهل جعلنا من صبرنا أداة لرفع الظلم عن أنفسنا وعن من حولنا؟

إنها مدرسة… مدرسة الصابرين.

الصبر
المبادئ
عاشوراء
كربلاء
الامام الحسين
محرم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق

    مشاعرُ خادم

    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    آخر القراءات

    كيف نهتم بصحتنا وجمالنا في رمضان؟

    النشر : الثلاثاء 28 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    نازحو العراق ورحلة البحث عن ملاذ امن..

    النشر : الأربعاء 19 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    النشر : الأربعاء 09 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    النشر : الأثنين 07 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

     التراث المهدوي الشيعي 

    النشر : الثلاثاء 30 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    أيادي رحيمة.. تفتتح عيادة الرحمة للفقراء والمحتاجين

    النشر : الأحد 05 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 803 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 407 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 403 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 372 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 371 مشاهدات

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    • 368 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1412 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1358 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1235 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1084 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1079 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1046 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟
    • منذ 14 ساعة
    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق
    • منذ 14 ساعة
    مشاعرُ خادم
    • منذ 14 ساعة
    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة