• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أسْعدُ الناسِ من أسْعَدَ الناس

ليلى قيس / الأثنين 26 كانون الأول 2016 / تطوير / 7201
شارك الموضوع :

ليس هنالك وقت محدد، أو عمر محدد، أو مكان محدد، أو حتى سبب محدد للسعادة. فلا تنتظرها في أهداف محددة، بل إرحل معها من مكان لمكان، ومن زمان لآخر،

ليس هنالك وقت محدد، أو عمر محدد، أو مكان محدد، أو حتى سبب محدد للسعادة. فلا تنتظرها في أهداف محددة، بل إرحل معها من مكان لمكان، ومن زمان لآخر، إذ يمكنك أن تكون سعيدا في كل الاوقات، وفي كل الحالات، وفي كل الأماكن.

إن كل شيء مهما كان صغيراً إذا منحك الشعور بالسعادة فهو سبب كبير لها. كذلك الأمر بالنسبة إلى المكان،  فلرب غرفة صغيرة في بيت ريفي، تمنحك من السعادة أكثر مما يمنحك إياها قصر منيف على ضفاف البحر.

تعلم من الأطفال، فهم يسعدون بأمور صغيرة نعتبرها نحن الكبار تافهة، ولكنهم يعتبرونها كبيرة بمقدار ما تمنحهم من الشعور بالسعادة.

فالسعادة كالحب، لا تأخذه، إلا إذا أعطيته. فلا يمكنك أن تحب من يبغضك، كما لا يمكنك أن تبغض من يحبك، فلا يمكنك أن تصبح سعيداً إن لم تسعد الأخرين، من هنا قيل: إن الشخص الذي يمنح السعادة بسخاء يبقى لديه مخزون كبير منه، فهي مصدر من مصادر القوة التي تتضاعف عندما تمنحها.

قال الإمام علي (عليه السلام): "إن أحسن الناس عيشاً، من حسن عيش الناس في عيشه". (غرر الحكم ودرر الكلم، 2/605). وهكذا فإن السعادة ترفض الإحتكار، وتزدهر بالعطاء.

يقول أحد الكتاب: "سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، فلم تقل لي شكرا، ولكنها انتعشت، فإنتعشت معها روحي".

فلا سعادة إلا اذا اشترك فيها أكثر من شخص، كما لا ألم إلا إذا تحمله شخص واحد. فالسعادة كالقبلة، لا نظفر بها إلا بالمشاركة. وفي الحقيقة فإن سعادتك هي إنعكاس لسعادة الآخرين، ولذلك تشعر بالتعاسة إذا كنت وحيداً، وتهنأ بسعادة وحبور إذا رافقت غيرك في ما يسعد به الناس.

ولكي يثبت لك ذلك جرب أن تطعم طيراً، أو تسقي وردة، أوتصلح ساقية، وسوف تكتشف مدى السعادة التي سوف تشعر بها. وإذا كان الأمر مثيراً في ما يرتبط بالحيوان والنبات والجماد، فكيف سيكون بالنسبة إلى الإنسان؟!.

إن شرارة دافئة سوف تسري في أوصالك كلما قمت بعمل طيب تجاه الآخرين، سواء تلقيت الشكر عليه، أم لا.

وأعتقد أن ثمة سعادة أكبر يشعر بها اولئك الذين يقومون بعمل طيب ويبقونه سراً. ولقد قرأت عن رجل كان يتردد على إحدى دور الأيتام بعد ظهر كل يوم أربعاء، ليقضي ساعة من الزمن يرفه خلالها عن الصغار البائسين. وذلك عن طريق ذكر القصص والمغامرات لهم، وملاعبتهم بشتى الألعاب المسلية، وبالقيام ببعض الخدع لهم، الأمر الذي كان يخفف به عن كواهل أولئك المكلفين رعايتهم.

ولما سئلت مديرة الميتم عن هذا الرجل أجابت أنها لا تعلم عنه شيئاً، ولا من هو، ولكن مجرد وصوله إلى الميتم يبعث السرور في نفوس الصغار الذين يسرعون إلى استقباله بالهتاف والتصفيق، وكان يجيب الفضوليين الذين يحاولون كشف هويته بقوله: "لا أهمية لذلك!".

ومن الطينة الطيبة نفسها يمكن إعتبار ذلك الغريب ظهر ذات يوم  في أحد المستشفيات قائلاً: أنا أعرف أن هناك كثيراً من الأعمال العادية والشاقة التي تحتاجون إلى من يساعدكم في القيام بها، فدعوني أساعدكم في بعضها".

وطوال أربعة أشهر ذهب هذا الرجل يقوم بمختلف الأعمال الشاقة والبسيطة، داخل المستشفى وخارجه على السواء، بلذة لا تعادلها لذة، ولما سئل عن إسمه ابتسم، وهز رأسه، وقال: "إذا عرفتم من أنا فستشعرون أنكم مدينون لي، وهذا يفسد كل شيء عندي".

ولم يعرف المسؤولون عنه شيئاً إلا بعد أن غادر المتشفى في نهاية الشهور الأربعة. فقد كان مديراً لإحدى المؤسسات التجارية الكبرى، أحيل إلى التقاعد مؤخراً، وتوفيت زوجته، فشاء أن يملأ فراغ شهور البطالة الإجبارية بعمل مفيد مفرح، معيداً بذلك الغبطة إلى نفسه، عن طريق نشر هذه الغبطة فيما حوله.

وأعتقد أن هذا هو عمل الخير الصامت، وهو أمر عفوي وطبيعي لدى المؤمنين لأنهم يعملون في سبيل الله تعالى الذي يقول:" الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب"(سورة البقرة، الآية197).

مقتبس من كتاب (كيف تتمتع بالسعادة في حياتك)، العلامة السيد هادي المدرسي
السعادة
الحياة
الانسان
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم

    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    آخر القراءات

    الحسن المجتبى.. وريث رسالة آل الرسول

    النشر : السبت 01 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رجب طبيبك فاستمع لطبيبك

    النشر : الأربعاء 01 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    اكسب عملا بدل الوظيفة

    النشر : الثلاثاء 09 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    السيدة نفيسة.. مرآة الصدق

    النشر : السبت 10 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    المساندة الوجدانية مع الطفل.. منهج التعليم الملطف

    النشر : الأحد 14 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1097 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1014 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 709 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 396 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 373 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1417 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1114 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1097 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1081 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1069 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية
    • منذ 18 ساعة
    نور المحبة وميزان القلوب
    • منذ 18 ساعة
    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم
    • منذ 18 ساعة
    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة