هكذا الحال مع السيدة نفيسة ابنة الحسن الأنور بن زيد الابلج ابن الامام الحسن ابن الامام علي بن أبي طالب عليهم السلام.
كان أبوها يأخذها وهي صغيرة لزيارة جدهم المصطفى (ص) ويقول: «اني راض عن ابنتي نفيسة فرأى الرسول في المنام وقال له "اني راض عن ابنتك نفيسة برضائك عنها وان الله راض عنها برضائها عني».
كانت نشأتها في مكة، وقد صحبها أبوها مع أمها إلى المدينة المنورة، فكانت تذهب الى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى أضحت مصدرا للعلم والمعرفة ولقبها الناس ب«نفيسة العلم» قبل ان تبلغ سن الزواج.
تزوجت من اسحاق ابن الامام جعفر الصادق عليه السلام وكان يدعى «اسحاق المؤتمن» ورحلت معه إلى مصر.
ويحكى ان أهالي مصر شغفوا بالسيدة نفيسة ، واستعدوا لاستقبالها عندما علموا أنها في الطريق الى مصر.
فخرج لاستقبالها أهالي الفسطاط واعيانها في العريش.
وكانت تدعو آلله قائلة: «الهي يسر لي زيارة قبر خليلك ابراهيم». فاستجاب الله لها، وزارت هي وزوجها اسحاق قبر الخليل.
استقبلها أهل مصر بالتكبير والتهليل وخرجت الهوادج والخيول تحوطها وزوجها.
وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة ونزلت بدار سيدة من المصريين تدعى ام هانئ، وكانت دارا واسعة، فأقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم، حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات.
فخرجت على الناس قائلة : «اني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن اورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى ففزع الناس لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخل الوالي وقال لها: «يا ابنة رسول الله، أني كفيل بإزالة ما تشكين منه».
ووهبها دارا واسعة. ثم حدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.
هذه نماذج من أهل البيت عليهم السلام تعرفك كم كانت نساء أهل البيت عليهم السلام تهتم بالدور العلمي والمعرفي والذي كان له التأثير الكبير في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات