عندما تتصفح في التاريخ وتتعمق في شخصيات الطواغيت تجدهم يتمتعون بصفات مشتركة مثل التزمت وحب السيطرة واضطهاد الاخرين... الخ ولكن الأمر لا يتوقف على الطواغيت الكبار والحكام، بل الأمر يتوسع على الطواغيت الصغار الذين يتعايشون معك بصورة يومية فتجد نفسك في حيرة ماذا تفعل وخاصة إذا أجبرتك الظروف للتعاون أو التعايش أو الحياة مع هذا الإنسان، زوج زميل جار، صديق رئيس مرؤوس.
هذه الشخصيات غالبا تعاني من اضطراب عقلي يعرف بالبارانويا (بالإنجليزية: Paranoid personality disorder) واختصارًا (PPD)، ويؤثر هذا الاضطراب على صحته النفسيَّة، حيث تتملكه مشاعر مفرطة بالأهمية الذاتية، والرغبة الكبيرة في تحقيق الاستقلالية، إضافةً إلى المشاعر السيئة تجاه الأشخاص في محيطه، والتي تتمثل بالتشاؤم أو التشكيك في أفعال الآخرين، وعدم الثقة بهم، حيث يتغلب الشك والخوف عليه بسبب شعوره بأنه قد يتعرض للإيذاء من النّاس، كما من الممكن أن يشعر بالغيرة، ما يجعل من الصعب عليه أن يسامح النّاس، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالتوتر المستمر الذي يؤثر في حياته اليومية في المنزل والعمل، وعلاقاته بعائلته وأصدقائه وزملائه.
لا يوجد أسلوب معين أو تكتيك خاص للتعامل مع كل شخصية أو كل نمط، ولكن توجد خطوط عريضة وأفكار عامة ونصائح تشمل أسلوب مواجهة أي سلوك غير سوي من أي انسان في أي موقع بالنسبة لك.[1]
أمامك الآن ٢٧ نصيحة للتعامل مع هذه الشخصية، والتي تعرف باسم الشخصية الاضطهادية Paranoid Personality وهي تصلح كإطار عام للتعامل مع بقية الشخصيات والأنماط غير الطبيعية، أو التي تحمل بعض السمات المتطرفة، والتي تتسبب في صعوبات في التعامل مع الآخرين:
١- حاول أن تتعرف على نمط الشخصية من خلال معلوماتك وقراءاتك وخبراتك.
٢-ركز على معرفة السمات أو الصفات التي تتسبب في الموقف الصعب.
٣-راع درجة قرابته ودرجة احتياجك له في رد فعلك.
٤-احذر عموما أي رد فعل أو أي نوع من الاستجابات، فليكن زمام المبادرة دائما في يديك إن أمكن ذلك.
٥ - لا تتعامل مع كل موقف على حدة، ولكن حاول أن يكون لك أسلوب معين في التعامل مع كل شخصية على حدة، مع درجة عالية من المرونة تختلف حسب الموقف وطبيعته.
٦- لا تدخل في مواجهات حادة ساخنة.
٧- لا تجعله يفرض عليك الحرب ولا أن يجرجرك إلى ساحة القتال.
٨- احذر استفزازه، ابتعد عن المناطق الحساسة.
٩- لا تنتقده، وإنما تحدث بشكل عام أي لا توجه نقدك لسلوك معیّن صدر عنه أو فكرة معينة يرددها أو اقتراح يطرحه.
١٠- لا تسفه آراءه أمام الآخرين.
۱۱- امتدح الأشياء الطيبة لديه ولكن لا تبالغ ولا تنافق على الإطلاق، ولا تتحدث عن سمات غير موجودة فيه.
۱۲- تحدث بصوت غير مرتفع لا يحمل نبرة التعالي أو الأمر أو الزجر أو السخرية.
۱۳- حاول أن ترسم ابتسامة بسيطة على وجهك وأن تتحدث إلى شخصيته، في أي موقف.
١٤- حاول أن تدخل روح الفكاهة في أي حديث معه.
١٥- استعن بترديد مواقف إيجابية سابقة له واستشهد بإنجازاته الطيبة.
١٦- احرص على لغة الخطاب حسب موقعه.
١٧- أظهر مزيداً من المودة في حالات القرب الشديد كالزوجة أو الزوج، وأن تظهر مزيدا من الاحترام إذا كان في موقع الرئاسة بالنسبة لك أو إذا كانت لديك حاجة مهمة ومشروعة عنده.
۱۸- لا تقترب منه في الأوقات التي يكون مستفزا فيها، وحاول أن تنصرف من أمامه إذا أمكنك ذلك متى أحسست بوادر الانفعال الحاد.
۱۹- تحمل بصدر رحب وثقة بالنفس غروره وغطرسته.
٢٠- لا تضعه أبداً في موقف المدافع.
۲۱- لا تجعله ينهزم أمامك ولا تجعل ظهره للحائط ولا تحاول أن تسدد له طعنة قاتلة كما يفعل المبارز مع الثور الهائج. واحذر الأسد الذي يقع جريحًا على الأرض، أي احذر الجزء الحيواني المفترس فيه والذي لا يظهر بوضوح إلا في حالة الهزيمة الشديدة وفقده السيطرة وإحساسه بالهزيمة وتبعثر ذاته.
٢٢- إذا كان لك السيطرة عليه من خلال موقعك بالنسبة له كأن تكون رئيسه في العمل أو إذا كان هو في حاجة لك أو إذا كان في موقع قريب جداً منك أو إذا كان هناك اضطرار للتعامل المستمر معه في المستقبل فحاول أن تستخدم أسلوباً علاجياً غير مباشر إذ يجب عليك أن تتذكر أن سمات شخصيته لم يصطنعها لنفسه، وإنما هي جزء من بنائه النفسي الذي ورثه والذي تربى عليه في بيئة معينة وفي ظل ثقافة معينة وأنه غير مستبصر بهذه السمات غير الطبيعية أو المتطرفة في شخصيته وأنه لا يستطيع بسهولة التحكم في انفعالاته واندفاعاته.
مطلوب منك الفهم والاستيعاب والصدر الرحب والروح السمحة والتهدئة والتوجيه الخفيف غير المباشر، وأن تكون أنت قدوة في السلوك الإنسانى مودة وبساطة وسماحة ومنطقية وتواضعًا. حاول أن تعالج المناطق الحساسة في شخصيته بمساعدته على مزيد من الثقة بالنفس.
٢٣- ابدأ حديثك معه بالموافقة على رأيه أو اقتراحه لتهدئ نفسه. لا تبادره بالرفض وعدم الموافقة والتفنيد، ولكن ارفع روحه المعنوية بامتداح أفكاره عمومًا. ثم تدريجياً استدرجه نحو رأيك حتى يتبنى هو هذا الرأي وكأنه هو صاحبه؛ أي ضع أفكارك على لسانه وكأنه هو قائلها ولكن احذر من التمادي في موافقته واحذر نفاقه حتى لا يفلت زمام الأمور من يديك.
٢٤- إذا انفجر ثائراً وبشدة حاول أن تدير دفة الحديث إلى شيء آخر أو اصمت بعض الوقت، ولكن لا تتجاهل حديثه لأن الصمت الكامل يستفزه أكثر.
٢٥- إذا تفوه بألفاظ بذيئة حذار أن يرتفع صوتك وأن ترد عليه بألفاظ أو عبارات مثلها، وإنما اشكره بهدوء وحاول أن تجد أي وسيلة للانصراف، لا تنصرف بعنف؛ أي لا تنصرف بشكل يهينه أو يجرحه أو فيه تجاهل له وحاول أن تعلن أنك ستعود بعد أن يهدأ.
٢٦- لا تصدق النصيحة التي تقول إن التعامل بشدة مع هذه الشخصية يخيفها ويلزمها بحدود لا تستطيع أن تتخطاها، احذر القسوة، احذر المواجهات العنيفة لأنك ستكون الخاسر دائما. فهذه الشخصية لا تسمح لأحد بأن يكسب أمامها، ولذا لا تأخذ الأمر على أنه مكسب وخسارة انتصار وهزيمة، ولا تقحم كرامتك في الأمر فأن تتعامل مع شخص غیر طبیعي وربما هو يعاني لأنه يفتقد الحب الحقيقي ويفتقد الإنسان الصبور الذي يعتنى به ويرعاه ويفتقد الإنسان الحكيم الذي يستطيع أن يتعرف على نمط شخصيته ويتبنى الموقف العلاجي ولا يتبنى الموقف العقابي.
۲۷- لا تساعده على الهدم؛ لأنه في حالات اليأس الشديدة لا يتورع عن تحطيم أي شيء غير مبال بالعواقب، كن أنت الضمير العاقل الموضوعي الهادئ المعالج والخير الذي يحمي ولا يفرط، يبنى ولا يهدم، يداوى ولا يجرح.
فالسلوكيات الصادرة من الأشخاص الاضطهادين هي سلوكيات غير سوية وغير طبيعية أبدا، وما قدمناه لكم مجرد طرق لمداراة هذه الشخصيات وللتعامل معهم بطريقة تضمن لكم راحة البال وتغنيكم التعرض لردود الأفعال غير المتوقعة.
اضافةتعليق
التعليقات