قد تحتاج تربية الطفل الكثير من الاخلاق، مثل الصبر و التفاؤل والايثار. وقد تحتاج ايضا الى لياقة بدنية للركض والمشي.
وسؤال يطرح في كثير من المجالس : كيف تكون الفتاة مؤهلة لنيل تاج الامومة باقتدار؟
اضافة الى الجدية في التربية، قد تحتاج ايضا الى الروح المرحة في اللعب والمنافسة، فالطفل يحتاج الى من يلعب ويمرح معه.
وعلى هذا يجب ان تكون المرأة في مقتبل العمر لتكون قادرة، وتبني نفسها ايضا مع بناء ذوات اطفالها ذكورا واناثا.
وقد نظر الاسلام الى مفهوم التربية بمنظار مؤثر، فطالب الاب بعدم تربية ابنه على ما تربّى عليه، لأنه خُلق في زمان غير زمانه، كما طالبه أن يتصابى معه في سن معينة، وان يوزره في اخرى، وان يستشيره في مطاف اخر.
لعل على المسلم ان يكون نشطا فعالا في مجتمعه، منذ نعومة اظفاره، وان لايؤجل عمل اليوم الى غد فيشجعه الاسلام على الزواج المبكر، لبناء اسر شابة، ترفد المجتمع بطاقات شابة قادرة على بناء المجامع خلقيا و بدنيا.
لذا يحتاج المجتمع الى اهتمام ابناءه به، والعمل الجاد للحفاظ على مقوماته واسس بناءه.
قد يكون الفرد في المجتمع يعول على امور عدة في شبابه، غير عابىء بما اراد الاسلام منه، وما يوليه من اهتمام في تثبيت ركائز رسالته اليه.
فعليه يجب على المرء ان يرتب اولوياته، وهو في مقتبل العمر، ليكون على اهبة الاستعداد لاقامة واجباته.
فالاسلام اراد من الفرد المؤمن ان يهتم بصلاته، وصيامه، وزكاته، وحجه اذا استطاع الى ذلك سبيلا، اراد منه الاهتمام ببر والديه وافراحهما، وحمل المسؤولية عنهما في سن مبكرة بالارتباط العائلي عن طريق الزواج مع اسرة اخرى.
اضافة الى تمتعه بالخلق الحسن في معاملته لاصدقائه ومعارفه، وان يكون نشطا في العمل، ويحمل المسؤولية المالية عن نفسه واسرته، وذلك عن طريق العمل بعد الدراسة او اثناءها.
ولو لاحظنا هذه النقاط لوجدناها قليلة، يستطيع اي كان القيام بها في الظروف الاعتيادية، فماهي المعوّقات التي تمنع الفرد المسلم من التصدي لها، والقيام بواجباته اتجاه مجتمعه ووطنه؟
ولو تأملنا كتب العلماء لوجدناها جميعا تهدف الى ارشاد المسلم في حياته العملية والنفسية.
لذا ينبغي ان يوسع المسلم من افقه في المطالعة والقراءة، ليكون قادرا على ارتقاء سلم العروج المعنوي، فقد امر الاسلام نبيه اول بعثته بكلمة : اقرأ
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
فلابأس ان يرتب المسلم اوقاته في العمل، والقراءة اضافة الى مجموعة واجباته التي يلتزم بها.
قد يرى الآخرون ان هناك مجموعة من المعوقات، التي تصنعها الظروف تمنع المسلم من الالتزام بواجباته، وتتحول الواجبات الى أحلام يصعب تحقيقها،
مثل انعدام وجود الوظائف في مجال العمل، او قلة ذات اليد التي تمنعه من الزواج المبكر، وقد ينشأ الفرد في عائلة غير ملتزمة، فيجد صعوبة في اقامة واجباته الدينية، وقد يتأخر في سنوات الدراسة لعدم كفاءته، وعدم قدرته على مواكبة زملاءه وغير ذلك من المعوقات التي تقف في طريقه.
وعلى ذلك على المسلم ان يتسلح بما غرسته أمّه في سنوات الطفولة من الصبر، والتفاؤل، والايثار وغير ذلك من قيم اخلاقية، ومرونة نفسية، ليتخطى المعوقات بأقل الخسائر.
اضافةتعليق
التعليقات