كنت في ذلك اليوم، الاثنين عصراً، ذاهبةً إلى أحد الاطباء في منطقتنا، كان لدي ألم في أسناني، فدخلت إلى المكان فحجزت موعدا للدخول إليه، وانتظرت في المكان المخصص للجلوس والانتظار مدة من الوقت ليحين موعدي، وبقيت هنالك جالسة منتظره دوري، ومضى الوقت وخرج الناس الذين كانوا داخل الغرفة المخصصة للطبيب، فنادى بإسمي ذلك الرجل فقمت ودخلت إلى تلك الغرفة التي يوجد فيها الطيبب احمد.
فبدأت أتكلم عن الالم والوجع في أسناني، كان لم يدعني أنام لحظة، فكنت اخذ المسكن لكن لانفع منه، فالالم يزيد علي بين حين واخر وفي كل يوم بحيث لو أكلت يؤلمني ولم أستطع اكمال طعامي، فانأ أتيت اليك لكي أعرف ماذا أفعل لعلي اجد حلاً، فقام وقال لي: تعالي هنا أجلسي على هذا الكرسي لأرى أسنانك جيداً واقول لكِ ماذا تفعلي، فقمت وذهبت لكي أجلس، كان ذلك الكرسي عاليا قليلاً، فرفعت نفسي وأنا أجلس عليه، قلت بصوت عالٍ بعض الشيء: ياعلي يامولاي ياعلي، فسمع ماقلت ذلك الطبيب فقال لي وهو مستهزئاً مني: (خلي ينفعك علي الآن)، لماذا تنادي بإسمه وهو لاينفعك بشيء.
فأصابتني الدهشة وفتحت عيناي في وجهه وقلت له: كيف تتكلم هكذا عن الإمام علي (علي السلام)، فنزلت من ذلك الكرسي ووقفت وسألته: هل أنت تعرف الإمام حقاً أم فقط اسمه؟ فسكت ولم ينطق بحرف واحد وصمت ولم يتكلم، كأنه اصابه الذهول او شيء ما، فأجبته: اعلم مني من هو الإمام علي (عليه السلام)، هو امام المتقين ومولى الموحدين أبا للأيتام نصير المظلومين..
وبعدها اكملت حديثي بقول بعض الإبيات الشعر بحقه ووقفت بوجهه وقلت أسمع مني:
بعث الإلهُ محمداً بنبوةٍ أما الخلافة نصَّ عنها في... علي
فمحمدٌ هو في العلومِ مدينة والباب حصراً لم يكن إلا... علي
واعلمْ لواء الحمد خُصَّ لأحمدٍ يعطيه في يومِ الحساب إلى... علي
والحوضُ يومَ الحشرِ ملك محمدٍ لكنما الساقي عليهِ غداًّ.. علي
قد أخروهُ عن الخلافة إنما هي فتنة قد حاكها أعداءُ.. علي
أفهلْ نسوا قولَ النبيِّ بصهرهِ أنتَ الولي بغدير خمٍّ يا.. علي
فخرجت من ذلك المكان ونسيت كل آلامي، وذهبت وعيناي تبكي الماً ودموعي تجري حزنا وحسرة لما قال الطبيب احمد، لم يكن سهلاً علي أن أسمع هذا الكلام بحق مولاي وحبيبي وأمير الكون علي عليه السلام فكاد قلبي يتفطر الما وحسرة تجرها حسرات، مولاي حتى وأنت تحت التراب لم يكفوا عن عدائك، آه آه يامولاي ألم يعلموا انه مالنا غيرك، انت في قلوبنا تمحو البلاء في الدنيا، وتسعد من أتاك، أنت ملهم البشرية، علمتها حبك وعشق ولائك، نورك سما في أعماقنا ويسري في شرايينا حبك، وانت بكفك مسحت على رؤوسنا كالايتام، يكفي وجودك بيننا، ونلتمس دعاءك ياحبيب قلوب الملايين، يامنبع العلم والحكم.
فمازلت في الطريق أسير ورجلاي تخطان في الارض، لم تعد تحملني روحي فعندها وصلت لدياري وفتحت الباب ودخلت، فالحزن بان على وجهي ودموعي غارقة في عيني، وجلست في غرفتي فلم يمضِ وقت إلا وبدأ قلمي يكتب عبارات تخطها حروف إسمه:
قَـبـلَ أن تُـبْــرَأ روحـــي
تَــيَّــمَ الــــروحَ عَــلِـــيْ
قـبــلَ أنْ يُـبْــدَأ خَـلـقــي
هِـمْــتُ عِـشْـقَـاً بِـعَـلِــيْ
قـبـلَ أن تُـبْـدَى سِنـيـنـي
بِـعــتُ عـمــري لِـعَـلِــيْ
وبِــسُــوحِ الــــذَرِّ لَــمَّــا
بــايَـــعَ الـــــذَرُّ عَــلِـــيْ
طُفتُ بيـنَ الخلـقِ أدعـو
أنـــــا مَــولـــىً لِـعَــلِــيْ
وسَمِعـتُ الكـونَ يـشـدو
خـذ عـهـودي يــا عَـلِـي
ياعلي لولاك لما كمل الدين، فأنت الباب الذي نعبر به يوم الحساب، وانت الشفيع لي يوم الملتقى، عشقي لك لن يحسب ويُعد، فكلما كتبت حرفاً من حروفك طال الكلام وفاض قلمي بكل حكمة وقول، فالحبر ينفد ويفرغ، إلا حبك مازال يكتب وكل يوم يزيد، فالاقلام مهما خطت بحبك ومدحك لم تصل لذرة من كمالك، انت حيدر الكرار، وحامي الدار والقرآن المبين، فمازال الحب يقوى ويشتد ويسير على نهجك، كل من والاك لا يندم فأنت الصراط المستقيم والنور المبين، وبدأ قلمي يعجز عن وصف نور الله فانهيت كتابتي بأبيات شعر جميلة:
هذي الكرامةُ لم ينلها غيرُهُ أبداً وكم نالَ المديحَ بها علي
أما الجنانُ فلم تكن مفتوحةً إلا لمَن والى ومن يهوى علي
والنارُ قد خلقتْ لعبدٍ مشركٍ منها ولم ينجُ المسيءُ إلى علي
هيَ والجنانُ له وليس لغيره ملكٌ وأنَّ قسيمَها القاضي علي
بطلٌ له عند الكماةِ مهابةٌ أو ليسَ عمرو الشركِ جدَّ له علي؟؟
وبقتله قال الملا لا سيفَ إلا ذو الفقارِ ولا فتى إلا علي
ونبينا أعطاهُ كلَّ مودةٍ ولدى حديثِ الناس فهوَ أخو علي
لم يكتملْ إيمانُ أي موحدٍ ما لم يكن متعلقاً بولاية علي
فبحبِّ هذا الفذ تنجو من لظىً وتكون في دارِ الكرامةِ معْ علي
مهما أطاعَ العبدُ ربّاً لم يفزْ إلا بإحرازِ الشفاعةِ منْ علي
ولئن أصابك منْ همومٍ أو أذىً لا تبتئسْ نادِ أبا حسنٍ علي
فهو السبيلُ إلى النجاةِ وهذه إحدى كراماتِ العليِّ إلى علي
كم آية نزلتْ بحقِّ محمدٍ ونظيرها في حقِّ مولانا علي
ولقد وُلدتُ على محبةِ وُلدِ طه سيَّما الحسنانِ منْ وُلدِ علي
لو أوثقوني بالحبالِ وقطعوا جسمي فلمْ أعدلْ وحقك يا علي
هذا الولا زادي وليسَ يخيفني يومُ الحساب إذا عفا عني علي
والمبغضونَ فلن ينالوا رحمةً ما دام لم ينظرْ بأمرهِم علي
فعليُّ يدعو ربَّه بمحمدٍ ومحمدٌ يدعوه دوماً في علي
اللهم وال من والاه وانصر من نصره واخذل من خذله واجعلنا من مواليه ومحبيه وثبتنا على ولايته، ياعلي بحق علي .
ما خطه قلمي من حكاية مع ذلك الطبيب أحمد هي قصة حقيقية حدثت..
اضافةتعليق
التعليقات