كفاح بنت في الثلاثينات من عمرها، ولدت في أوساط مؤمنة محبة للرسول الاعظم (ص) و آله الاخيار، فكانت محبة لهم بفطرتها السليمة، عاشت براءة طفولتها لا تعي شيئا من مجريات الحياة حولها.
و ما إن بدأت تكبر أخذت تتأمل في الحياة كثرت التساؤلات بداخلها، تقول لنفسها ترى ما يجب علي أن أفعل، ما هي مهمتي في هذه الحياة ما المراد مني؟ لابد من وجود طريق علي اتباعه ﻷصل للهدف الذي وجدت من أجله.
بدأت تبحث و تستفسر عن طريق الحق الذي يؤدي بها لهدف الوجود كي تؤدي مهمتها كأفضل ما يكون.
لم تجد من يرشدها، لم تحصل على المعلومات التي تبحث عنها، الكتب التي تحتاجها غير موجودة، العلماء هجّروا من بلدها.
كان العلم في ايامها التي عاشتها محارب، فهي ولدت أيام الحاكم الجائر صدام الذي ابعد الشعب عن العلم والعلماء.
بقيت تفكر بمصيرها وحياتها، لم تكن تستطيع أن تفعل شيئا، فلم يكن أمامها غير ذهابها لمدرستها الثانوية و العودة للمنزل و هكذا تمضي أيامها، إلا أنها لم تكن مقتنعة، تود الوصول لهدفها.
أنهت دراستها الثانوية وبعدها التعليم العالي وما إن أنهت دراستها و كان سقوط الدولة الجائرة في بلدها حيث انفتح المجال للتعلم والتزوّد من العلوم المفيدة، ففتحت الكليات والمعاهد الدينية والاكاديمية.
فسعت أن تجد المكان والدروس التي تبحث عنها فاختارت أن تنهل من علوم محمد و آل محمد الذين جعلهم الله سبحانه الطريق الموصل إليه.
وعلى الرغم من معارضة الجميع لاختيارها وعدم تشجيعهم لها لدراسة هذه العلوم بقولهم: (تستطيعين اقتناء الكتب و قرائتها ولاداعي لدراستها، الافضل أن تكملي دراستك الاكاديمية وتحصلي على شهادة معترف بها كي تؤهلك للتعيين بدوائر الدولة).
لم تهتم للكلام، فهدفها وماتريد الوصول له عندها أهم، اجتهدت و تعلمت وتفوّقت و بقيت تتزود من العلوم المفيدة باشتراكها بالدورات و البرامج التي تنمي و تنير العقل.
الكثير من اﻷمور و الافكار المتداولة في المجتمع لا تروق لها، تريد التغيير، تحب أن يكون المجتمع أفضل وأن يشعر الجميع بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، تريد للمجتمع أن يخرج من حالة البهيمية التي بدأت تستشري فيه، حيث همّ اﻷغلبية جمع المادة و التمتع ببهارج الدنيا الزائفة، يفكروا بمأكلهم وملبسهم و يجعلون جل اهتمامهم بذلك متناسين انهم خلقوا لهدف اسمى و فضلوا على الخلائق بامتلاكهم العقل الذي لو اهتموا بغذائه كما يهتمون لغذاء الجسد لعاشوا حياة أفضل.
لم تلاقِ تفاعل وقبول ﻷفكارها من اﻷغلبية، فالناس غير مستعدين للتغير والتخلي عن العادات والتقاليد الخاطئة التي ورثوها جيلا بعد جيل.
حتى و إن اقتنعوا بما تقول لكنهم يعتقدون بأن هذه الأفكار مثالية و غير ممكن تحققها.
ينظرون لها هكذا ﻷنهم أصلا لم يبادروا للمحاولة، لم يفكروا بالتغيير واختيار الافضل.
رضوا واقتنعوا بما هم عليه دون أن يتفكروا بما ممكن أن يؤولوا إليه.
ولكن كما قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
لكن كفاح ما زالت تكافح وتأمل التغيير شيئا فشيئا وتسعى ﻷن يكون القادم أفضل.
اضافةتعليق
التعليقات