الصحة العقلية (Mental health) حالة من العافية على الصعيد العاطفي والنفسي والاجتماعي، وهي تؤثر على شعور الشخص وتفاعله وتأقلمه مع الحياة وأحداثها. كما أنها تحدد كيفية تعامل الشخص مع الضغوطات وكيفية اتخاذ قراراته.
والمرض العقلي اضطراب يؤثر في طريقة تفكير الشخص ومزاجه وسلوكه، وتسببه عدة عوامل مثل الوراثة والجينات وأحداث الحياة التي يمر بها الشخص، مثل تعرضه للتوتر أو للاعتداء اللفظي أو الجسمي أو التحرش.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي شديد عادة ما يموتون قبل الأصحاء، ويطلق على هذا اسم "الموت المبكر" (premature mortality). ويقدر العمر المتوقع لدى المصابين بأمراض عقلية شديدة أقل بـ10 إلى 25 سنة مقارنة بالآخرين. ووفقا للمنظمة فإن الأمراض العقلية الشديدة تشمل الذهان والاكتئاب المتوسط إلى الشديد، واضطرابات المزاج ثنائية القطب.
الموت
معدل الوفاة بين الأشخاص المصابين بالفصام أعلى بضعفين إلى ضعفين ونصف مقارنة بالأشخاص المعافين، ولدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب 1.8 ضعفا. أما الأشخاص المصابون باضطرابات ثنائية القطب فيتراوح لديهم المعدل بين 35 و100%.
وتوجد علامات قد تشير إلى وجود مشكلة في الصحة العقلية لدى الشخص، إذ قد تشير معاناته من واحد أو أكثر من هذه الأعراض إلى وجود مشكلة نفسية. ومن هذه الأعراض:
الانسحاب بعيدا عن الناس والابتعاد عن النشاطات المعتادة.
اضطرابات النوم، مثل تراجع عدد ساعات النوم وصعوبته أو النوم لفترات طويلة.
اضطرابات في تناول الطعام، سواء بالزيادة أو النقصان.
الشعور بعدم المبالاة.
الشعور باليأس والعجز.
المرور بتقلبات حادة في المزاج.
معاناة الشخص من ذكريات أو أفكار لا يستطيع إخراجها من رأسه.
سماع أصوات غير حقيقية.
الاعتقاد بقناعات غير منطقية.
المعاناة من آلام في الجسم لا يوجد لها تفسير طبي.
التفكير في أذية الشخص لنفسه أو الآخرين.
انخفاض مستوى الطاقة.
عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، مثل الذهاب إلى العمل.
ويشمل المرض العقلي مجموعة كبيرة من الاضطرابات، منها:
الاكتئاب: وهو مرض عقلي يتميز بتعكُّر المزاج لفترة طويلة، وهو يتجاوز مجرد الحزن، ويؤثر على سلوك المصاب واستعداده للعمل والحياة، وقد يقود إلى عواقب خطيرة قد تصل إلى الانتحار.
اضطرابات القلق: وفيه يشعر الشخص بالقلق والتوتر بشكل غير مبرر أو منطقي، ومن أعراضه الشعور المستمر بالخوف والهلع، وصعوبة النوم، وخفقان القلب، والشعور بتوتر في العضلات. ومن أنواعه الرهاب الاجتماعي واضطراب القلق العام.
اضطرابات ثنائية القطب: وتسمى أيضا اضطرابات "الاكتئاب-الهوس"، وفيها يمر الشخص بتقلبات حادة في المزاج والنشاط والسلوك بين الاكتئاب الذي يتميز بانخفاض الطاقة والانسحاب، إلى الهوس وفيه يكون الشخص نشيطا للغاية ولكن بشكل غير طبيعي، إذ يتسارع كلامه ويعاني من تواثب الأفكار التي تحضره بكثرة، ويعاني من صعوبة في النوم أو قد لا يشعر بالتعب، وقد يؤمن بقناعات غير منطقية حول قدراته، وهذا قد يقوده إلى اتخاذ قرارات متسرعة خاطئة مثل استثمار جميع أمواله في مشروع مشكوك في جدواه.
الفصام: وهو مرض عقلي يسمع فيه الشخص المصاب أو يرى أشياء غير موجودة، ويكون لديه قناعات غير صحيحة مثل أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره أو أن الجن أو الشياطين تتلبسه أو تتحكم فيه. والفصام مرض مزمن شديد يؤدي إلى إعاقة الشخص المصاب في حياته.
اضطرابات الأكل: وتنتج عن اضطراب نفسي يؤدي إلى موقف غير طبيعي نحو الطعام، مما يقود إلى تغيير الشخص لعاداته في الأكل وسلوكه تجاهه، ويضم:
– فقدان الشهية العصبي (anorexia nervosa)، وفيه يحاول الشخص إبقاء وزنه عند أقل مستوى ممكن، بالتجويع أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
– الشره المرضي (bulimia)، وفيه يقوم الشخص بتناول الطعام ثم يحاول التخلص منه عبر التقيؤ أو أخذ المسهلات.
– الأكل الشره (binge eating)، وفيه يشعر الشخص بأنه مجبر على تناول كمية كبيرة وفائضة من الطعام. حسب الجزيرة
الضرر ليس عضويا فقط.. 4 أطعمة تعرض الصحة العقلية للخطر
يخشى الناس تناول بعض الأطعمة لأنها تزيد احتمال إصابتهم بالسمنة وعدد من الأمراض التي ترافقها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لكن الأضرار لا تتوقف عند "الحدود العضوية"، لأن الطعام غير الصحي يؤثر أيضا على الصحة العقلية للأفراد.
وبحسب موقع "cnet"، فإن عددا من الخبراء يوصون بالابتعاد عن 4 أطعمة تؤثر بشكل ملحوظ على الصحة العقلية، لا سيما عند الإكثار منها.
وجبات تحتوي على نسبة عالية من الدهون المتحولة: مثل الدجاج المقلي والبيتزا والبرغر، لأن هذا النظام الغذائي يؤدي إلى تراجع إنتاج هرمون السيروتونين المرتبط بالسعادة في جسم الإنسان.
وعندما يتراجع إنتاج هذا الهرمون في جسم الإنسان، فإنه يزيد عرضة الشخص لأن يصاب باكتئاب وبالتالي، فإن المطلوب، هو تناول هذه الأطعمة بين الفينة والأخرى، من أجل خفض الضرر قدر الإمكان.
وجبات ذات نسبة عالية من السكر المُصفى أو المعالج: مثل العديد كالمخبوزات كـ "الدونات" والكيك، إلى جانب الحلويات والعديد من العصائر التي يعتقد الناس أنها صحية.
يقول خبراء إن الأطعمة المحلاة بشكل كبير تجعل الجسم لا يتخلص بسهولة من الإرهاق، كما أن الفرد يصبح أكثر عرضة لأن يعاني من الاكتئاب.
ويحصل هذا التأثير الخطير للغاية لأن السكر يحدث حالة من الاختلال وعدم التوازن في مادة كيميائية موجودة بدماغ الإنسان، لكن الإقلاع عن السكر يصعب أن يتم دفعة واحدة.
وينصح الأطباء بتقليل تناول السكر على نحو تدريجي، كأن يجري التخلي في البداية عن المشروبات الغازية وبعض الحلويات، ثم ترك المحليات الاصطناعية وأطعمة أخرى محلاة.
أطعمة معالجة: مثل نقانق "الهوت دوغ" ولحم "البيكن" المقدد، لأنها تزيد تزيد احتمال الإصابة بالقلق والاكتئاب، كما تزيد الالتهاب في الجسم، لا سيما في الجهاز الهضمي، وتؤثر على هرمون السيروتونين المرتبط بالسعادة.
الكافيين: صحيح أنه موجود في مشروبات شعبية في العالم مثل الشاي والقهوة، لكن القدر الذي نستهلكه هو الأهم، لأن الإكثار قد يؤدي إلى الإجهاد ورفع مستوى القلق.
ويعد الكافيين من بين المحفزات التي نحتاجها حتى نبقى في حالة يقظة، وهو يقوم بذلك من خلال رفع نبضات القلب وضغط الدم، أي على غر ار ما يحصل في أعراض القلق.
وتبعا لذلك، فمن الأفضل أن نشرب قدرا معقولا من الشاي والقهوة خلال اليوم، أو أن نعتمد خيارات أخرى أفضل للصحة مثل بعض أنواع الشاي التي تكون مصحوبة بالأعشاب، فتساعد على الاسترخاء، وتعمل على خفض مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر. حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات