كل دواخل الانسان قد يحوزها ترتيب فطري، معرفة الانسان ممتدة إلى ما بعد اليقين تترتب على منظوره النفسي الباطني بين الأزمة والانفراج، بين التناقض الانفعالي والارتياح، الفواجع تقع وتحصل لكن الصلب لا يهزم غالبا، قدرياً الانسان ليس خانع إلى ما يميته دائماً، يجول الانسان فكره إلى ما يبقيه قيد العيش، المشكلة التي تتجلى دائما أن الانسان عادة يصنع رمزه ويسقطه.
الانسان إن كان قوياً يهدم أي مستحيل، وإن ضعف لا يعادل نملة بقوته، الضجيج كلما يكبر كلما قل سماع الانسان لنفسه أو تحدثه بما يوجب عليه تمدنه في حوار ذاته وتعرفه على مكامن ما يؤلفه.
الحقائق واضحة دون مواربة والمبدأ لا ينكث سريانه، التلافي للأمور التي يصعب التكيف بها سرعان ما تتوارب ويتأرجح التعامل معها، الادامة على ذات القوة أمر مستحيل، المرء منا مُعرض لحوادث وطارئات شتى تتحكمه تؤثر به ويتأثر بها فعالة وبائنة وكل انسان استدامة دوافعه متغيرة.
في سنة 1950 كانت اليابان مدمرة تماماً خسرت خلال الحرب نسبة من الشباب أكثر مما خسرته أي أمة أخرى، حيث مدنها احترقت تماماً وعقدوا اجتماعا من أجل توحيد المجتمع وتحقيق هدف يعيد الكرامة الوطنية والازدهار الاقتصادي لليابان، وعقدوا اجتماعاً آخر سنة 1960 قالوا هدفنا أن نصبح الأمة الاولى في العالم في انتاج الفولاذ ولكنهم قالوا بأن هذا مستحيل لأن اليابان لا تملك موارد طبيعية لكنهم لم ينظروا إلى ما يملكونه بل نظروا إلى ما لديهم من ارادة العمل، فبلغوا الهدف، وسنة 1970 عقدوا اجتماعاً اخر وقالوا لنحدد هدف هذا العقد نريد أن نصبح الأمة الأولى في انتاج السيارات، فبلغوا الهدف، وسنة 1980 قالوا في هذا العقد لنصبح البلد الأول في العالم في انتاج الالكترونيات والكومبيوتر فبلغوا الهدف حيث أنها هزمت الزلازل.
فضاء الانسان يدور بصورة مغايرة مع الوقت وتذوق الحياة والموت معاً، اليأس مهنة واهمة للظلام ذاته وهي تكمل جزء كبير من القلق والتضاد بين الواقع ومكامن قضية واردة اعتاد عليه حتى دون نكهة الشعور.
درجة القبح الممكنة تكمن في استخدام حجم التشويه للسقوط في عدم النهوض والعملية تطرح الأهمية في أن ينجز المرء ويوظف طاقاته وهذه الكبوة التي لا تليق إلا بجاهزية النفس ذاتها في التخطي.
(وفِي أنفسكم أفلا تنظرون)، الآية الكريمة توضح قدرة المرء في محاورة نفسه والتصالح مع ذاته وتكوين لغة حوار مشتركة ووضع خارطة طريق وتنفيذ ما يتداركه وما يخشاه حتى لايفقد السيطرة في نفسه وزمامها.
كل انسان بإمكانه أن يصبح لديه قوة غامرة ومفعمة بمكامن جليلة تستدعيه ليعبر إلى ضفة أخرى من الأمان، داروين يقول: البقاء للأصلح. في الوقت الحالي أرى البقاء للأقوى الذي يتخطى كل شيء.
اضافةتعليق
التعليقات