• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تيرنر والهمجي.. رقاد القيم في أحضان المدنية

زينب الاسدي / الأحد 27 آيار 2018 / تطوير / 2762
شارك الموضوع :

تمضي الحضارة متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع ف

تمضي الحضارة  متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع في قائمة طويلة جعلت منها لفافة تضرب بها ناصية الهمجية‘ تلك الصيغة النكرة التي لو استعضناها ب (البدائية) لكانت أدل على مدلولها.

لم تتقافز البشرية فوق نهر التحضر إلا عندما وضع الإنسان البدائي مسالك العبور على هذا اليم، ويا له من أمر صعب، إذ لم يضع حجراً ولا مدراً إلا بعد مصارعة متغيرات الطبيعة، ووحشية الكواسر، وأهوال الأدغال لينتقل مرحلة بعد مرحلة يسجل بصمات قد تبدو متواضعة إلا أنها كانت العصب المغذي للمدنية والحضارة.

لكن الغريب الملفت أن النزعة الإنسانية التي كانت لديه بالفطرة، سجلت طغياناً يضارع حماسه

 وانبثاقه وظلاً وقاه تشعشعات الزمن المر في كثير من الأحيان.

فمثلاً:

"(كانت حالة تقسيم الطعام عند البدائيين دارجة مع من لا يملك منه شيئاً) كما كان المألوف كذلك للمسافرين أن يقفوا عند أي دار يشاؤون في طريقهم بغية الإستراحة وتناول الطعام، بل من الإعتيادي جداً أن تستعين الجماعات التي ينزل بها القحط بجيرانها، ولو جلس الإنسان في الغابة ليأكل وجبته توقع منه الناس أن ينادي لمن أراد مشاطرته.

يوثق ويل ديورانت في (قصة الحضارة) هذه الحالة فيقول:

لما قص (تيرنر) على رجل من (ساموا) قصة فقير في لندن سأله الهمجي في  دهشة: "وكيف ذلك؟ أليس هناك طعام؟! أليس له أصدقاء؟ أليس في المكان بيت للسكنى؟ أين إذاً نشأ هذا الفقير؟ أليس لأصدقائه منازل؟".

وقد لاحظ الرحالة البيض أثناء رحلاتهم في إفريقيا أن (الرجل الأسود) إذا ما قدمت له هدية من طعام وغيره فإنه يقسمها بين ذويه فوراً؛ وإذا ما أعطى المسافر بدلة لأحد هؤلاء السود، فسرعان ما يرى الموهوب يلبس من الهبة جزءاً، ثم يرى صديقاً له يلبس القبعة مثلاً، وصديقاً آخر يرتدي السترة.

لم تكن للملكية معنى عند الإسكيمو كذلك، فكان الصائد يوزع صيده على أهل القرية جميعاً.

كتب مبشر ديني يقول: (إن ما يثير الدهشة العميقة أن تراهم يعاملون بعضهم بعضاً برقة

ومجاملة قل أن تراهما عند أكثر الأمم تحضراً؛ وذلك بغير شك يرجع إلى أن لفظي (ملكي) و(ملكك) اللتين قال عنهما القديس كريسوستم Chrysostom إنهما تخمدان في قلوبنا شعلة الإحسان وتشعلان نار الجشع؛ لا يعرفهما هؤلاء  (الهمج) ويقول شاهد آخر: (لقد رأيتهم يقتسمون الصيد ولا يوجد من يعارض طريقة التقسيم كأن يقول أنه غير عادل، إن الواحد منهم ليؤثر أن يرقد في معدته الخاوية على أن يتهم بأنه أبى أن يعين المحتاج.. إنهم يعدون أنفسهم أبناء أسرة واحدة كبيرة)".

لا يعارض أحد التحضر فهي الحالة الطبيعية للبشر التي سار عليها لعقود، وسجل فيها الإنجازات الصناعية والطبية والتكنلوجية العملاقة، ولكن المرفوض أن تتحول إلى سيل تجرف معها بذور الفطرة السليمة لترمي بها في مستنقع النفايات النووية وتحكم بالإعدام على كل تلك القيم السامية التي مارسها البشر في مساحة التاريخ الرحبة وتعتبرها قواعد همجية أكل الدهر عليها وشرب.

يخطئ من يظن أن امتطاء الدبابات وتسيير المدافع والتلاعب القذر في الأسهم الإقتصادية العالمية التي تجر عنق العالم بحبل طويل نحو مستنقعات الفقر والفناء هي ضرب من الحضارة بل هو تخلف صارخ يجعلنا نذرف الدموع بغزارة على الهمجية السالفة.. 

الانسان
المجتمع
التفكير
القيم
المبادئ
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    آخر القراءات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    النشر : الخميس 14 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    نساء الريف العراقي ترزح بين نار االفقر ونار الجهل والظلم الاجتماعي

    النشر : الأحد 04 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الماء الساخن يطفئ النار أيضًا

    النشر : الثلاثاء 14 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    أدوية تجعلك تشعر بالتعب.. تعرف عليها

    النشر : الثلاثاء 19 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    بناء الذاكرات الجماعية

    النشر : الثلاثاء 18 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الإدارة الصالحة ونكران الذات في منهج الإمام علي

    النشر : الثلاثاء 04 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 456 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 433 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 412 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 394 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 381 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 370 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1435 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1371 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1248 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1097 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1090 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1059 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء
    • منذ 19 ساعة
    أسباب الارتباك
    • منذ 20 ساعة
    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها
    • منذ 20 ساعة
    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة