• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تيرنر والهمجي.. رقاد القيم في أحضان المدنية

زينب الاسدي / الأحد 27 آيار 2018 / تطوير / 2711
شارك الموضوع :

تمضي الحضارة متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع ف

تمضي الحضارة  متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع في قائمة طويلة جعلت منها لفافة تضرب بها ناصية الهمجية‘ تلك الصيغة النكرة التي لو استعضناها ب (البدائية) لكانت أدل على مدلولها.

لم تتقافز البشرية فوق نهر التحضر إلا عندما وضع الإنسان البدائي مسالك العبور على هذا اليم، ويا له من أمر صعب، إذ لم يضع حجراً ولا مدراً إلا بعد مصارعة متغيرات الطبيعة، ووحشية الكواسر، وأهوال الأدغال لينتقل مرحلة بعد مرحلة يسجل بصمات قد تبدو متواضعة إلا أنها كانت العصب المغذي للمدنية والحضارة.

لكن الغريب الملفت أن النزعة الإنسانية التي كانت لديه بالفطرة، سجلت طغياناً يضارع حماسه

 وانبثاقه وظلاً وقاه تشعشعات الزمن المر في كثير من الأحيان.

فمثلاً:

"(كانت حالة تقسيم الطعام عند البدائيين دارجة مع من لا يملك منه شيئاً) كما كان المألوف كذلك للمسافرين أن يقفوا عند أي دار يشاؤون في طريقهم بغية الإستراحة وتناول الطعام، بل من الإعتيادي جداً أن تستعين الجماعات التي ينزل بها القحط بجيرانها، ولو جلس الإنسان في الغابة ليأكل وجبته توقع منه الناس أن ينادي لمن أراد مشاطرته.

يوثق ويل ديورانت في (قصة الحضارة) هذه الحالة فيقول:

لما قص (تيرنر) على رجل من (ساموا) قصة فقير في لندن سأله الهمجي في  دهشة: "وكيف ذلك؟ أليس هناك طعام؟! أليس له أصدقاء؟ أليس في المكان بيت للسكنى؟ أين إذاً نشأ هذا الفقير؟ أليس لأصدقائه منازل؟".

وقد لاحظ الرحالة البيض أثناء رحلاتهم في إفريقيا أن (الرجل الأسود) إذا ما قدمت له هدية من طعام وغيره فإنه يقسمها بين ذويه فوراً؛ وإذا ما أعطى المسافر بدلة لأحد هؤلاء السود، فسرعان ما يرى الموهوب يلبس من الهبة جزءاً، ثم يرى صديقاً له يلبس القبعة مثلاً، وصديقاً آخر يرتدي السترة.

لم تكن للملكية معنى عند الإسكيمو كذلك، فكان الصائد يوزع صيده على أهل القرية جميعاً.

كتب مبشر ديني يقول: (إن ما يثير الدهشة العميقة أن تراهم يعاملون بعضهم بعضاً برقة

ومجاملة قل أن تراهما عند أكثر الأمم تحضراً؛ وذلك بغير شك يرجع إلى أن لفظي (ملكي) و(ملكك) اللتين قال عنهما القديس كريسوستم Chrysostom إنهما تخمدان في قلوبنا شعلة الإحسان وتشعلان نار الجشع؛ لا يعرفهما هؤلاء  (الهمج) ويقول شاهد آخر: (لقد رأيتهم يقتسمون الصيد ولا يوجد من يعارض طريقة التقسيم كأن يقول أنه غير عادل، إن الواحد منهم ليؤثر أن يرقد في معدته الخاوية على أن يتهم بأنه أبى أن يعين المحتاج.. إنهم يعدون أنفسهم أبناء أسرة واحدة كبيرة)".

لا يعارض أحد التحضر فهي الحالة الطبيعية للبشر التي سار عليها لعقود، وسجل فيها الإنجازات الصناعية والطبية والتكنلوجية العملاقة، ولكن المرفوض أن تتحول إلى سيل تجرف معها بذور الفطرة السليمة لترمي بها في مستنقع النفايات النووية وتحكم بالإعدام على كل تلك القيم السامية التي مارسها البشر في مساحة التاريخ الرحبة وتعتبرها قواعد همجية أكل الدهر عليها وشرب.

يخطئ من يظن أن امتطاء الدبابات وتسيير المدافع والتلاعب القذر في الأسهم الإقتصادية العالمية التي تجر عنق العالم بحبل طويل نحو مستنقعات الفقر والفناء هي ضرب من الحضارة بل هو تخلف صارخ يجعلنا نذرف الدموع بغزارة على الهمجية السالفة.. 

الانسان
المجتمع
التفكير
القيم
المبادئ
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    آخر القراءات

    عندما تلتقي القوة الإلهية

    النشر : السبت 07 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    شهر أبوابه مفتوحة

    النشر : الثلاثاء 28 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    حلماً يتحقق!.. بـنونً وجيم وألفٍ وحاء

    النشر : السبت 14 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ليبيات يحترفن صناعة الحلويات في المنزل لمساعدة أسرهن

    النشر : السبت 14 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    أرصفة العلم!

    النشر : السبت 11 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ما هو السر في زيارة عاشوراء؟

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1256 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 489 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 464 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 448 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 448 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 376 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1349 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1256 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 798 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 652 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول
    • منذ 12 ساعة
    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟
    • منذ 12 ساعة
    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة
    • منذ 12 ساعة
    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة