• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تيرنر والهمجي.. رقاد القيم في أحضان المدنية

زينب الأسدي / الأحد 27 آيار 2018 / تطوير / 2658
شارك الموضوع :

تمضي الحضارة متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع ف

تمضي الحضارة  متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع في قائمة طويلة جعلت منها لفافة تضرب بها ناصية الهمجية‘ تلك الصيغة النكرة التي لو استعضناها ب (البدائية) لكانت أدل على مدلولها.

لم تتقافز البشرية فوق نهر التحضر إلا عندما وضع الإنسان البدائي مسالك العبور على هذا اليم، ويا له من أمر صعب، إذ لم يضع حجراً ولا مدراً إلا بعد مصارعة متغيرات الطبيعة، ووحشية الكواسر، وأهوال الأدغال لينتقل مرحلة بعد مرحلة يسجل بصمات قد تبدو متواضعة إلا أنها كانت العصب المغذي للمدنية والحضارة.

لكن الغريب الملفت أن النزعة الإنسانية التي كانت لديه بالفطرة، سجلت طغياناً يضارع حماسه

 وانبثاقه وظلاً وقاه تشعشعات الزمن المر في كثير من الأحيان.

فمثلاً:

"(كانت حالة تقسيم الطعام عند البدائيين دارجة مع من لا يملك منه شيئاً) كما كان المألوف كذلك للمسافرين أن يقفوا عند أي دار يشاؤون في طريقهم بغية الإستراحة وتناول الطعام، بل من الإعتيادي جداً أن تستعين الجماعات التي ينزل بها القحط بجيرانها، ولو جلس الإنسان في الغابة ليأكل وجبته توقع منه الناس أن ينادي لمن أراد مشاطرته.

يوثق ويل ديورانت في (قصة الحضارة) هذه الحالة فيقول:

لما قص (تيرنر) على رجل من (ساموا) قصة فقير في لندن سأله الهمجي في  دهشة: "وكيف ذلك؟ أليس هناك طعام؟! أليس له أصدقاء؟ أليس في المكان بيت للسكنى؟ أين إذاً نشأ هذا الفقير؟ أليس لأصدقائه منازل؟".

وقد لاحظ الرحالة البيض أثناء رحلاتهم في إفريقيا أن (الرجل الأسود) إذا ما قدمت له هدية من طعام وغيره فإنه يقسمها بين ذويه فوراً؛ وإذا ما أعطى المسافر بدلة لأحد هؤلاء السود، فسرعان ما يرى الموهوب يلبس من الهبة جزءاً، ثم يرى صديقاً له يلبس القبعة مثلاً، وصديقاً آخر يرتدي السترة.

لم تكن للملكية معنى عند الإسكيمو كذلك، فكان الصائد يوزع صيده على أهل القرية جميعاً.

كتب مبشر ديني يقول: (إن ما يثير الدهشة العميقة أن تراهم يعاملون بعضهم بعضاً برقة

ومجاملة قل أن تراهما عند أكثر الأمم تحضراً؛ وذلك بغير شك يرجع إلى أن لفظي (ملكي) و(ملكك) اللتين قال عنهما القديس كريسوستم Chrysostom إنهما تخمدان في قلوبنا شعلة الإحسان وتشعلان نار الجشع؛ لا يعرفهما هؤلاء  (الهمج) ويقول شاهد آخر: (لقد رأيتهم يقتسمون الصيد ولا يوجد من يعارض طريقة التقسيم كأن يقول أنه غير عادل، إن الواحد منهم ليؤثر أن يرقد في معدته الخاوية على أن يتهم بأنه أبى أن يعين المحتاج.. إنهم يعدون أنفسهم أبناء أسرة واحدة كبيرة)".

لا يعارض أحد التحضر فهي الحالة الطبيعية للبشر التي سار عليها لعقود، وسجل فيها الإنجازات الصناعية والطبية والتكنلوجية العملاقة، ولكن المرفوض أن تتحول إلى سيل تجرف معها بذور الفطرة السليمة لترمي بها في مستنقع النفايات النووية وتحكم بالإعدام على كل تلك القيم السامية التي مارسها البشر في مساحة التاريخ الرحبة وتعتبرها قواعد همجية أكل الدهر عليها وشرب.

يخطئ من يظن أن امتطاء الدبابات وتسيير المدافع والتلاعب القذر في الأسهم الإقتصادية العالمية التي تجر عنق العالم بحبل طويل نحو مستنقعات الفقر والفناء هي ضرب من الحضارة بل هو تخلف صارخ يجعلنا نذرف الدموع بغزارة على الهمجية السالفة.. 

الانسان
المجتمع
التفكير
القيم
المبادئ
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آخر القراءات

    وراء كل امرأة ناجحة.. رجل!

    النشر : الخميس 06 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    واقعنا الحقيقي الحالي مع الوقت

    النشر : الأربعاء 23 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الحسن المجتبى.. بيوتات نور ومجلس تأبين

    النشر : الخميس 16 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    لماذا تختار الحزن؟ وكيف نختار السعادة؟

    النشر : الخميس 15 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف تنظّف أذنيك دون إيذائهما؟

    النشر : الأثنين 13 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    معلومات قد لاتعرفها عن أنواع البن الشهيرة

    النشر : الأثنين 15 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3754 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 458 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 370 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 360 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 315 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 301 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3754 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1349 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1328 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1198 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 875 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • منذ 31 دقيقة
    حين يُولد القلب في ساحة حرب
    • منذ 38 دقيقة
    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن
    • منذ 44 دقيقة
    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • الثلاثاء 20 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة