القوة العظيمة التي تضاهي كل قوة في العالم هي ليست بالعضلات والأجساد، ولا بالقامة الطويلة، ولا قوة في السلطة، والمال والسعادة بل هي من يعطيها الله، هذه هي أكبر قوة.
نفقد الأمل بتلك الحياة التي سقت أرواحنا وأمطرت ربيعها في يوم واحد. وأنا واقف وضائع بين أيامي في الدنيا وأنا لا أمتلك القدرة والقوة لمساعدة نفسي لنهوض، والرجوع لخطوات النجاح، والقوة الحقيقية. فالفشل في حياتنا يحطمنا ويجعل منا قطع هزيلة عشوائية لا تملك المسير والعودة فمازالت في ضياع وضياع..
وهنا جاءني شخص ما!، هز كتفي ولمس جراحي وعرف مابي من غير أن أتحدث بحرف واحد وبدأ يقول لي: بالإرادة التي لا يهزها شيء والتي لا تقهر، فليست القوة بمعاداة الحياة، بل القوة الحقيقية هي المقدرة على العيش فيها وتحقيق الغاية التي خلقنا من أجلها. فالألم ثَمَرَة واللهُ لا يَضَعُ ثِمارًا على غُصْنٍ ضعيفٍ لا يقدر على حملها.
بمعنى أن كل هذا العالم لن يملأ فراغ قلوبنا بما فيه من أشياء وأشخاص وأحداث وأحلام، فقط ما يكفينا هو محبة الله لنا والثقة به وأن نستمد قوتنا منه بأن نرمي كل همومنا عليه فهذا فقط الذي سيشعرنا بالأمان بالإيمان به والتقرب إليه، وليكون صديقنا الوحيد الذي نفتح صفحات قلوبنا، ونشكوه وهو يسمع لنا ويفعل لنا مانريد لما ندنو منه بكل قوانا العقلية والجسدية فهو معطي القوة وبيده يذهبها..
فسُبْحَانَكَ يا إِلهِيْ لَكَ العِزَّةُ وَالجَلالُ وَالعَظَمَةُ وَالإِجْلالُ وَالسَّطْوَةُ وَالاسْتِجْلالُ وَالرِّفْعَةُ وَالإِفْضالُ وَالهَيْمَنَةُ وَالاسْتِقْلالُ، تُقَرِّبُ مَنْ تَشآءُ إِلی البَحْرِ الأَعْظَمِ وَتُشَرفه بِالإِقْبالِ إِلی اسْمِكَ الأَقْدَمِ لَنْ يَمْنَعَكَ عَنْ سُلْطَانِكَ مَنْ فِي سَمائِكَ وَأَرْضِكَ لَمْ تَزَلْ غَلَبَتْ قُدْرَتُكَ المُمکِناتِ وَأَحاطَتْ مَشِيَّتُكَ الکائِناتِ وَلا تَزالُ تَکُونُ مُقْتَدِرًا عَلی المَوْجُوداتِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِ العَزِيزُ الحَکِيمُ، أَيْ رَبِّ نَوِّرْ وُجُوهَ عِبادِكَ لِلتَّوَجُّهِ إِلی وَجْهِكَ وَطَهِّرْ قُلُوبَهُمْ لِلإِقْبال إِلی شَطْرِ مَواهِبِكَ وَعِرفانِ مَظْهَرِ نَفْسِكَ وَمَطْلِعِ کَيْنُونَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ مَولَی العالَمِينَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ.
ثم قال لي إنها تلك القوة التي تمحو الفروق وتؤلف بيننا بمختلف أدياننا وأطيافنا وأجناسنا لتخشع قلوبنا في حب الله وتنبثق وحدتنا من الله الواحد الأحد.
وعندها علمت أنه حينما تـنغمس نفوسنا في طيات الكلمة الإلهية حيث التأمل والدعاء نجدها قادرة تدريجيا علی التخلص من الرغبات الشخصية والصفات المادية فتطمئن قلوبنا وتستبشر أرواحنا، "ولتطمئن قلوبكم به".
إنه الله فأقبل بين يديه، وابكِ وتوسل إليه، واغمض عينك خجلاً، واذرف دموعك خشيةً واعترف بكل خطأ في حياتك، فمنه القوة التي تستطيع منها النهوض فلا قوة أخرى تضاهي حبه وقوته.. حينما تكون من عاشقيه والوالهين للقياه فاعلم أنه سيعطيك القوة لخطواتك، ولمعرفة طريقك كن قريباً منه يعطيك قوةً.. فالقوة من الله لا من عبد الله.
اضافةتعليق
التعليقات