كعادتي جلستُ صباح اليوم وصوت المذياع يملأ أرجاء البيت فقد عودتنا والدتي على تشغيله كل صباح. وقد ينسى بعض أفراد أسرتي يوم ميلادهم وحاشا أن ينسو عامًا يوم المذياع العالمي هذا التأريخ المميز عندنا جميعًا فقد كان ولازال جزءاً لا يتجزأ منا كأنهُ أحد أفراد العائلة.
فقد إستطاع المذياع (الراديو) ذو الوجود المهم إرساء السلام والحب والدفئ في العوائل آنذاك، وحتى الآن في بعض الأسر القليلة فتطور الزمن ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت حيزا كبيرا في السنوات الأخيرة ولكنهُ لم يستطيع أن يَدثُر الراديو قطعًا.
ماتبثهُ الإذاعات قد يكون مختلف تمامًا عما نسمعه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون وقد تُثَبت المعلومة بداخل عقل الإنسان أكثر من سماعها من خلال وسيلة أُخرى. للتقارير الإخبارية والإعلامية التي تبثها الإذاعات لعامة الناس دورها في بلورة الرأي العام وتقديم رؤية تؤثر في الأوضاع المحلية والدولية وفي عمليات اتخاذ القرارات، حيث تحدد الإذاعة مواضيع البحث على الصعيد العام وتتيح خدمات أساسية بطرحها القضايا المهمة للناس والمسائل الجديرة بإهتمام السلطات والمواطنين .
وتبحث الإذاعة المهنية في الأسباب الجذرية للنزاعات وحوافزها منعاً لإحتمال إندلاع أعمال العنف، وذلك من خلال البرمجة الإذاعية وخيارات هيئة التحرير المناسبة. فتساعد البرامج المواضيعية التي تطرح قضايا محددة على بساط البحث في تبيان الشوائب المجتمعية، وأوجه الاختلال الهيكلية، والفقر، والنزاعات على الموارد أو الأراضي، والفساد، وسباق التسلح، وغيرها من المسائل، وتقدم أيضاً المعلومات عن عناصر التضارب المحتملة مع المعايير الصحفية وتستطلع الخيارات المحتملة في هذا الصدد. وقد يلفت محتوى البرامج الإذاعية الكثير من الأفراد فهو يُحاكي واقع المجتمع وأغلب ما يحدُث معهم من مشاكل على الصعيد الشخصي أو العام.
كما تقدم الإذاعة منهجاً بديلاً لمنع نشوب النزاعات من خلال الوقوف على الشعور بالإحباط أو تضارب المصالح، وحل سوء الفهم، والوقوف على مشكلات عدم الثقة، وغيرها من المشكلات، علماً بأنه في وسع هذه الأمور المساهمة في التصدي للكراهية أو للرغبة في الإنتقام أو الإستعداد لحمل السلاح.
ومن ثَمّ، تساهم الإذاعة المهنية المستقلة في تعزيز الديمقراطية وتوفّر أساساً لإرساء السلام الدائم. لهذا كانت ومازالت الإذاعة هي الصوت الأول في تطور المجتمع والأول في إيصال المعلومة والثقافة الصوتية والمناقشة والبحث العلمي أو الإجتماعي.
اضافةتعليق
التعليقات